الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمة ضوء ... بعيد

ميساء عيسى محمد

2007 / 4 / 11
الادب والفن


" كفى ... لا احتاج أن يواسيني احد"
هكذا صرختُ من أعماقي لكن "دون أن اصدر صوتاً" .. و كنتُ ابكي بحرقةٍ مقيتة.. لكن "من دون أي دمعة .. او حتى أثر ٍ لدمعة" !!!
" كفى .. ابعدوا عني .."
صرختُ في الجميع.. بمن فيهم أنا ..
أشباح ذلك الحب الأليم ما زالت تحاصرني .. ذلك الحب الذي ما زال يعتصر كل أجزائي مذ أبحرتْ سفينتانا في عرض بحر الحياة لكنّ لكل منهما وجهة ً معاكسة ً للأخرى ...
أصدقاؤنا .. معارفنا .. أهلنا .. أنت ....... و أنا ..
صرختُ في الجميع .. ناهرة ًً إياهم "ابتعدوا عني .. اتركوني أعش في سلام"
يا سادتي الكرام .. يا سيداتي .. يا أنـــــــــــــــــــــا
إنني ابحثُ عن لحظة سلام نقية أعيشها في "ســـلام"...

و هدأتْ ثورتي قليلاً ..
نعمتُ – للحظات- بلحظات دفء الطمأنينة و الرضى ...
أشعلتُ سيگارتي و نفثتُ دخانها الكثيف بزفرةٍ قوية ..
و عدتُ ......
بحثتُ في دخان سيگارتي عن ظليّ الخفيّ .. لم أجد شيئاً ..
بحثت عن هويتي في محفظتي الشخصية .. "ها هي .. وجدتها" ... هذه صورتي .. و هذا اسمي و اسم أبي و أمي (رحمهما الله ) ... الحمد لله .. انني (أنــا) .. نعم (أنــا)...
نفثتُ نفساً آخر من دخان سيگارتي و رفعتُ رأسي قليلاً فإذا بمرآة تلك الغرفة التي كنت فيها – و كنت أظنها غرفتي- تـُريني هويتي الحقيقية .. آه ... بشهقةٍ حزينة تحسست ذلك الوجه الذي احمله !!!
وجدتني ... كبرتُ ...بانت بعض التجاعيد في قسماتي .. و انطلقتْ شعيرات بيض متفرقة لتغزو رأسي...
تساءلتُ بيني و بين نفسي و أنا أقفُ بطولي أمام تلك المرآة العتيدة:
- هل هذه أنا ؟!!
- أين كنتُ (عني) حين حدث لي كل هذا؟!!
- كمْ سارَ بيَّ الزمن و أنا ضائعةٌ بكل ما يلفني من ظلام؟!!
كمُ الأسئلة التي طرقتْ راسي تلك اللحظة (باغتني) و لم يترك لي فرصة الإجابة...
تهالكتُ على الكرسي نفسه الذي كان يحتويني قبل لحظات وأغلب ظني انه ذات الكرسي الذي احتواني قبل فترة من الزمن ... تلك الفترة التي كنتُ أعرفُ وقتها (من أنــا !! و من أكون !! و كيف!!)
اشعلتُ سيگارةً أخرى من تلك التي انتهت دون أن أشعر..
سحابة دخانٍ أخرى أعادتني لعامين مرّا عليّ دون أن أدونهما في دفتر ملاحظاتي .. و دون أن أشطبَ تاريخ يوم ٍ واحد ٍ من تقويم ذلك الدفتر ...
لم أحتسب ذينك العامين من عمري لأنك ابتعدت عني .. و ابتعادك عني كان يعني لي – وقتها – مـــوتاً روحــــياً ...

أخذتُ نفساً عميقاً آخر من سيگارتي و رميتُ رأسي المتعب إلى الوراء مغمضة ً عيني عن حقيقتي .. لم أشعر بدمعتي التي انهمرت من طرف عيني المغمضة... لكنني ...
وجدتُ وسط ظلمتي ثمة َ ضوء.. بعيـــــد .. بعيــــــــد ...
قررتُ أن أسير باتجاهه .. و سرتُ .. دعوتُ من حشاشة قلبي أن يشدني إليه ..
لم أعد أطيقُ العيش في الظلمة "رغم اعتيادي عليها" ..
ثمة ضوء ..
بعيـــــــــد ..
بعيــــــــــد ..
بعيـــــــــد..
لكنني أسيـــر .. .
أسيــــر ...
أسيـــــر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان