الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية واستعادة الحريات

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2007 / 4 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


آمال جماهير شعبنا الكبيرة التي علقتها على اتفاق السلام لا ولن ترضى أن تبدد آخر فرصة أمام وطن ديمقراطي موحد وتنمية دائمة، ولهذا السبب انتظم الناس سريعاً خلف الدعوة لإشاعة الديمقراطية واستعادة الحريات.. وقد كانت استجابة الشرطة للنقد الذي تركز حول موضوع الجبايات بادرة طيبة، وإذا كان للصحافة السودانية القدح المعلى في حملة الضغط تلك فإن الدرس الأول هو أن اتفاق السلام أو أي وثيقة أخرى تبقى مجرد حبر على الورق ما لم تعقبها حملات توعية ونضال مثابر من كافة جماهير شعبنا.
يثبت من جديد أن الحقوق يتم انتزاعها، ومكتسبات الجماهير يحفظها اتساع الإدراك بها، وإذا كانت اضرابات التجار وحملات الصحافة السودانية قد فتحت الباب أمام التغيير فإنها البداية.. لا ننتقص من حجم الإنجاز، ولا نقلل من بادرة عودة الشرطة – إن خلا قرارها المذكور من شبهة الصراع مع سلطات الولايات والمحليات – إلى وضعها الصحيح (في خدمة الشعب)، ولكن حتى تكون الشرطة حقيقة بقامة هذا الشعار فلا بد من احترام القانون، وهذا يكون بتوعية أفراد الشرطة بحدود سلطاتهم وواجباتهم وحقوق المواطنين كافة وأبسطها براءة الفرد حتى تثبت إدانته لا العكس، حتى يعود إلى الوطن أمنه الفعلي، وتختفي ظاهرة اعتداء بعض أفراد الشرطة على المواطنين في الأسواق والأماكن العامة. لا بد من شرطة تعي أن التظاهر حق يكفله الدستور وليس جريمة تستوجب استعمال الهراوات والغاز المسيل للدموع، شرطة تحفظ أرواح المواطنين، ولا تبددها كما حدث مع شهيد تظاهرات الزيادات الأخيرة.
إن معركة الحقوق قد قرعت أجراسها وأصبح واجب الصحافة السودانية هو فتح ملف حقوق الإنسان والحريات، ولا بد لجماهير شعبنا التي استبشرت خيراً باتفاقات السلام أن تخرج من مربع الانتظار، إن هذه الاتفاقيات نتاج نضالات أبناء هذا الوطن وشهداء حروبه وتظاهراته قبل أن تكون نتيجة لضغوط المجتمع الدولي. وتنفيذ هذه الاتفاقات لن يتم إلا بالاصطفاف المثابر واليقظة الدائمة، لأن في داخل حكومة الوحدة الوطنية نسبة كبيرة من الرافضين لها، لا يريدون لشعبنا الحرية ولا لبلادنا السلام، ويحاولون استغلال كل فرصة للعودة ببلادنا لمربع الظلم والظلام.
ولكن هيهات ثم هيهات، فقد علمتنا مسيرة البشرية الطويلة أن نضال الشعوب لا يسقط في جوف العدم ولا يذهب أدراج الرياح، لقد حانت لحظات القطف وأثمر نضال شعبنا وغرسه الصالح المروي بدماء الشهداء الزكية. لا بد للقوى السياسية أن تقيم الندوات وتوزع البيانات وتبتكر وسائل الرفض والتوعية والتعبئة وتصعد مستوى المواجهة مع أعداء السلام والوحدة والديمقراطية. إن السلام العادل لا يأتي من تلقاء نفسه والوحدة لا تتم بالأشواق وحسن النوايا فقط، إنما يتأتى كل ذلك عن طريق النضال الصبور من أجل المطالب الصغيرة فالكبيرة.
لا بد أن تستعد كل قوى الحرية والديمقراطية في بلادنا للانتخابات القادمة، لا بد أن نبدأ من الآن في هزيمة قوى الظلام ودعاة دولة القهر والجهل والجوع والفساد، لا بد أن تتوحد كل القوى الحادبة على مصلحة الوطن وأمنه وسلامه في جبهة عريضة، ولتكن جولتنا الأولى هي الحريات ورفع المعاناة عن كاهل المواطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل


.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان




.. كيف يقلب الجهاز الأمني الإسرائيلي الا?علام الداخلي لصالحه؟


.. أوامر جديدة للاستخبارات البريطانية بشأن روسيا والصين وإيران




.. بن غفير: الصفقة الحالية متهور وتعني التخلي عن تدمير حماس.. و