الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....

صالح اهضير

2007 / 4 / 13
الادب والفن


ونحن على مشارف نهاية العقد الاول من قرن جديد، لا نزال نلاحظ بشكل ملفت للنظر ان الاغنية العاطفية ، في العالم الثالث ومنه البلاد العربية، تهيمن على العمل الموسيقي مثلما هي الخرافة فيه سائدة...

وإذا كان الخوض في الحديث عن الخرافة في البلدان المتطورة هو في نفس الوقت حديث خرافة، فإن ذلك يمثل اصدق دليل على ان هذه البلدان قد بلغت شاوابعيدا في تناول موضوعات جديدة ومتنوعة تزخر بهاإنتاجاتهاالموسيقية.

ولا عجب ان تترامى إلى مسامعنا يوما بعد يوم عطاءات إبداعية في هذا المجال، معظمها يعالج قضايا راهنة ومستجدة، تدور موضوعاتها، على سبيل المثال، حول وضعية المرأة المسلمة(la femme musulmane)، واخرى عن داء السيدا والانفولنزا وغيرها عن الرحلات الفضائية، وما شاكل ذلك مما يتسم بطابع واقعي وحيوي.

إن طغيان المعالجة الضيقة على العمل الموسيقي في الوطن العربي، وعلى الخصوص في الجانب المتعلق بالموضوعات العاطفية التي تطبعها الاخيلة والاوهام، جعلها تحتل الصدارة في اهتمامات كل من مؤلف النصوص الغنائية والمؤلف الموسيقي باعتبارها قضية مصيرية لامحيد عنها، وبدونهاربما استحال العمل الموسيقي إلى مجرد جعجعة.

فمن متغن بالحرمان من عطف الحبيب والتملي بطلعته، إلى متلهف إلى لقائه ووصاله.ومن مترنم بليل طويل تتحول فيه الدقائق إلى ساعات،إلى متذمر من قساوة خليله نتيجة جفاء اوعتاب...

واغلب الظن ان هذا الاتجاه الغالب على العطاء الإبداعي الموسيقي يعودبالاساس وبالدرجة الاولى إلى كبت للرغبات والمطامح التي يعمل المجتمع المتخلف على تكريسهاوتثبيتهافي لا وعي المبدعين لتلجا بعد ذلك إلى التعبير عن ذاتها بشكل رمزي ترتدي فيه الحقيقة قناعا وهميا.وإن مهمةالمتلقي والحالة هذه ان يستقبل هدا النوع من الإنتاج متجاوبا معه في غياب يقظة شعوره..

ان الزفرات والمواويل والآهات التي تنطلق من الحناجر نتيجة قساوة الحبيب والحرمان من لقائه، ليست في واقع الامر إلا تعبيرا عن الحرمان الجنسي وقساوة الحياة بحمولاتها وتناقضاتها.

ومن جانب آخر، فإن النقاش الدائر حول تأزم العمل الموسيقي هو في الحقيقة نقاش يمس في جانب كبير منه وضعية الاغنية العاطفية ما دامت لونا غنائيا سائدا ومهيمنا إلى درجة السقوط إلى منتهى التدني..وإلا فما بالنا نصف هذا العمل الموسيقي اوّذاك بانه خليع او مائع؟

إن لدي قناعة كبيرة بأن العملية الموسيقية الإبداعية الموفقة هي التي تلزم الكاتب بانتقاء نصوص غنائية جديدة ومتنوعة في مضامينها، مما سيسمح بالتالي بحفز همم الملحنين بغية البحث عن اسلوب جديد ومبتكر في التاليف الموسيقي، ومن ثمة استبعاد الجميع لكل ما هو جاهز ومألوف ورتيب.

وكأني بالفنان "عبد الوهاب الدكالي"، على سبيل المثال لا الحصر، قد احس بفطانته المعهودة بهيمنة هذا النمط الغنائي الاستهلاكي باعتباره ظاهرة مرضية معدية، فكانت الجهود المتضافرة بينه وبين مؤلف النص الغنائي لرائعته:"سوق البشرية" التي اسفرت عن حصيلة غنائية بامتياز حظيت بإعجاب مهرجان الاغنية العربية سابقا بالقاهرة.

ولست اقصد في كل هذا إلى إلغاء الاغنية العاطفية بجرة قلم، وإنما اقصد إلى تجاوز ماهوكائن بأسلوب جديد وفي حدود الاعتدال، مع مراعاة ما تزخر به حياة
المجتمع العربي من قضايا حيوية صالحة لان تتحول إلى موضوعات عند المعالجة الفنية، وإلا فإن إبداعاتنا الموسيقية ستظل هذيانا وتخريفاامام تحديات قرن جديد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع