الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد اربع سنوات من الاحداث الدامية

عبدالله مشختى احمد

2007 / 4 / 8
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


بعد ايام قليلة يكون قد مرت اربعة اعوام على انهيار النظام الدكتاتورى الذى جثم على صدر العراقيين لما يقارب الاربعين عام ، عانى منه الشعب العراقى انواع من الماسى والظلم والقتل والتهجير والبؤس والفاقة والحرمان ما لم يعانيه فى عصور الا فى زمن هولاكو والمغول والتتار. نعم ها قد مرت 4 اربعة اعوام من القتل وسفك الدماء وتدمير البنى التحتية للدولة العراقية وكان سبب كل هذه الماسى التى حصلت خلال هذه الفترة هى الاخطاء التى ارتكبتها الادارة الامريكية بعد دخولها العراق فى عملية التحرير وهى عملية ازالة اشرس نظام عرفه العراق منذ قرون ، ان قرار الادارة الامريكية بحل كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية كان قرارا خاطئا حيث ساد ت الفوضى والتسيب كافة مرافق الدولة وكل المدن العراقية وكان الخطأ الاكبر هو جعل حدود العراق مفتوحا لكل قوى الشر العالمية والتى وجدت ضالتها فى محاربة امريكا عدوتها الاولى والمتمثلة بقوى الارهاب العالمى والتى وجدت ان الساحة قد تهيأت لهم وبدعم من جهات وحكومات مختلفة وبخاصة دول الجوار العراقى من دعم مادى ومعنوى وبشرى ولوجستى ، من اجل تدمير القوات الامريكية وتخليص العراق من الاحتلال على حد زعمهم وكانت النتيجة او المحصلة النهائية تدمير ما تبقى من بنية العراق الاقتصادية والصناعية والخدمية وتدمير المجتمع العراقى انسانيا . فى الوقت الذى كانت خطط امريكا تقضى بتجميع اعدائها المتمثلة بقوى الارهاب فى الساحة العراقية والاجهاز عليها فكان ما كان حيث فقد العراق مئات الالوف من ابنائها وتوقف الحياة الطبيعية للعراقيين وقتل واغتيال خيرة علماء ومثقفى العراق واساتذة الجامعات والصحفيين اضافة الى الناس الابرياء الذين فقدوا ويفقدون حياتهم يوميا جراء المعارك والتفجيرات الاجرامية بالسيارات وغيرها دون تفريق بين الطفل والكهل والبوليس والامراة وبين مسجد او تكية او كنيسة او مدرسة او روضة او مكان علم ، وهكذا تكتل وتجمع كل قوى الارهاب فى ارض الرافدين بحجة محاربة امريكا ودمروا العراق وشعبه بنيات اجرامية وبصورة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلا من حيث الفتك بالروح البشرية وباسم الاسلام ةتحت راية الاسلام الذى هو براء منهم ومن جرائمهم الدنيئة .
نعود الان الى موضوع ملفنا وانا لا اذهب الى ما يذهب اليه الكثير من المتنورين والمثقفين لاطلاق كلمة الغزو على التدخل الامريكى فى العراق ومساعدة الشعب العراقى فى التخلص من براثن التظام الفاشى والدكتاتوى الذى حكم العراق طيلة اربعة عقود واذاقوهم الذل والهوان من حروب وقتل وتهجير وتدنيس لكل القيم الانسانية للشعب العراق لان قيام الادارة الامريكية باسقاط النظام البعثى كان بدعم من القوى السياسية العراقية وكذا بطلب العراقيين لان الشعب العراقى شعر بالفرح للتدخل الامريكى فى عملية تحرير العراق من القوى الظالمة . فبالرغم مما اركبه الامريكان فى العراق من اخطاء فلا بد ان نشعر ونذكر المكتسبات الايجابية التى حصل عليها الشعب العراقى بعد انهيار النظام السابق وفى مقدمتها الديمقراطية والحرية اللتان شعر بهما العراقيين لاول مرة منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة بعيد الحرب الكونية الاولى على انقاض الامبراطورية العثمانية الفاسدة . حيث شعر العراقيون من جديد بانه من الممكن ا ن تعود اليهم حقوقهم وحرياتهم بعد ان كانت مصادرة ومحذورة عليهم ممارستها او حتى التحدث عنهانعم ان الديمقراطية التى يمارسها الان الشعب العراقى قد تكون فيها سلبيات ونواقص كون هذا الشعب لم يكن قد مارسها قبلا بسبب الدكتاتوريات التى كانت تحكمها فظهرت فيها سلبيات وسادت الافكار التوافقية والمحاصصة سواء كانت طائفية او عرقية او سياسية واخ ... لكنها كانت بداية رائدة لان يتمكن الانسان العراقى ان يتوجه الى صناديق الاقتراع ويشارك فى اختيار ممثليه ومن ثم المشاركة فى العملية السياسية واختيار نظام الحكم الذى يريده والمساهمة فى وضع وصياغة دستور دولته الديمقراطية التعددية والاتحادية لبناء صرح جديد ودولة جديدة للجميع ، حيث هناك الكردى والعربى والاشورى والتركمانى والكلدانى والسنى والشيعى والمسلم والمسيحى والايزيدى والمتدين والعلمانى والاشتراكى والديمقراطى والمتحفظ والليبرالى والخ ......من النسيج العراقى المتنوع .
وكذا القول بالنسبة للحرية وحقوق الانسان العراقى الذى كان مكبوتا سابقا امسى اليوم يشعر بطعم الحرية منذ عقود واصبح يشعر بان حرياته مكفولة وله الحق فى التعبير عن ارائه وان يتقد علانية وبكل وساءل الاعلام اداء الحكومة فى امر يخص مصلحة شعبه ووطنه لانه كان محذورا عليه ان يذكر مساوئ النظام او الانظمة سابقا ، ان هذه المكتسبات قد تحققت وستتحقق مكتسبات اخرى بفضل صمود الشعب العراقى امام كل التحديات الداخلية المتمثلة بالارهاب والمجرمين المحليين والخارجية ايضا التى ما تورعت ان تمد المتامرين والارهابيين بكل الدعم من اجل اجهاض تجربة العراق الديمقراطية الفتية لئلا ان يصابوا هم ايضا وتزحف مبادئ الحرية والديمقراطية الى اوطانهم وتثور عليهم شعوبهم وبالتالى يفقدون كراسى حكمهم المهزوزة .
بالرغم مما حدث ويحدث فالحقوق لا تمنح بل تؤخذ ولا بد من تقديم الضحايا والقرابين من اجل تثبيتها وقد قدم العراقيين ما يكفى من الضحايا لاقرار الديمقراطية وان الحكومة التى تحكم العراق الان وبالرغم من قصر فترة حكمها فانها خطت خطوات بالاتجاه الصحيح من حيث توفير الامن ومحاربة الارهاب وقامت بالرغم من الاوضاع الشاذة باصدار العديد من القوانين والتشريعات التى تحقق الهدف المنشود فى تثبيت اركان الدولة الديمقراطية .
اقول نعم كانت امريكا سببا لكثير من معانات الشعب العراقى من حيث عدم توفر الخدمات الاساسية وازمة المحروقات التى يعانى منها العراق اليوم ، سببها امريكا الم يكن بمقدور امريكا التى تبنى دولة جديدة فى العراق ان تصلح ما دمرته الحرب وتجدد المصافى النفطية التى ادت توقف معظمها الى اجبار العراق الى استيراد المشتقات النفطية من الخارج او من دول ليست بنفطية وتحت عقود وصفقات يمكن ان يصبح مبررا لهذه الدول للتدخل فى امور العراق الداخلية وجعلها كاوراق ضغط على الحكومة العراقية وكذا بالنسبة لازمة الكهرباء والتى كانت العراق تزود الدول بيها .
ان الصراع السياسى الذى يدور الان فى العراق والذى نعتبره صراعا لا تستند الى المصالح الوطنية لا بد ان تتوقف ليكون صراعا خاضعا للاعراف والقوانين التى تصب فى مصلحة الدولة العراقية وتححق للشعب العراقى امانيه وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية وبناء المجتمع المدنى والحنين الى الاخوة والمواطنة والانسانية وعدم الركض وراء القوى والانظمة الخارجية التى لكل منها مصالحها فى تخريب وتدمير العراق ومحاولة ابقاء الاوضاع فيها متأزمة لتنهب ثروات العراق واكانياته التراثية والثقافية وحضارته وخيراته .
ان المبدا الاتحادى الذى اقره الشعب العراقى فى دستوره الدائم لهو خير نظام اوحدة العراق وابقائه مستقرا وموحدا وكفيل بانهاء الارهاب وقبره فى مواضعه وان الفيدرالية الجنوبية والوسطى وكردستان اى جعل العراق 3 اقاليم فيدرالية ستكزن ضمانة ناجحة لانشاء دولة قوية وامنة وديمقراطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الموقف الأمريكي من هيئة تحرير الشام ومما يجري في سوريا؟


.. حكام سوريا الجدد: نحو حكم تعددي أم إقصائي؟ • فرانس 24




.. الهيئة السعودية للمياه في الصدارة العالمية وشعارات الابتكار


.. كاميرا سكاي نيوز عربية ترصد تقدم دبابات إسرائيلية في الجولان




.. طفلة غزية تبارك للسوريين انتصارهم وتشيد بتضحياتهم