الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاريع الثقافية الكبرى والنهوض بالأمة

خلف علي الخلف

2007 / 4 / 9
الادب والفن


مثل كل أبناء هذه الأمة لدي شغف بـ " قصب السبق " أي الـ (أول ) إلا أنه يقتصر – حتى الآن - على شراء العدد الأول لأي جريدة أو مجلة عندما يتاح لي ذلك، قبل أن أحسب على المثقفين ويرسل لي بعض أصحاب " مشاريع المجلات " نسخة من العدد صفر.!! وفي افتتاحية الأول هذا، عادة ما يدبج صاحب أو أصحاب المشروع (مقالة) عرمرمية تجيب على سؤال لم يسألهم إياه أحد، وفحواه لماذا مشروعهم ولماذا الآن؟ ويمكن تلخيص إجابتهم منذ فجر المطبوعات وحتى الآن بجملة واحدة هي ( النهوض بالأمة ...)




وإذا استفضنا قليلاً في محتويات افتتاحية " الأول " نجد أنها تركز على الزيف والتردي والـ .. الذي تغوص في أوحاله الأمة قبل مشروعهم والذي سيوقف كل هذه الأشياء عند حدها!!. حتى لو كان المشروع هو مجلة فنية أو مجلة للشعر الشعبي أو فضائية " شخلعة "...
وحين جاء عصر بيل غيتس سار أصحاب المشاريع الثقافية الإلكترونية على هدي أبائهم الورقيين فتجد في أيقونة (من نحن ) التي هي البديل الشرعي لافتتاحية " الأول " نفس الرطانة السابقة عن التصدي للانهيارات التي تمر بها الأمة وأن هدف الموقع أو الصحيفة الإلكترونية أو المنتدى أو حتى المجموعة البريدية! هو التصدي لحالة الزيف والخواء والتخاذل والتقاعس والـ ... التي تمر بها الأمة، وإنهم لن يغمض لهم جفن قبل إنهاضها من كبوتها..
ويكون محتوى هذا البيان حاضراً أيضاً عند إطلاق إي دار نشر عربية، فلا بد أن يكون ملخص أهدافها هو نشر الثقافة ( الجادة ) والرصينة بما يساهم في تحقيق الهدف الأسمى وهو إخراج الأمة من عصر الظلمات إلى عصر التنوير الأغر الذي ستتكفل به الدار.
ولا يتوان عادة أصحاب هذه المشاريع في بيانهم الأول عن اللطم والندب وشتم أصحاب الأموال الذين يصرفون أموالهم على ملذات فانية ولا يساهمون " يتبرعون " بأموالهم للأهداف النبيلة الواردة في ديباجة مشروعهم.
ويمكن لأي متساذج كحالي أن يسأل سؤال أبله وبليد حتى: لماذا كلما كثرت هذه المشاريع تدهور حال الأمة وغاصت في الدياجير أكثر ؟!!.
أو مثلاً كيف لجريدة أو مجلة فصلية أن تنهض بالأمة بـ " كم عدد " ؟ فعادة هذه المشاريع الكبرى لا تستمر إلا قليلا ويعقبها بيان ختامي عن الخذلان الذي واجهه المشروع وعن المؤامرات (الاستعمارية ) التي حيكت ضده كي لا ينهض بالأمة لما يشكل إنهاضه الأمة من خطر على العولمة والصهيونية وجزر الكاريبي.
ولا يحتاج المرء إلى معرفة كواليس الأول ليبتسم للأمر وهو يرى أن النهوض بالأمة هدف مسجل حتى في تأسيس مصنع لرب البندورة ( عصير الطماطم ) أو( الحلاوة ) والتي تعنى بنتف الشعر الزائد!! لما يشكله تأسيس مثل هذه المصانع من تشغيل القوة العاملة وتوطين الخبرات ووقف آفة الاستيراد التي تستنزف اقتصاد الأمة.
وأحياناً حين أقرا هدف النهوض بالأمة في ديباجة منتدى الكتروني أعضاؤه الملثم والأهبل والمصيريع... أردد ما أسهل النهوض بالأمة إذاً، إذا كان المصيريع و" ربعه " قادرين " على ذلك!!
لكن الأهداف ( الكبرى ) الواردة في ديباجة الأول تتساقط تباعاً وتبقى الأهداف " الدقيقة "، ويبدو لي هذا أيضا مشتقاً من عصر تأسيس الأحزاب والجماعات للنهوض بالأمة فما أن يحصل الحزب على " كرسي " حتى يعتبر إن أهداف الأمة قد تحققت بالتمام والكمال.
وكل كاتب أراد أن ينشر كتاباً لدى دار نشر معتقداً أن كتابه جاد ورصين ويحقق أهداف الدار في رد الدياجير على أعقابها سيعرف دون شك الأهداف "الدقيقة " للمشروع، والتي منها أن يكون تجاريا ورابحا وهي أهداف مشروعة حسب اعتقادنا.. لا تحتاج للتلطي في ظل المفردات والقضايا الكبرى وتصوير المشروع كمبرّة خيرية للأيتام.
وهكذا تراني أتحسس " جيبي " وأصك يديَّ على " قريشاتي " - القليلة أساساً - كلما سمعت مفردة النهوض بالأمة من أي مثقف أو سياسي أو صناعي أو تاجر كلازمة لمشروعه!! إذ أتمتم وأنا أقرأ: هناك سرقة ستحدث في ظل هذه الرطانات الكبرى. بل أني في مرات أهم بإبلاغ الشرطة متيقناً من ذلك.!
يا سادتي اسمحوا لغبائي البليد أن ينفجر قليلاً "بوجيهكم ": لماذا الخجل مما هو مشروع شخصي وخاص، يتم تسويقه للجمهور، وقد لا يحمل هذا المشروع طابعاً ربحياً لكن هذا لن يخرجه مما هو خاص، وهذا أمرٌ مشروع للفرد ولا يحتاج لكل هذا الصراخ والتلطي والتوسل، فمن حق الفرد أن يؤسس حياته على ما يكفل له حياة كريمة أولاً ومن حقه أن يكافح ليكون "شيئاً مذكوراً " التي يوردها ديل كارينجي كهدف أساسي لطموح الفرد في الحياة وما بعدها.. هذا الطموح المشروع والنبيل، هو نفسه الذي قد يدفع بعض الأفراد إلى أساليب غير مشروعة وغير نبيلة لتحقيقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف