الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فشل الاستراتيجيات التربوية الاردنية المستوردة

بلال العقايلة

2007 / 4 / 9
حقوق الاطفال والشبيبة


ثمة موجة من التغييرات و التعديلات التي تجتاح المناهج التربوية في مدارسنا منذ فترة ليست بالقصيرة ، تحت ذرائع ومبررات كثيرة تسوقها وزارة التربية التعليم ، فتتخذ في شكلها شعارات براقة يلوح بها المسؤولون في وزارة التربية تحت مسميات مختلفة بحجة التطوير و التحديث و السعي لمواكبة ظروف العولمة ومتطلبات الحوسبة ومقتضياتها ، حيث شملت التغييرات الكثير من المناهج و الكتب التربوية في المدارس برمتها .

واللافت في هذا الجانب ان معظم التغييرات تتخذ شكلا تعليما تجريبا وفق استراتجيات تربوية مستوردة وكثير منها أثبت فشله الذريع في ذات البلدان المصدرة لها ، ففي فترة زمنية وجيزة تم تطبيق استراتجيات عديدة في تدريس تلك المناهج وفق الاساليب المستوردة وغير المستقرة ، فتارة يتم الاقتداء بأنموذج تعليمي معين فلم نلبث ان نفاجأ بتغيير ذلك الأنموذج وفقا لمخرجاته السيئة في البلدان المصدرة له بعد قطع شوط طويل في تطبيقه و الاشادة بنجاعته ، وما يترتب على ذلك من كلف باهظة لغايات التطبيق ضاع خلالها الكثير من الجهد و الوقت و المال خلف اوهام الحداثة وسرابها .

هذه الشكليات في التعليم جعلتنا نبتعد كثيرا عن جوهر الرسالة الحقيقة له مع تسييس المناهج الموجودة بين يدي المتعلمين ، فأصبح الكثير منها موجهاً وفقا لساسيات دخلية واجندة لا يراعى خلالها التركيبة البنيوية لطبيعة مجتمعاتنا ، ويزيد المشهد غرابة سوء الحال الذي يكون عليها الكثير من المعلمين الذين انخفض لديهم الشعور بالانتماء للوظيفة ونضوب الروح المحفزة للبذل و العطاء و انحطاط مكانتهم الاجتماعية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المعلم الكادح الذي اضحى كالآلة المصممة لتلقي الاوامر التي تنصب عليه من هنا وهناك دون ان يفكر المسؤول في الوزارة لحظة بالوضع المؤسف الذي وصل اليه المعلم ، فتمت ملاحقته على دنانير قليلة كان يتقاضها ضمن علاوة المهنة فلم تلبث أن الغيت بحجج مختلفة وهذا اعتداء صارخ على ابسط حقوق المعلم ويضاف إلى ذلك الانحدار المتلاحق في جوهر العملية التربوية التي أطرتها جملة من التشريعات القانونية التي ساهمت في انحراف النشء الذي قدمت له وزارة التربية وسائل و سبل الانحراف و الانفلات و التمرد حتى وصل نسبة المتسربين في بعض مدارس المملكة 80% حسب احصائيات صحفية بعد أن اهتمت الوزارة بما يمليه عليها مكتب اليونسكو في عمان و المرتبط بصناديق النقد الدولية ، هذه الفئات التي لا تنفك تملي سياساتها و برامجها التربوية على أبناء الشعب الأردني من طلبه و معلمين تلك البرامج المقدمة للطلبة في الغرب ليتم تطبيقها في بلادنا دون الالتفات إلى جملة الاختلافات ما بيننا و بين أولئك في العادات و القيم و التقاليد ، فتم حرق مراحل كثيرة في الاخلاق و الاداب العامة و حتى المعتقدات التي طالتها تلك التغييرات . .

وعودة إلى المنهاج الذي أشبع بمفاهيم وأفكار جديدة تغلفها مفردات المحبة و السلام و الوئام ، والابتعاد عن أية اشارات تظهر العداء لمن هم ألد الاعداء لهذه الامة . في حين نجد اولئك الاعداء لا ينفكون يناصبون العرب و المسلمين العداء في كتبهم ومناهجهم ، ورغم اننا قد اقتلعنا من مناهجنا تلك الاشارات التي يعتقد انها تسيء لليهود او تحرض عليهم . فإننا في الوقت ذاته نجد ان المناهج المقدمة للطلبة اليهود ما انفكت تكرس النظرة العنصرية و العدائية ضد العرب و المسلمين وتعمل على تشويه المعتقدات الدينية و التارخية لهم .

اشير هنا إلى الدراسة التي اعدها الباحثان ( خليل السواحري و سمير سمعان ) حيث تظهر هذه الدراسة التوجهات العنصرية في مناهج التعليم الاسرائيلية ، فقد بينت أن معظم مناهج المقدمة للطلبة اليهود قد أشبعت تماما بعبارات العداء و العنصرية و تزوير التاريخ العربي و الإسلامي ، وتبرير الاحتلال و جرائمه بحق الارض و الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة . ففي كتاب مقرر للمرحلة الثانوية و يدرس في المدارس الحكومية الاسرائيلية ، يتم تطوير الفتوحات الاسلامية بمثابة اجتياج عسكري هدفه الاحتلال ، و الايحاء بأن الاسلام متقلب في معتقداته و لا ينطلق من اصول او ثوابت حقيقية ، كما احتوى منهاجهم على تشويه الحقائق الدينية كحادثة الاسراء و المعراج وتمادى المناهج بالإهانة لخلفاء المسلمين واتهامهم في اخلاقهم و التقليل من مكانة النبي محمد صلى الله عليه و سلم .

وجاء في كتابي الصفين الرابع و الخامس الاساسيين لمادة التاريخ ، ان اغتصاب الارض العربية انما هو تحرير وان ما تم من اعمال قتل وابادة من قبل ( اسرائيل ) لم يكن إلا حفاظا على الامن الاسرائيلي ، وانطوى منهاج التاريخ في المدارس الاسرائيلية على اذكار وجود الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين و العالم ، ولم يقر اعترافه بفلسطين كحيز جغرافي و تاريخي له صلة بالتاريخ الحضاري الانساني المدون الذي يعود الى اكثر من ( 3250 ) عاماً وقبلها بأكثر من خمسة آلاف عام حينما كانت تدعى ارض كنعان وكانت القدس حاضرة المدائن الكنعانية التي بقيت تحافظ على طابعها الكنعاني العربي حتى بعد عهدي النبي داود و ابنه سليمان عليه السلام .

هذا غيض من فيض أكاذيبهم وعداوتهم للعرب المسلمين ، فهل يعي المسؤول في وزارة التربية و التعليم و معه النفر المؤتمن على صياغة مناهجنا حقيقة هؤلاء وما يأفكون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مع اقتراب نيران المعارك.. اللاجئون بمخيم جباليا يخلون المدار


.. الأمم المتحدة تدين اعتقال المحامين في تونس




.. أزمة اللاجئين السوريين في لبنان: بين مخاوف من ترحيل لاجئين م


.. سودانيون يا?كلون ورق الشجر والأمم المتحدة تصف وضعهم بالجحيم




.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو