الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور و مصداقية الإعلام العربي

محمد الزيري

2007 / 4 / 5
الصحافة والاعلام


تقديم

في كل المعارك العسكرية و السياسية و الاقتصادية التي خاضتها الأمة العربية في السابق بدا الإعلام العربي و كأنه يقوم بدور المتفرج ، حيث اقتصرت مشاركته في معظم الحالات على الردود الضعيفة و الاستهجان و الاستنكار، كما عجز عن عكس وجهة نظر الدول العربية تجاه قضايا النزاع التي حاربت من أجلها و في حين قام بالتعبير عن استهجانه و إستنفاره لمواقف القوى المعادية فشل في الرد عليها أو إيصال رسالته إلى جماهيرها .
كما انه مشدوها أمام الرأي العام العالمي بكامله تقريبا إلى جانب إسرائيل وذلك على الرغم من قيامها باحتلال المزيد من الأراضي العربية و استخدام قنابل محرقة لقتل الأطفال و النساء و الأبرياء. و إذا كان الإعلام العربي بوجه عام قد عجز طرح وجهة نظره بكفاءة و إيصالها إلى الجماهير المعنية، فانه فشل أيضا في استيعاب أهداف الحملات الإعلامية المضادة مما جعله يفشل في كشف أبعادها أو الرد عليها و التصدي لدعواتها و مقولاتها، ولذا يبدوا الإعلام العربي كأنه يسير دون هدف محدد و ينشط دون استراتيجية عمل واضحة، ..
و بسبب تشعب موضوع الإعلام، وتداخله مع كثير من النظم الاجتماعية الأخرى العالمة في المجتمع، فان دراستنا هذه تقتصر على محاولة تحديد دور الإعلام في المجتمع، وإبراز بعض نواحي النقص في الإعلام العربي بوجه عام . و بهذا فإننا سنتحاشى ما حققه الإعلام العربي من إنجازات في بعض المجالات.

أولا : العملية الإعلامية :

إن العملية الإعلامية هي عملية إيصال و اتصال. إيصال المعلومات و المواقف و التوجهات الرسمية للجمهور المخاطب و إقامة الاتصالات معه للمشاركة في عملية جمع المعلومات و صياغة المواقف وتبني التوجهات العلنية أي انه في نشاط فردي و جماعي رسمي و غير رسمي يقوم على التفاعل البناء بين أجهزة الإعلام و جماهيرها ويرمي إلى إعادة صياغة المواقف و التوجهات على كل الجانبين، بناءا على الاقتناع الذاتي ووعي أهمية المسؤولية الاجتماعية، ولذلك فان الإعلام ينطلق من مبادئ و مفاهيم واضحة تؤمن بحق الغير في المشاركة و يعمل بين جماهير محددة يحاول التأثير في توجهاتها من خلال تفاعله الديموقراطي معها و يستخدم وسائل إعلامية هي نتاج التقدم العلمي و التكنولوجي في هذا العصر .
إن العملية الإعلامية القائمة على الإيصال و الاتصال هي عملية اجتماعية تشمل كافة نواحي الحياة في المجتمع و لا تقتصر على النواحي السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية دون غيرها . وترمي إلى التعريف بالذات و الإمكانيات و بالفرص المتاحة و حث الأفراد و الجماعات و المؤسسات على القيام بالواجبات التي تمليها حقيقة انتمائهم للمجتمع .
ولذلك يمكن تعريف الإعلام بمفهومه الواسع بأنه عملية جمع المعلومات و تبادلها ونشرها و استخدام العلم الحديث في عملية الجمع و التبادل و النشر و الاستخدام و التصفيف و الإخراج ،و التكنولوجية المتقدمة في عملية إيصالها للجمهور المعني و استقبالها منه . و الأسلوب المناسب نفسيا و اجتماعيا لعرضها و محاولة إقناع الجمهور المخاطب بها. وذلك ضمن إطار ديموقراطي يؤمن بالمشاركة و يحدد أولويات البناء على المجتمع و احتياجاته المستقبلية. إن اللغة، التي هي وسيلة من أهم الوسائل الاتصال في المجتمع. هي طريقة في التفكير و التعبير عن الذات و عن تطلعات تجاه الغير و اتجاه المجتمع. و بعد أن كانت اللغة تقوم على الكلمة و الصورة و الحركة و الرقم و الخط البياني و التعبير الموسيقي و الكاريكاتير و غيرها من وسائل التعبير الأخرى، و بسبب إمكانية النقل هذه المعلومات في صياغها المختلفة عبر الأثير و المحيطات و الحدود دون عناء كبير و ضياع للوقت دخلت عالم اليوم ثورة جديدة هي ثورة الاتصال و المواصلات و كما كانت كلمة " ثورة" قد استخدمت للتعبير عن كل تغير جدري، كمي نوعي في أساليب الإنتاج الاقتصادية ( الثورة الصناعية) وطرق التفكير الاجتماعية والثقافية ونظم الحكم السياسية والعسكرية، فإن ثورة الاتصالات هي التعبير عن حالة الانفتاح الاقتصادي و الاجتماعي التي تعيشها مختلف الشعوب على الكرة الأرضية و التي مكنتها من التعرف على واقع الحياة و تطلعات و حضارة الغير...
إن تطور وسائل الاتصال الفكري و الثقافي و الإنساني عبر التاريخ و عبر الحدود، أدى إلى إيجاد نوع من التداخل بين مصالح و أهداف و أحيانا بين مشاكل وتطلعات مختلف الأمم و الشعوب .
و لقد أدى ذلك إلى خلق واقع دولي جديد تميز بازدياد درجة الاعتماد المتبادل بين مختلف الدول، وجعل من المتعذر على أية دولة تعيش بمعزل عن غيرها من الدول أو القيام بحل مشاكلها الأساسية دون الاستعانة بالغير و أخد مصالحها و مواقفهم بعين الاعتبار، و حتى يتسنى للدول و الحكومات المختلفة عرض وجهة نظرها وتأمين الحد الأدنى من تقبل الغير لمواقفها، اتجهت إلى الإعلام كوسيلة لخلق الظروف الأكثر ملائمة لتحقيق أهدافها و التعريف بذاثها، ومن تم العمل على كسب اكبر عدد من تأييد الجمهور المخاطب خاصة الأصدقاء و الحلفاء و أصحاب المصلحة منه.و من جهة ثانيه تحاول العملية الإعلامية تحيد مواقف الأعداء و التشكيك في مصداقيتهم ولإحباط خططهم المضادة ومن اجل توفير أفضل الفرص لنجاح العملية الإعلامية لابد لها من الانطلاق من مفاهيم واضحة, والعمل على تحقيق أهداف واقعية محدده،و استخدام العلم و التكنولوجية الحديثة كأداة لنقل رسالتها و تحقيق إمكانيات تفاعلها الخلاقة مع جمهورها.وباختصار يرتبط نجاح العملية الإعلامية بتوفير أمور كثيرة أهمها:
1 : تحديد الأهداف التي يتوخى الإعلامي تحقيقها بدقة ، و التي لابد و أن تنسجم مع أهداف المجتمع و تطلعاته.
2 : تحديد مواقف الأصدقاء و الأعداء تجاه القضايا المستهدفة ، وتحليل ردود فعلهم المتوقعة على ما سيطرح من قضايا و ما يستهدف من مواقف.
3 : اختيار الأسلوب الإعلامي الأفضل و الوسيلة الأكثر مناسبة لمخاطبة قطاعات الرأي العام المختلفة و التي يراد كسبها أو تحيدها أو إحباطها ، وذلك من خلال إبراز القضايا التي تنسجم مع مصالحها الذاتية و تتلاءم مع تطلعاتها المستقبلية و لا تتناقض مع خلفياتها حضارية و تجربتها الحياتية .
4 :و لما كانت العملية الإعلامية تهدف إلى أشياء أخرى إلى تغير اقتناعات الأفراد و الجماعات و تبديل مواقف الشعوب و الحكومات فإنها لابد أن تتجه إلى تحديد الفئات النشيطة التي يتوقع أن تلاعب دورا أساسيا في قيادة الجماهير و في توجيه قرارات سياسية و غير سياسية ذات العلاقة الوثيقة موضع الاهتمام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا