الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلم يدوم ولا أمل قريب

صبيحة شبر

2007 / 4 / 7
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟



حكم عراقنا طيلة عقود بالحديد والنار ، قسوة لا متناهية ، قمع وحشي لا مثيل له ، استبداد جهنمي لم يسبق ان رأته البشرية ، طغيان فوق المألوف ، قتل مستمر بلا أسباب ، ترويع للإنسان ، واعتداء على كرامته ، نفي وقهر وحرمان ، سحق لإرادة الملايين ، من أبناء الشعب المغلوب على أمره ، امتهان متواصل لكرامة الإنسان ومسخ لشخصيته ، كتم للأنفاس ، إجبار على كل شيء ، يصاحبه منع لكل مرغوب ، افرز ذلك الامتهان المستمر ، مجتمعا عاجزا عن تحقيق أي شيء من الأحلام ، حتى لو كانت بسيطة ، ويمكن للفرد الطبيعي تحقيقها ، ظن اغلب الناس ان التغيير غير ممكن ، في ظل هذا الطغيان والعنت الطويل ، وان أية حركة مصيرها إلى الفشل الذر يع ، والحكم على كل نفس في تلك المدينة ، بالموت والابادة الجماعية ، فتحول الشعب الشجاع الى مجموعات خانعة أسيرة ، للخوف والرعب والإعدامات الجماعية وحفلات التعذيب
حلمت الجماهير بالتغيير ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، بعد ان احكم النظام الجائر ، سلطته على الجيش وأبعده عن إمكانية التغيير ، كما استولى على كل المؤسسات المسلحة ، والتي كانت الجماهير تأمل منها خيرا ، نادت أمريكا الشعب العراقي إبان تحرير الكويت ، ان يسقط النظام وان أقوى دولة سوف تسانده ، وحين قامت التظاهرة الشعبية نقضت أمريكا وعودها ، وسمحت للسلطة الصدامية باستعمال طيرانها لسحق الانتفاضة الباسلة ، وأمريكا الحريصة على مصالحها لا تتحرك الا ان كانت تلك الحركة لخدمة المصالح الأمريكية ، أسقطت النظام في التاسع من نيسان 2003 وكان في سقوطه مفاجأة للعالم ،اذ سبق وان تبجح انه قادر على تدمير إسرائيل ، وإذا به لا يقدر ان يدافع عن نفسه ، ولم تكتفي أمريكا بإسقاط النظام ، وإنما حلت الجيش والشرطة ، لانها تريد ان تجعل الشعب العراقي وحيدا لا يدافع عنه احد ، وغير قادر على الدفاع عن نفسه ، كما فتحت الحدود العراقية أمام كل المتطرفين ، الذي يرون ان الجهاد هو في اغتيال العراقيين العزل وترويع حيوانهم ، ظل المجتمع العراقي المعروف بوحدته وتألفه ، يواجه مخاطر التشتت والتقسيم ، والانهيار التام ، وفرضت أمريكا نظام المحاصصة الطائفية والقومية ، وبقيت هذه النزاعات الطائفية والقومية والعرقية تهدد وحدة شعبنا الوطنية ، وتقضي على أحلامه ، في ولادة حياة جديدة قائمة على التقدم وتحقيق تطلعات الإنسان في حياة آمنة ، أربع سنوات مرت على سقوط النظام ، وشعبنا العراقي الذي أنهكته الممارسات الدكتاتورية يعاني اليوم من الصراعات السياسية والطائفية ، أزهقت فينا الأحلام وأصبحت أيامنا كابية ، تجتاح إنساننا العراقي في الداخل والخارج ، المخاوف ان تزهق روح أحبابه المفخخات ، وهو ذاهب لأداء الصلاة او للسوق للتبضع او للمدرسة للتعلم ، اثر الكثير من الناس ان يتركوا أبناءهم بعيدين عن المدارس ، خوفا من فقدانهم ،لان عمليات الابادة لاتفرق بين طفل وشيخ ، وبين امرأة او رضيع ، وفي ظل الخطة الأمنية التي تتناقض الأقوال بشأنها ، البعض يقول أنها ناجحة ، قد قللت من حوادث التفجير المروع التي تطال حيوات المواطنين ، هذا الوضع المتفجر ،لايمكن ان نحلم بظله بغد أفضل ، ما لم يسارع العقلاء الى اخذ الزمام بأيديهم ، لان كل تأخير من شأنه ان يعقد الوضع ، ويقضي على الوحدة الوطنية ، وبعد ان ناضل شعبنا من اجل الديمقراطية طويلا واتخذت أمريكا من هذا الشعار ، منطلقا لحربها ضد العراق ، أصبح الآن يواجه فشلا ذريعا ، الديمقراطية تلك الكلمة الجميلة ذات المعاني الرائعة ، لايمكن ان تكون سيارات مفخخة ، تقضي على معالم الحياة وتهدد المصير ، وتحول الناس الى مخلوقات بائسة ، فقدت الرغبة بالحياة بعد ان فتكت العصابات المسلحة ، بالحبيب والزوج والأب والابن ، لماذا يعيش الفرد ان كانت الحروب تقضي على أسرته ،التي تمنحه الحب والرعاية وتجعل منه شخصا يائسا وحيدا ، الديمقراطية لا تتحقق فجأة ، لايمكن لشعب عانى من ظلم أبشع دكتاتورية في التاريخ ، ان يعرف الديمقراطية وان يحافظ عليها ، كما لايمكن لإنسان عانى الأمرين ، من تنكيل النظام السابق ، ان يتصرف بديمقراطية وهو يرى العصابات المسلحة ، تأتي للقضاء على حلمه واغتيال أبنائه ، هل يمكن للديمقراطية ان تنشأ في ظل تفاقم الأحزاب الإسلامية السياسية ،والتي كل منها تجد الحكمة في طروحاتها فقط ، وان الآخرين خطاءون ، ان كانت الأحزاب المهيمنة على القرار في العراق ، تتصارع مع بعضها طائفيا وعرقيا وقوميا ، فكيف يتصرف ابن الشعب البسيط ،وهو يجد ان كل أحلامه قد باءت بالفشل ؟؟ وانه لم يحصل بعد على الكهرباء التي يحتاج ؟ او الماء العذب الذي يطمئن لعد م تلوثه بالإضافة الى انعدام الأمن ، وتكاثر المسلحين المتقاتلين في ظل البطالة واستحالة العثور على العمل ، المحقق لتطلعات الإنسان ومطامحه
أربع سنوات من المعاناة ، بسبب همجية الاحتلال وعدم قدرة الحكومة على تحقيق مطالب الشعب وان أجهزة الدولة ، ما زالت مخترقة من قبل الأعداء ، هذه المدة كافية كي ترينا ان حزب واحد ، لايمكن ان يأتي لوحده بالعلاج الناجع لكل ما يعانيه الوضع المتأزم في العراق ،÷ من مخاطر وأمراض ، القوى الوطنية التي يهمها مصلحة العراق أولا هي المدعوة اليوم ان تقوم بواجباتها الكثيرة الملقاة على عاتقها ، ان تلم الشمل وتوحد الصفوف ، وان تقضي على معالم الترحم على النظام السابق ، وان تبين للجميع ان العراق ملك لكل أبنائه ، لافرق بين عربي وكردي وتركماني ، وبين مسلم شيعي او سني ، وبين مسيحيي او صابئي الا بالتقوى ، العراق يجب ان يكون موحدا ، ولجميع أبنائه الذين ما ذاقوا طعم الراحة منذ سنين ، وكانت العقود المتوالية عجافا قد قضت على معالم الحياة الكريمة ، واغتالت منا الأحلام ، التي تمر بفكر كل البشر من جميع الأقطار ، الا نحن العراقيين ، عانينا طويلا ، وان لنا أن نجد الراحة التي نستحقها

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في