الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن والأمان .. كشعار يوحي بعدم الامان !

عدنان صالح

2007 / 4 / 8
الصحافة والاعلام


الحملات الاعلانية المدعومة بأموال طائلة من حكومة (الوحدة الوطنية) والشعارات التي تلامس رغبات المواطن العراقي واقصى غاياته ، بعد سنوات الاحتلال الاربعة . والمبالغة التي يتعمدها المسؤولون في صناعة هذه الاعلانات في تصوير قوات الامن الحكومية بأنها وجدت لحمايته ، وأنها سبيله الوحيد الى تحقيق مصطلح (الأمن والأمان) الذي استنبط من استراتيجية صناعة وانتاج الفوضى التي انتهجتها قوات الاحتلال وادارته المدنية في السنة الاولى قبل تسلم العراقيين (سيادتهم) من قبل الحاكم بول بريمر. فاستلمت الى جانب السيادة المزعومة ، منهج العنف الرسمي الذي يمارس ضد المدنيين بنفس الذرائع التي كانت قوات الاحتلال وما زالت –ولو بنسبة اقل- تمارسها .
نظرية الفوضى الخلاقة التي اطلقتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة ، مارستها الادارة الامريكية في العراق منذ اليوم الاول الذي دخلت فيه الى العراق وبصحبتها الادوات العراقية وغير العراقية ، ووظيفتها تطبيق هذه النظرية وزرع الخوف في نفوس المدنيين ، بحيث يصبح حظر التجوال – وهو وسيلة اخرى لكبت الحريات المدنية– الملتجأ الوحيد للفرد العراقي لتجنب حقل الالغام الذي يجتازه كل يوم في الطريق الى العمل جيئة وذهاباً.
هذه الاعلانات تعطي الحق للحكومة بالادعاء انها تحاول – ان لم نقل انها تتقدم - في بسط سلطة القانون والمؤسسات ، ونشر الامن بين المدنيين . ورغم ان الاعلام وسيلة ناجعة في الترويج عن الافكار والسياسات والمنتجات ايضاً . الا ان التكرار وهو ركن اساسي في صناعة الاعلان قد يصبح سببا وجيها لفقدان الصدقية . سيما وان المقارنة نشاط عقلي بسيط لا يحتاج الى عبقرية .
حكومة بغداد التي تنعم بالامن والامان تشن حملة على وسائل اعلام محايدة ومستقلة كتبت على الاعلانات الخاصة بهذه الحملات (اعلان ، او مادة اعلانية) لكي تثبت حياديتها ، وتطالبها بتبني سياستها وذلك برفع هذه العبارة من الاعلانات التي تبثها مقابل اجر .
بالمقابل نجد برود التصريحات التي تتبنى خطاب يكاد يكون موحداً ، لا يتناسب وحجم الخسائر البشرية التي تقع في صفوف المدنيين من المواطنين يومياً وبلا هدنة سواء على ايدي الارهاب او على ايدي القوات الحكومية او قوات الاحتلال . مقارنة بالحملة السياسية والاعلامية التي روجت في لندن والعالم مقابل (أسر) وليس مقتل البحارة البريطانيين.
اذن هل حققت حملات الحكومة الاعلامية والجهات الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية والحكومة نفسها جزء من اهداف هذه الحملات الاعلامية التي اعدت على عجالة واستخفاف بعقول المدنيين؟
اترك الجواب للاعلاميين المحايدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل