الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتنبي وبرج التجارة العالمي!

عبدالجبار خضير عباس

2007 / 4 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الذي حدث في شارع المتنبي،لايختلف في حجمه وقوة تأثيره وتداعياته عن ضرب برج التجارة العالمي، او ما يسمى بأحداث 11 ايلول،ربما هذا التوصيف يثير السخرية لدى الاخر اوالذين فجروه، الا اننا ايها السادة، نفهم ما حدث باعتباره جريمة العصر الثقافية الكبرى،اذ استهدفت الثقافة والحضارة والتراث والتاريخ.فالذي احترق في الشارع ليس المكتبات الخمسين وما فيها من كتب نادرة ومخطوطات،وما تم تحضيره من مصادر لطلبة الدراسات العليا،بل حرق للعلم والفلسفة والجمال والخير والكلمة،والفكر وحرية التعبير والديمقراطية التي كان الشارع واحة لها ابان عهود الاستبداد،انه ملاذ الشاعر والقاص والكاتب والاكاديمي وطالب العلم والمثقف،انه ميناء الثقافة العالمية واستقبال احدث النظريات الجمالية والفكرية واللغوية والادبية، الا ان الفارق هو في التعامل مع الحدث. ان الاميركان بعد احداث 11 ايلول بدلا من التقهقر والاستسلام او الانكسار او شيوع مناخات الاحباط،بادروا لتوظيف الحدث وطنيا فاستثمروا ذلك في توحيد الخطاب السياسي والاعلامي،كذلك منحوا انفسهم حق التدخل العسكري في أي مكان في العالم بذريعة محاربة الارهاب،وتسمية ذلك بالضربة الاستباقية، ثم الفوضى الخلاقة، والشرق الاوسط الكبير،وهكذااستغل الحدث باقصى مدياته، كذلك تحرك الاعلام كانعكاس للحراك السياسي الذي اخذ بالتفاعل،لكننا لم نتعامل مع الاحداث بما يناسبها،فبدلا من ان يستثمرضرب المراقد المقدسة في سامراء الى عامل توحيد حدث العكس واستطاع الاعلام المعادي الذي تقوده الجزيرة والقومجية و مدعي اليسار الصدىء من فعل العكس، اما ماحدث في جسر الائمة، وبروز الرمز الوطني عثمان العبيدي فأنه جاء بفعل الرأي العام العراقي الذي كان الاعلام صدى له وليس صانعه او محركه،كذلك لم يفعل اعلامنا ما يؤكد حضوره.بعد تفجير مجموعة من الاطفال في بغداد الجديدة،وبكل خسة تعاملت احدى الصحف الخليجية لتفرغ الحدث من أي تعاطف عربي معه واصفة ذبح الاطفال بانهم ضحايا حلوى الاحتلال،كون الاميركان منحوهم الحلوى قبل التفجير وبعدها حوادث عديدة اخرى، الاطفال الذين تم تفجيرهم في ملعب لكرة القدم في الرمادي،من دون أي فعل اعلامي وحكومي يتساوق مع الحدث،والاعلام العربي كالعادة،يعزف على وتر دغدغة عواطف الناس،عن طريق نقل بعض الاخباروالحقائق المختارة بعناية،وعرض الصور والحوادث التي تخدم توجههم المضلل،واهمال الاخبار التي تملك الاهمية،فضلا عن تزييف الحقائق والوقائع،وكل يتذكر كيف وظف قتل الطفل المعجزة محمد الدرةالذي يعمل والده اجيرا عند احد الاسرائيلين،وخرجت المظاهرات المليونية في ايران احتجاجا، لكن موت المئات من اطفال العراق،لم يحظ باي اهتمام عربي او ايراني ولم يخرج واحداً احتجاجا لذلك!بعد المبادرة التي قادهاالزملاء في ”جريدة الصباح “ وتم القاء القصائد على حطام شارع المتنبي،بين قصاصات الورق المحروقة ودماء الشهداء والعمل المسرحي الذي قدمه احد الفنانين،كان له فعل السحر وتأثر به الكثير ممن لم يحضر المناسبة،وكتب احد الصحفيين العرب في جريدة الشرق الاوسط عن الفعالية كردة فعل على الهجمة الهولاكية وتناقلت بعض الفضائيات التظاهرة، كنا نتوقع من الصفحة الثقافية،وملحق ثقافة وادب ان يديما الزخم وتستمرالحملة الاعلامية،لنشكل نقطة تحول في اعلامنا ونحرك الفضائيات ومحطات التلفاز الارضية،كي نجبر الضمير الاعلامي العربي الميت على الحرك وكذلك ايصال صوتنا لبقية العالم فبكل تأكيد هناك من يناصر ولكن علينا اولا ان ننصر انفسنا، والذي ارجوه ان لاتموت المبادرة ونجعل منها نقطة او خط شروع، لنجبر الاخرين للاصغاء واننا نملك الادوات والطاقات،والامكانات المادية،وعلى اتحاد الادباء ان يضطلع بمسؤوليته وكذلك فنانينا،فاما ان نكون جديرين بحمل هوية المثقف العراق،او نلوذ بالصمت .فمن العار ان يطالب المثقف العراقي المشاركة في صنع القرار السياسي، في البلد، وهو لايؤدي ابسط الواجبات عليه.وعلينا ان نتذكر ان الاميركان مازالو يوظفون احداث 11 ايلول حتى الان!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية