الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيلوسي حمامة السلام التي اغاضت البيت الابيض

جاسم المعموري

2007 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الادارة الامريكية الحالية اصابها الغرور القاتل الى درجة لم تعد قادرة حتى ولو على الرؤية السطحية للامور , بل هي لست قادرة على تحمل الرأي الاخر ولو صدر من جهة او شخص هو جزء من هذه الادارة , فكيف اذا صدر من حزب اخر منافس للجمهوريين , وبالذات من السيدة بيلوسي ممثلة الاغلبية الديمقراطية في الكونكرس الامريكي , واعتقد ان هذه هي طبيعة حركة التاريخ التي اثبتت ان الطغيان والتجبر والعدوان والاستبداد بالراي هي اخر الاشارت على سقوط الدول المتكبرة والادارات التي على شاكلة ادارة جورج بوش , هذه الادارة التي اثخنت العالم باخطائها وجهلها وحماقتها ووقاحتها ..
وفي محاولة منها لتبديد الغيوم السوداء التي رسمها البيت الابيض حول منطقة الشرق الاوسط قامت السيدة نانسي بيلوسي بزيارة الى هذه المنطقة والتقت الرئيس الاسد في دمشق لتطلع عن كثب على حقيقة راي دمشق فيما يجري في المنطقة , الا ان زيارتها هذه قوبلت من قبل هذه الادارة بكل ادانة واستنكار , حيث تعتبر ادارة بوش ان سوريا تدعم حماس وحزب الله وهما في نظرها منظمتان ارهابيتان ولكنهما ليسا كذلك بنظر الشعب العربي على الاقل ان لم نقل بنظر العالم , كما ان الازدواجية التي اتصفت بها تصرفات هذه الادارة تدل دلالة واضحة على خطورة الخطط التي تنوي تنفيذها في المنطقة وان التخبط والارتباك البادي عليها انما هو دلالة اخرى على عدوانية هذه الادارة الاخطر على العالم في تاريخ الولايات المتحدة , وفي المقابل فهي ادارة تعتبر منظمات ارهابية اخرى ضالعة بشكل كبير في الارهاب منظمات غير ارهابية , فكيف يكون حزب الله منظمة ارهابية وهو يمثل ارادة امة تسعى لتحرير ارض مغتصبة بينما تحتضن امريكا منظمة مجاهدي خلق وهي منظمة ارهابية بقرار دولي شارك فيه الجميع بمن فيهم امريكا نفسها ؟!!! وتريد امريكا عزل الرئيس السوري وهوصاحب قضية ارض مغتصبة يسعى الى استردادها بمفاوضات سلمية , حيث يقول ديك جيني نائب الرئيس الامريكي ان زيارة بيلوسي ( سوء تصرف ) لانها ابلغت الرئيس السوري بشار الاسد ان اسرائيل مستعدة للدخول في مفاوضات سلام معه !! ويقول انها قوضت الجهود الامريكية لعزل الرئيس الاسد..
واذا كان ذلك سوء تصرف فما هو دور امريكا في عملية السلام المزعومة في الشرق الاوسط ؟ , وكيف يكون ذلك سوء تصرف ولجنة بيكر- هاملتون قد اعتبرت المفاوضات مع سوريا وايران جزء من الحل في العراق وهي اقتراحات تعمل على تفعيل بعضها ادارة بوش ؟ واذا كانت زيارة بيلوسي الى سوريا اثارت كل ذلك السخط فلماذا لم يحصل الشيء نفسه حين زارت السعودية وكان الملك عبد الله قبل ايام من تلك الزيارة قد انتقد الادارة الامريكية اشد الانتقادات ؟ ولماذا يعدون العدة لعزل ايران ومحاربتها بتهمة انها تساهم في العمليات الارهابية في العراق في حين ان اكثر الارهابيين العاملين فعلا في العراق هم من المملكة العربية السعودية , وان علماء السوء فيها يدعون الى الارهاب ويباركونه في كل يوم وبشكل علني وبكل ما يستطيعون بذله من مستلزمات واموال وسلاح ورجال ومعلومات ؟ ولماذا لا يتهم الاردن بذلك ايضا ويعيش فيه وبكل حرية ورفاهية زعماء الارهاب من مخابرات صدام وحزبه الى التيارات الاسلامية التي كانت محسوبة ضمن الجهات ذات الحظ الكبير في العيش والتطفل على ثروات العراق من خلال كوبونات النفط التي كانت تنزل عليهم من السماء وهم لايعلمون ؟ , وهاهم يصدرون مادة الكلور الكيمياوية من الاردن الى العراق مع المجندين من مرتزقة الارهاب ويجمعون الاموال والسلاح وكل ذلك بشكل علني دون خوف ولا تردد , فلماذا تتهم سوريا وايران ولا يتهم الاردن والسعودية ؟ هذه الاسئلة وسواها هي التي تتردد في كل مكان وهذه هي ازدواجية المعايير التي تتصف بها هذه الادارة الحمقاء .
ان الديمقراطيين يحاولون رسم صورة جديدة للوضع في الشرق الاوسط مغايرة تماما لما رسمته ادارة بوش وانهم يسعون الى السير ضمن اطارها في المستقبل القريب حينما يتسلمون البيت الابيض من الرئيس بوش , ولكن ما كلما يتمنى المرء يدركه , حيث تشير جميع التوقعات ان بوش سيسعى بكل جهده الى اغراق المنطقة في حرب اخرى وستذهب جميع خطط بيلوسي وغيرها ادراج الرياح وسيشكل ذلك بؤرة من الصراع والحروب المستمرة في الكثير من مناطق الشرق الاوسط والتي ستكلف الولايات المتحدة خسارة حلفائها لانهم سيسقطون في وحل تلك الحروب والاضطرابات , وستقع اضرار اقصادية لا حدود لها تضر العالم وبالدرجة الاساس تضر امريكا وحلفائها في المنطقة , وخلصت الكثير من التقارير الصحفية والتسريبات الاستخباراتية التي نشرت مؤخرا الى امور في غاية الخطورة تهدد الامن والسلم في العالم لاسيما منطقة الشرق الاوسط , تشير كلها الى سوء التخطيط , بل سوء النية التي تتصف بها تلك الادارة , ويقول تقرير اعده خبراء اوربيون في شؤون الشرق الاوسط : (هناك إستعدادات عسكرية جدية من الولايات المتحدة وإسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية قوية إلى إيران في حال استمر المأزق الحالي كما هو متوقع في موضوع الملف النووي، وتؤكد بعض المعلومات المتداولة في اوروبا، لا سيما من مصادر روسية وإسرائيلية، أن هذه الإستعدادات قطعت شوطًا بعيدًا ) .. وفي الوقت الذي انهت فيه السيدة بيلوسي زيارتها للمنطقة بدات المروحيات الاسرائيلية بقصف شمال غزة فيما نشطت منظمات حقوق الانسان لاسيما الحكومية منها بمطالبة دمشق باطلاق سراح ناشط سياسي سوري , صحيح انه امر لاغبار عليه وانا اضم صوتي الى تلك المنظمات الحقوقية في اطلاق سراحه وجميع السجناء السياسيين في العالم ولكن يبدو ان لتلك المطالبة في هذا الوقت اهداف سياسية .. كما رسالة اسرائيلية امريكية لافشال زيارة بيلوسي .. ان المشكلة الكبيرة التي يعيشها العالم الان هي انفراد قوة احادية الجانب في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وظهور النزعة العولمية , وان هذه القوة الاحادية هي نفاقية وشريرة ومحتالة تدعو الى ما لا تفعل وتضمر غير ما تقول وتخالف بكل جرءة القيم والاعراف يقودها التيار الصهيوني العالمي الى هلاك محكم دون علمها , بل دون علم الصهيونية العالمية نفسها بنتيجة ذلك الطريق المهلك .. قوة احادية الجانب اختلقت لنفسها اعداءا وصنعتهم في مختبرات مخابراتها ووضعت لهم الخطط الشيطانية الارهابية لتبرر بذلك سلوكها المشين وقراراتها الحمقاء لتحتل وتتواجد اينما تريد بحجة ملاحقة شخص كاسمامة بن لادن لم تعثر عليه كل هذه السنين التي مرت وهو ربيب مخابراتها لعشرن عاما مضت .. ان قوة عظمى كالولايات المتحدة باستطاعتها تدمير العالم كله عندما تسلك سلوكا مشينا كهذا السلوك فانما هي تسعى الى نهايتها وانه لمن سوء حظها ان تكون ادارة جورج بوش قد قادتها كل هذه المدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م