الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبشروا أيها العنصريون : الأمازيغ لم ولن ينقرضوا بعد / الجزء السابع

مليكة مزان

2007 / 4 / 9
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


خاتمة :

على الرغم من نكهة التسامح والصفاء التي حاول أن يمرر بها رسالته المتعصبة للعنصر الصحراوي الجاحد ، والمنتصرة للأطروحة الانفصالية الظالمة ، تبقى رسالة السيد الوالي سلامة محاولة منه فاشلة لجعلي أرتد عما أؤمن به من ضرورة التشبث بما هو الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه ، أو لجعلي أخل بما علي من واجب نصرة شعبي الأمازيغي المستضعف على امتداد شمال إفريقيا ، هذا الشعب الذي لن يخرس صوته لا القهر ولا الموت ، ولا كل ما يتقنه أعداء قضيته العادلة من أساليب الخداع والمراوغة.

نعم إن محاولته دفعي إلى الكفر بقضية شعبي ، وبأمازيغية صحرائه ، هي محاولة فاشلة ، وستبقى فاشلة إلا إذا استطاع هو وكل العرب العنصريين الإقصائيين أن يقنعني ويقنع شعباً بكامله ، غيوراً على كل حقوقه الطبيعية والمشروعة بضرورة ..

أن يتنكر لدمائه ،
أو يحتقر جذوره ،
أو يتخلى عن هويته ،
أو يسخَر من ثقافته ،
أو يوقع على كل بند من بنود إبادته ،
أو ينسحب ، كما هو فاعل بشكل مر أليم ، من كل ما ثبت بكل الدلائل الدامغة أنها أرضه ،
أو يترك كل ما يملك لكل ممن هب ودب وزحف على مجاله ،
أو يتسامح ، مزيداً من تسامحه المعهود ، مع كل من يستغل طيبته وانفتاحه ، ووداعته وحسن ضيافته ...

وكل ذلك فقط ..

مقابل أن يُستعبَد هو ويسود الآخرون ...
مقابل أن يجوع هو ويشبع الآخرون ...
مقابل أن يندثر هو ويبقى الآخرون ...

وفوق كل هذا وذاك ..

مقابل أن يضمن عدم اتهامه بالعنصرية وكراهية الآخرين ،
أو بالخيانة والتعامل مع ما يسميه هؤلاء بأعداء الوحدة العربية الإسلامية التي بها يحلمون ،
وإن على حساب حقوق وكرامة الآخرين ،
وبهدف أن يبقى هذا العالم المجنون مجنوناً كما يفضله الطغاة المعتوهون :
لا قانون فيه إلا القانون الذي يحمي مصالح الجميع ...
إلا مصالح الأمازيغ المسالمين المساكين ...

هذا هو المصير الذي يريده السيد سلامة لشعبي ، ليستفرد هو وعشيرته بخيرات جزء من تراب تامازغا أرضنا منذ الأزل ،
والتي نحن منها وعنها لسنا براحلين ، ولا فيها مفرطين حتى ولو سالت من أجلها دماء الناس أجمعين ...

هذه هي النزعة الإنسانية الجميلة التي يجب ، في نظر السيد سلامة ، أن أتصف بها ،
وأتغاضى باسمها عن جرائم كل من يتمادى هو في غيه ، ويتمتع هو بمكتسبات ظلمه ...

ليس هذا فقط بل وأن آخذه بالحضن ، وليذهب أهلي الأمازيغ جميعا إلى الجحيم ...

هذه هي الإيديولوجية الوحيدة الكفيلة ، في نظر السيد سلامة ، بتحصيني من ارتكاب أي حماقات مهددة للوجود البشري في أمنه وسلمه ...

يبقى أن في قرار السيد سلامة ثمة حقائق صارخة يا ليته ، وأمثاله ، يقر بها في علانيته ، كما هو فاعل لا شك في سره ، ويعفينا والمنطقة شر حرب قد تشتعل نيرانها من جديد وفي أي وقت ...

من تلك الحقائق الصارخة :

1 ـ أن الأمازيغ ( أرضا وشعبا وثقافة وحضارة ) واقع حاضر مازال يفرض نفسه فرضا ، وليس بإمكان من يفتعل العمى والصمم ويدس رأسه في عتمات قلبه أن يلغيه ، فقط لأنه يتمنى ذلك الإلغاء من صميم انحطاطه وترديه ، غير آبه لما يهب على عالم الإنسان المعاصر من رياح الأنسنة وإلغاء قوانين الغاب ...

2 ـ أن للأمازيغ كأي شعب من شعوب الأرض حقوقاً ، لا بد من احترامها ، إن كنا نطمح إلى تأسيس مجتمع إنساني حقيقي ، وضمان السلم والاستقرار ، وهي حقوق لن يتنازل عنها الأمازيغ إرضاء فقط لبعض الجهلة المتغطرسين ...

3 ـ من حقوق هذا الشعب حقه في الأرض ، أرضه التي بها وجد ، وبها عُرف ، ومنها وعليها تفاعل مع باقي شعوب وثقافات العالم القديم والحديث ، إذ لا يمكن تصور حياة أي شعب من غير أرض. فالأرض مثل اللغة من المقومات الأساسية لوجود أي شعب، وإثبات تمييزه عن غيره . كما أنها من شروط بقائه واستمراره ، وليست الصحراء المغربية إلا جزءا من الأرض الأمازيغية ، وهويتها الأمازيغية حقيقة صارخة لا يمكن نكرانها .

4 ـ ضرورة التعايش ، تعايش كل الجاليات العربية منها والصحراوية والأندلسية والإفريقية واليهودية مع الأمازيغ السكان الأصليين ، وأصحاب الأرض الشرعيين ، وذلك في إطار من علاقات إنسانية راقية أسسها الاحترام والعدل والسلام ، وهي أسس لا يمكن أن تكون أو تدوم إلا بما يلي :

5 ـ الاعتراف بأمازيغية هذه الأرض التي تعيش عليها هذه الجاليات ، لا أن تفرض هذه الجاليات هويتها على الأرض .

6 ـ حمل هذه الجاليات كلها للجنسية الأمازيغية ، طوعاً أو كراهية ، وذلك لسبب وحيد كونها الجنسية الأصل ، والتي لا بديل لهم عنها مادام أفراد هذه الجاليات كلها مقيمين على أرض أمازيغية ، متمتعين بخيراتها وحمايتها .

7 ـ الإيمان ( في انسجام تام مع الواقع الذي لا واقع غيره إلا في أوهام المتعنتين ) بكون اللغة الأمازيغية هي اللغة الأم للمواطنين المغاربة ، والعمل بإخلاص على النهوض بها وتقويتها بعد كل هذا الحصار الذي ضرب عليها ، ذاك أقل واجب وطني عليهم أداؤه إزاءها ، كعامل قوي من عوامل وحدتهم والضامن الوحيد لرقيهم وتقدمهم .

إنها حقائق صارخة تفرض نفسها فرضاً على كل ذي عقل وقلب وضمير ، لكن السيد سلامة ، وفاء منه لنزعته العروبية الاستعمارية ، لا يفعل للأسف شيئا غير محاولته إخراس صوت هذه الحقائق الصارخة بما يتقنه ( كباقي إخوانه العرب) من الرقص البهلواني على وقع الكلمات الجوفاء ، والذي اعتقد ساذجاً أنه سينطلي على مناضلة مثلي فتصفق له حتى تدمى يداها !

وإنه الحلم الذي أتمنى أن أكون قد عكرت عليه صفوه ، ورددته عليه كابوساً بردي هذا النابع من وفائي لأمازيغيتي ، واستجابة لنداء أرض أجدادي وأحفادي ، أرض ليس لأي كان ، مهما بلغ جبروته وعميت بصيرته ، أن يخرس في دمي ودم باقي أبنائها اليقظين المخلصين .. صوتها وصداها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني