الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حث والصحفي مصطفى عنترة يتحدث في حوار لأسبوعية -المشعل- عن الإرهاب، القاعدة، جبهة البوليساريو، الإستراتيجية الأمريكية في شمال إفريقيا

مصطفى عنترة

2007 / 4 / 7
مقابلات و حوارات


ـ بادئ ذي بدء، ما هو تقييمكم لحدث انفجار مقهى الانترنيت بأحد الأحياء المهمشة بالدار البيضاء يوم 11 مارس 2007؟

بداية لا يسعنا إلا أن نستنكر وبقوة ما شهدته الدار البيضاء يوم الأحد 11 مارس 2007 من عمل إرهابي طال نادي للإنترنت بأحد الأحياء المهمشة، كما ندين كل من يقف وراء هذا الفعل الإجرامي المرفوض من قبل غالبية المجتمع المغربي. وهذا يعني أن المقاربة المعتمدة من قبل الدولة للتعامل مع الإرهاب، تبقى ناقصة إن لم نقل فاشلة، و الصحيح هو أن تعتمد في رؤيتها على مقاربة شاملة بحيث لا تقتصر فقط على البعد الأمني بل أن تزاوج بينه وبين الأبعاد الأخرى، أي الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الدينية والفكرية. مع التأكيد على ضرورة التواصل مع المواطن وتحسيسه بخطورة الإرهاب وانعكاساته على حياته وأمنه واستقراره..، وكذا إشراكه في صنع القرار ضمن ديمقراطية تشاركيـة.

ـ كيف تقرأون بروز الأعمال الموصوفة بـ "الإرهابية" بمنطقة شمال إفريقيا وجنوب الصحراء؟
بداية يجب التأكيد أن توالي الهزائم التي تشهدها إدارة بوش في "العراق المحتل" خاصة وأن مشروع دمقرطـة هذا البلد يظهر أنه لا زال بعيد المنال، كما أن الدعم الذي لا زالت تحظى به إسرائيل من قبل "البيت الأبيض" ضدا على الشرعية الدولية، فضلا عن مواقف بوش من بعض القضايا الدولية، كفضيحة سجن أبو غريب وطريقة التعامل مع صدام حسين وغيره من قادة نظام البعث البائد وما خلفته من غضب شديد زاد في تسويـد صورة الأمريكان في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج، ناهيك عن تشجيع التيارات العنصرية المتطرفة في أوروبا التي اجتهدت كثيرا في جعل الإرهاب مرادفا للإسلام ..إلخ. هذه العوامل وغيرها تلعب دورا في خلق مناخ دولي يساعد التيارات المتطرفة الإرهابية كتنظيم "القاعـدة" في التغلغل أكثر داخل العديد من المواقع الجغرافية، وتنفيذ مخططاتها لضرب المصالح الغربية.
فـ"القاعدة" تحاول تدويل حربها على "الشيطان الأكبر" في كل المواقع، وقد اتجهت إلى منطقة شمال إفريقيا نظرا وجود مصالح غربية هامة وحساسة، ووجود قاعدة بشرية مهيأة لتبني أفكارها ومشاريعها الظلاميـة، إضافة إلى إعلان بعض الأنظمة في المنطقة انخراطها الواضح في الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب، والأهم في ذلك أن تضاريس الصحراء الكبرى تساعد هذه الجهات على تنفيذ مشاريعها ومخططاتها.
كما أن الخلافات الضيقة التي تتحكم في العلاقة بين أنظمة( وليس شعوب) ما يسمى بـ" اتحاد المغرب العربي" تلعب دورا سلبيا في عدم تطوير التنسيق الأمني والإستخباراتـي وتبادل المعلومات.. وفي تعطيل التنمية والديمقراطية داخل هذه المنطقة. وهذا ما يجعل القوى الغربية تطالب البلدان المغاربية بإقامة تكتل أو قطب سياسي واقتصادي قوي لمواجهة التحديات التي بات يفرضها الإرهاب العالمي. هذا التكتل الذي أضحى مطلبا لهذه القوى بعدما كانت، بالأمس القريب، لا تتحمس له!؟



ـ هل هناك تواجد لتنظيم "القاعدة" بمنطقة شمال إفريقيا؟ وما هي طبيعة الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟
العديد من المؤشرات، تفيد أن تنظيم "القاعدة" نقل جزء من معركته إلى منطقة شمال إفريقيا، مؤسسا بذلك تنظيما تابعا له على شاكلة "القاعـدة في بلاد الرافدين" من أجل ضرب المصالح الغربية هناك، وكذا توسيع دائرة استقطاباته والهروب من الخناق الذي يعيشه في العراق نظرا للإنزال العسكري والأمني والاستخباراتي القوي للأمريكان وبريطانيا.
فقد لجأ تنظيم "القـاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إلى الصحراء الكبرى كقاعدة له نظرا لطبيعة مسالكها الوعرة وتضاريسها الصعبة.. وهو الأمر الذي انتبهت إليه القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مما جعلها تفكر في توظيف مجموعات الطوارق من أجل المحاصرة أتباع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على اعتبار أن الطوارقيين هم من يعرف جيدا منطقة الصحراء الكبرى. وقد حاول القذافي تنفيذ هذه الإستراتيجية من خلال تقربه من الطوارق أملا في إرضاء "البيت الأبيض"، لكن حسب ما يظهر أن الجزائر هي التي نجحت في مد الجسور مع الطوارقيين الذي أبدوا ثقثهم في نظام بوتفليقة وليس القذافي.
وتجدر الإشارة هنا أن التقارير الأمريكية تفيد أن "البيت الأبيض" يتابع بشكل دقيق حركات الطوارق، حيث نجده (أي البيت الأبيض) يطالب هذه الحركات المعارضة بعدم التعاطف مع الجماعات الإسلامية المسلحة، شريطة مساعدتهم على حل المشاكل التي تجمعهم ببعض البلدان الإفريقية، وتوفير الشروط الملائمة لتنمية منطقة الصحراء الكبرى.

ـ قيل أن هناك علاقات بين تنظيم "القاعدة" وجبهة البوليساريو، فما قولكم؟
أستبعد أي تقارب بين تنظيم "القاعدة" وجبهة البوليساريو لاعتبارات متعددة:
أولها أن المجتمع الدولي يشهد إجماعا حول قضية التصدي لإرهاب الموالين لأسامة بن لادن؛
ثانيها أن الجزائر لازالت متمادية في حربها الشرسة على الجماعات الإسلامية المسلحة، وبالتالي لا يمكن أن تترك جبهة البوليساريو تربط علاقات مع تنظيم "القاعدة"؛
ثالثها أن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بشمال إفريقيا، يجعلها ترصد كل صغيرة وكبيرة بالمنطقة، مما يصعب أي تقارب قد يحصل بين البوليساريو و"القاعدة".
فالحديث عن العلاقة بين الاثنين لم نسمعها إلا من طرف بعض الأوساط الإعلامية والسياسية المعروفة ببلادنا، وهو كلام لا يقبله لا العقل ولا المنطق.
صحيح، أن هناك تقاطعات بين مختلف الجرائم المنظمة. فجرائم تجارة الأسلحة والمخدرات والبشر.. والتهريب وتزوير العملات.. تتقاطع فعليا مع جرائم الإرهاب، بل الأكثر من هذا وذاك أن أموال بعض الجماعات الإسلامية الإرهابية تأتي عبر مثل هذه القنوات..، لكن هذا لا يعني بالنسبة إلينا وجود علاقة بين البوليساريو وأتباع أيمن الظواهري.

ـ لكن الصحفية الفرنسية "آرييل تيديل" وغيرها أشار إلى وجود علاقة بين جبهة البوليساريو وتنظيم "القاعدة"، فهل مجرد اختلاق أم هناك فعلا تقارير أشارت لذلك؟
يجب أن نعلم أن كل الأساليب ممكنة في المعركة الجارية بين المغرب وجبهة البوليساريو (المدعمة من قبل الجارة الجزائر). العديد من الأقلام الصحفية الفرنسية والإسبانية، دون أن أذكر لك بعض الأسماء المعروفة منها، سخرت ولا تزال سواء في قضايا محلية أو إقليمية. ولعل الرأي العام الوطني والإقليمي يعرف جيدا هذه الأمور، كما أنه أصبح قادرا على التمييز بين الصالح والطالح.
ما نأسف له هو أن استراتيجية التواصل التي سطرها النظام السياسي بالمغرب لتدبير ملف الصحراء لم تكن ناجعة، إذ كانت دائما محل انتقاد من طرف الحركة الديمقراطية. لأن الرأي الواحد هو السائد، ولم يكن يسمح بأي اجتهاد أو تعدد في هذا المجال نظرا لكون قضية الصحراء ارتبطت بجوهر شرعية الحكم.
ولا زال هذا النقص في استراتيجية التواصل مستمرا إلى يومنا هذا، ولعل كلام عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، في أسبوعية "الأيام" بكونه لم يعلم بالوفد( ياسين المنصوري، فؤاد عالي الهمة، الفاسي الفهري وشكيب بنموسى) الذي كلف بشرح محتويات مقترح "الحكم الذاتي" إلى رؤساء بعض الدول والحكومات إلا عبر الصحافة، يؤكد وجود هذا النقص. مع الإشارة في هذا السياق أن ردود الفعل السلبية التي خلفها تصريح الفاسي، وزير الدولة والطامح إلى تولي منصب الوزير الأول في حكومة ما بعد انتخابات شتنبــر 2007، دفعته كعادته إلى نفـي ما صرح به!؟
فالدولة اختارت التواصل مع الخارج، في حين همشـت الرأي العام الوطني رغم أنها ترفع شعار تقوية الجبهة الداخلية وتؤكد أن أي قرار بشأن قضية الصحراء لا يمكن اتخاذه إلا بالرجوع إلى الشعب.

ـ هل بإمكان "القاعدة" اختراق جبهة البوليساريو والتواجد في صفوف سكان المخيمات اعتبارا للأوضاع التي تسود المنطقة؟
لا أعتقد، لأن المخابرات العسكرية في الجزائر لا يمكن أن تغيب عنها مثل هذه المعطيات. فهي تراقب وتتحكم في أوضاع البوليساريو، أكثر من ذلك أن مسؤولي هذا الأخير لا يمكنهم أن يتخذوا أي قرار بدون الاستشارة مع الجزائر التي تمدهم بالدعم المادي والعسكري واللوجيستيكي والديبلوماسي..، وكل من عارض أو خالف في الرأي المسؤولين الجزائريين فمصيره الهلاك.
إن الكلام الذي تروجه بعض الأوساط داخل المغرب حول وجود علاقة بين البوليساريو وتنظيم "القاعدة"، لا يخدم إلا الإدارة الأمريكية في استراتيجيتها للهيمنة داخل منطقة شمال إفريقيا، إذ سيمنحها شرعية التوغل أكثر داخل هذه المنطقة من خلال بناء قواعد عسكرية وغير ذلك تحت ذريعة حماية شعوب المنطقة من خطر الإرهاب والإرهابيين.

ـ مع تصاعد ما ينعت بالأعمال الإرهابية بشمال إفريقيا، هل احتمال التدخل الأمريكي وارد؟
بكل تأكيد التدخل الأمريكي موجود، لكن تنامي الأعمال الإرهابية في المنطقة سيمنح، كما أشرت، فرصة أكبر لهذا التدخل خاصة مع ضعف إمكانيات بعض الدول لمواجهة خطر الإرهاب، مع العلم أننا نسمع، اليوم، أخبارا تفيد رغبة الإدارة الأمريكية لبناء قواعد عسكرية بالمغرب والجزائر..، هذا دون أن ننسى مسلسل الاستنطاقات الذي كانت تقوم به المخابرات الأمريكية داخل تراب المملكة في حق بعض معتقلي سجن "غوانتـانامو".. وغير ذلك من الوقائع التي تؤكد بالملموس الوجود الأمريكي.
فمشروع "الشرق الأوسط الكبير" أو "الجديد" الذي يشمل المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج يؤطر ثقافيا وسياسيا واقتصاديا.. لهيمنة "الإمبراطورية الجديدة" على المنطقة بأكملها.
ويجب أن نعرف أنه ليس هناك إرهاب الجماعات الإسلامية لوحده بمنطقة شمال إفريقيا، بل حتى إرهاب بعض الحكام والأنظمة وعنف أجهزتها..، وما صرح به مؤخرا العقيد معمر القذافي في خطاب تلفزي في حق أمازيغ ليبيا ودعوته لسحقهم.. يعد إرهابا، يجب على المجتمع الدولي استنكاره والتصدي إليه ومحاربته بقوة لأنه يشكل إرهابا ليس في ليبيا بل داخل منطقة شمال إفريقيا بأكملها.
ـ ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه كل من الجزائر والمغرب في إطار الأستراتيجية الأمريكية بشمال إفريقيا لا سيما في إطار تفعيل القيادة العسكرية باإفريقيا؟
لقد دخل المغرب والجزائر في سباق من أجل التقرب أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي قيادة مخططاتها في شمال إفريقيا. فكل نظام يسعى جاهدا للحصول على ثقة الأمريكان من أجل نيل شهادة حسن السلوك والسيرة من طرف الإدارة الأمريكيةّّّ!!؟ في حين كنا ننتظر من النظامين(الجزائر والمغرب) الدخول في سباق من نوع آخر، أي سباق الدمقرطة واحترام حقوق الإنسان والتنمية والانتقال من دولة الأشخاص إلى دولة المؤسسات وترسيخ المواطنة المشتركة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام