الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ العرب--ويل ديورانت

سلطان الرفاعي

2007 / 4 / 6
كتابات ساخرة


وفي تلك السنة من التاريخ القديم ، حاصرت جحافل الأمريكان بغداد ، مدينة هارون الرشيد ، ولم يستمر الحصار طويلاً ، فقد اجتاحتها جيوش الأمبراطورية الأمريكية ، وأعملت فيها القتل والذبح والاغتصاب والتفجير والتفخيخ والتهجير ، حتى اقترب العدد من عدد ضحايا خالد بن الوليد الغازي الأسلامي السابق ، والذي استطاع مثل بوش ، وان كان بنسبة أكبر القضاء على 70 الف مسيحي . سبعون ألف مسيجي ، في موقعة أليس ضمن عملية غزوه للعراق .
ولم تكتف جحافل الأمريكان بالغزو العسكري ، فقد مارسوا الغزوا الحضاري ، واستطاعوا اجبار ملك دولة نفطية ، على ارتداء الجاكيت الأمريكي أثناء استقباله لرئيسة برلمان الدولة الغازية .
وفي تلك السنة من التاريخ القديم ، استعمل العرب البدو الأنترنت ، وانطلقوا يشتمون به بعضهم البعض ، وينشرون فكرهم الأرهابي ، وطرق صناعة القنابل ، وأسرع الوسائل من أجل حضور عشاء أو غذاء رباني ، مع تحديد نوع الوجبات الألهية اليومية ، حيث أن بعض المجاهدين الأنتحاريين ، لا يحبون مثلاً طعام الكبة ، والكبة هي وجبة رئيسية في الآخرة يوم الأحد ، لذلك تقل عمليات الانتحار والقتل يوم الأحد ، على العكس طبخة الكبسة ، لها رواد كثر من الأخوة الأنتحاريين ، وتُقدم في الآخرة يوم الثلاثاء ، لذلك يُسارع الأخوة المجاهدين الى تفجير أنفسهم يوم الثلاثاء ، ولكن المشكلة في من يقتلوهم ، قد يكونون من الذين لا يُحبون طبخة الكبسة . وهكذا استعمل العرب البدو كل منجزات الحضارة العالمية ، من أجل نشر دينهم السمح ، فالموبايل تحول الى داعية ، والمذيعة والمذيع في الفضائيات تحولوا الى دعاة . والمناهج الدراسية تحولت الى دراسات لبث الحقد والكره والتكفير .
مع أن الثقافة العربية المرتبطة بالتقاليد تعتبر القديم أفضل من الجديد ، وبالتالي فان المحافظة على التخلف العلمي يعتبر فضيلة . فلا شك بأن الدين المنزل عامل قوي في تطوير الروح التقليدية عند العرب----فكل اختراع يعد خطيئة لأنه يزيد المسافة بعدا بين عصر الوحي والعصر الحاضر.

وكان هؤلاء العرب ، يعقدون بشكل دائم مؤتمراتهم وآخرها جرى في دولة صاحب الجاكيت ما غيره ، وغالباً لا يتفقون على شيئ ، فأمرهم لم يكن بيدهم ، وهذا الميل إلى المؤتمرات، أو ما يعرف بالروح المؤتمراتية، يرجع به إلى التقاليد البدوية في عقد مجلس لشيوخ القبائل. حيث يعتمد وزن رأي كل رجل على سنه وحجم أسرته ونفطه ودولاره ، وارتباطاته والمبالغ التي يقبضها كمساعدات وخلافه . إن مجلس القبائل لا يصوت بل يتذاكر ويناقش. إن شيخ القبيلة ليس رئيس الاجتماع بل مضيف المؤتمرين-فإذا ما شعر الشيخ بأن الأكثرية تميل إلى رأي ( وهو في الغالب متأثر في رأيه) لخص الآراء الغالبة. عند هذه النقطة ، ودون أي تصويت رسمي يعرف الجميع أي قرار قد اتخذ .

يبدأ شيخ القبيلة ( الملك الأمير الرئيس ) مشواره الطويل جدا، وكفاحه، ونضاله، بالحكمة التي تقول: (اعتقل وتوكل ) ويستمر العمل بهذه الحكمة حتى تتحقق معادلة المساواة، والتي تعني رياضيا: عدد الذين داخل المعتقلات= يساوي عدد الذين في خارج المعتقلات. وبهذا (يُعلم الغايب الحاضر).
ثم يتجه إلى الحكمة الخالدة: (خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود) وهناك عدد من علماء الاجتماع، يرون أن الحكمة الثانية في حياة أي زعيم عربي ليست(خبي قرشك ---) بل ( جوع كلبك يتبعك) ويبدو أن لكل من الرأيين أنصاره. وحديثا ظهرت نظرية جديدة في علم الاجتماع الحديث، تقول بإمكانية دمج الحكمتين مع بعضيهما، على أساس، أنه عندما يبدأ الزعيم بجمع قرشه الأبيض فان شعبه سيجوع ويُصبح مثل الكلب (أجلكم الله) حسب نظرية السبب والنتيجة.

وفي تلك الحقبة ظهر زعيم عربي ، مخلوق لا تستطيع أن تقول أنه كائن انساني ، أقرب الى القرد منه الى البشر ، يضع في أعلاه ما يُشبه الرأس ، ولكنه ليس برأس . يرعى في مراعي الأمبراطورية الأمريكية ، وينام في خيمة ، يصرخ ويُصرح ، والجميع يضحك ويتندر . تصلح خطبه لبرامج الأطفال ، يُدخل البهجة والفرح الى قلوب كل الزعماء العرب . عندما يُقارنون أنفسهم به ، يشعرون بالفخر ويشكرون ربهم ليل نهار ، على أنهم لا يشبهونه . وعلى أن الله أعطاهم خلقة تامة .
توزع خطبه وتُباع في كل محطات التلفزيون ، وآخرها تلفزيون لبناني ، قبض مبلغاً كبيراً من أجل بث خطابه المضحك الأخير . العرض الأخير الذي وصله ، من جماعة سبيس تون ، يُقدر بملايين الدولارات ، جيث لوحظ أنه عندما يبدأ بخطابه ، تنتقل جموع الأطفال لمتابعته ، فأسلوبه السلس ، يجعلهم يفهمون عليه ، لا بل يُشعرهم بأنه واحد منهم .
ويمتاز العرب عن غيرهم من الشعوب بأهم ميزة عرفها التاريخ : في كل أركان العالم الأربعة ، يأخذون المعاقين والمتخلفين عقلياً ، ويُراعون وضعهم ، ويهتمون بهم ، ويضعونهم في مصحات من أجل ترفيههم ، الا العرب .فإنهم يُكرمونهم ويسلمونهم قيادة شعوبهم ، وما استلام هذا المخلوق الا دليل كبير على هذه الميزة التي ينفرد بها الوطن العربي . وما المظاهرات التي قامت في المصحات العقلية ، بعد سماع خطاب هذا الزعيم العربي الكبير ، حيث صرخ الجميع : انت القائد والرمز والحبيب والقدوة !. بالروح بالدم نفديك ! الا دليلاً أكيداً على المحبة التي يكنها سكان هذه المصحات لرمزهم وقائدهم وحبيبهم .
دمشق
6-4-2500








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن


.. سلمى أبو ضيف قلدت نفسها في التمثيل مع منى الشاذلي .. شوفوا ع




.. سكرين شوت | الترند الذي يسبب انقساماً في مصر: استخدام أصوات