الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستاد حلب الرياضي والتدشين السياسي

يوسف العادل

2007 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لم تخل‘مناسبة تدشين إستاد حلب الرياضي التي تمت على أعلى المستويات بحضور الرئيس السوري ورئيس الوزراء التركي في مساء3/4/2007 بحلب، من الدلالات والإيحاءات السياسية التي تضاف إلى قاموس ودليل الصراع السياسي الدائرة رحاه بين ظهراني بلداننا المدمرة والخربة، وهنا نلمح مايلي:
1. التوقيت بين حركة أقدام نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي بدمشق وبين حركة أقدام لاعبي الفريقين السوري والتركي بحلب،يوحي بأن الزائرة الأميركية لم تكن على سلم أولويات الأجندة السورية، وقابلها الرئيس السوري ورئيس وزرائه ببرود أعصاب ولامبالاة وباهتمامات داخلية احتفالية، وبقي استقبالها في حيزه الرسمي البروتوكولي العادي ، وربما كان من المنطقي بالقياس لحساسية وضع النظام السوري وحصاره ودرجة الضغوط التي يواجهها ودرجة توتر الصراع،وتداعياته السوداوية لاسيما على صعيد قصة المحكمة الدولية واغتيال الحريري, أن يكون استقبال الزائرة على درجة قصوى من الاستنفار والجاهزية والتفرغ لها من قبل طاقم الحكم السوري جميعه, بالقياس إلى الأهمية العملية لهذه الزيارة ومردودها على الدبلوماسية السورية وعلى تعزيز مواجهة النظام السوري وازدياد فرص استعادته لتوازنه وأوراقه في ملفات الصراع في فلسطين ولبنان والعراق, واستكمال خروجه من عنق زجاجة عزلته، بعيداً عن طائلة أية استحقاقات وعواقب وخيمة.
2. أن تشارك تركيا على مستوى رئيس وزرائها،في احتفالات السوريين بهذه المناسبة الاحتفالية (تدشين الملعب) ,فكيف يكون الأمر بالمناسبات الأخرى؟! مايعكس عمق العلاقات والروابط بين البلدين، ويعني فيما يعني أمرين:
• مساحة وصلابة الارتكاز الإقليمي للنظام السوري، حيث العلاقة النوعية والإستراتيجية مع إيران وتركيا كنظامين إقليميين ذوي فاعلية عالية جيوسياسية في مسارات الصراع في المشرق العربي،ونتائجه.إذ يمكن الحديث بعد قليل من مسار وتعقيدات الصراع في بعده الكردي عن مثلث تركي سوري إيراني،لنجد النظام السوري لايخلو منه محور ومثلث واصطفاف، ويبدو إنها خصوصية الجغرافيا السورية من أيام الفينيقيين.
• إمكانية أن يقيم النظام السوري(من وراء ظهر العقائد والإيديولوجيا) علاقات سلمية وطيدة مع بلدان رغم وجود ملفات توتر خامدة في أضابيرها، كقضية الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران، ولواء اسكندر ون السوري الذي تحتله تركيا، ومن هنا يمكن لشيءٍ من هذا القبيل أن تدركه إسرائيل، وتعلل النفس بآماله, ولا تبتعد الرسائل المتبادلة الحذرة بين القيادتين الإسرائيلية والسورية في جعبة نانسي بيلوسي حول إقلاع التفاوض الإسرائيلي السوري،عن إيحاءات تدشين إستاد حلب.
3. أن يتحرك الرئيس السوري بهذه البساطة الإدارية بين مرافق البلاد، ومن تدشين إلى آخر،لاسيما خارج العاصمة السورية، ووسط الحشود الجماهيرية، فذلك يعني إيحائين:
• اتساع مساحة القاعدة الجماهيرية التي يرتكز عليها الرئيس السوري،تمهيداً لانتقال مضمون هذه الشرعية الموضوعية(الملتبسة دولياً) إلى شرعية رسمية عبر الاستحقاق الرئاسي المرتقب، و تحت سمع وبصر أية رقابات دولية.
• درجة وعمق وأهمية نعمة الأمان والاستقرار الذي تنعم به الساحة السورية التي يتحرك رئيسها بفضل هذه النعمة كموظف عادي بين مفاصل الدولة والمجتمع(هو وعقيلته) غير مكترثين،وتأتي أهمية ذلك حينما نقارن هذا السلوك مع الساحة العراقية التي لم يفلح فيها كل الجبروت الأميركي بتحقيق أمان مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء العراقي مع بان كيمون رأس منظمة الأمم المتحدة الذي اجتاحه الهلع جراء دوي انفجار في مقر المؤتمر,الشهر الماضي.
ويبدو أن مربط فرس كل التجاذب السياسي الذي تمارسه الأطراف عبر كل الملفات يتموضع في سلامة النظام السياسي وأمن واستقرار ساحته، حيث أن هذه العناصر الثلاث (سلامة،أمن،استقرار)،هي التي تتدحرج تحت سنابك خيول الصراع وحروبه منذ الاحتلال الأميركي للعراق ربيع2003 وحتى الآن، ذلك أن سقوط واهتزاز بنى الدولة المركزية، هو السمة المميزة لنتائج الصراع وحروبه بدءاً من سقوط النظام العراقي وفلتان الساحة العراقية،وخروج أمنها واستقرارها من بين أصابع قوات الاحتلال الأمريكي، مروراً بلبنان وفلسطين والصومال وانتهاءً بإسرائيل التي لم نعد نعثر على أحزابها التقليدية العتيدة(الليكود والعمل) التي بنت تاريخياً الكيان الصهيوني وأرست دولته وعززت تفوقه الإقليمي،والتي تقاذفته رياح الصراع وصولاً إلى حرب تموز2006التي أدرجت الكيان السياسي الصهيوني في أعمق أزمة سياسية وعسكرية،ولن ننسى موريتانيا التي خرجت من التغيرات العاصفة التي أطاحت بديكتاتورها إلى فضاء أرحب عبر بوابة الديمقراطية الأنيقة، كذلك لن ننس دولة قطر القاعدة الأميركية الإسرائيلية التي خرجت بصمت من أزمة سياسية تحت الرماد حينما تمت الإطاحة المخملية بأخ الأمير حمد بن خليفة ليحل محله حمد بن جاسم محتكراً حقيبتي رئاسة مجلس الوزراء ووزير الخارجية، فماذا لولم يمتثل أخ أمير البلاد ويلتزم السكينة، وفتح الأطراف ملف الصراع وتداخل مع أبعاده الإقليمية تحت سمع وبصر نانسي بيلوسي الموجودة في الديار.
أمام ماسبق وحينما يتم الاحتكام لمرجعية الأمن والاستقرار، وبالنظر للنتائج المدرجة آنفاً نرى أن الأمريكان لابد وأن يكونوا واقعيين ويمتثلون لتوصيات تقرير بيكر هاملتون التي تعكس موازين وإحداثيات المصالح الأميركية في المنطقة العربية بعيداً عن المكابرة والرعونة السياسية التي يتمترس خلفها سيد المحافظين الجدد جورج بوش الابن،والتي تنأى عنها نانسي بيلوسي التي ستواجه على طاولة الدبلوماسية السورية المقايضة الفاصلة الأم في إطار السلامة والأمن والاستقرار، والمتمثلة بحفظ ماء وجه الأمريكان في العراق مقابل تجفيف ماء المحكمة الدولية في لبنان، ويتم العبور إلى الملفات جميعها،(حزب الله، حماس ، العلاقة مع إيران...الخ ولكل ثمنه المؤسس تاريخياً على أهمية الدور السوري في الترتيبات الأميركية.) وستعود ترتيبات الحرب الباردة إلى سابق عهدها بعد أن عبث بها المحافظون الجدد وذاقوا لعنتها.
7/4/2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل