الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود عضو الكنيست د. ع الى البلاد

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2007 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يتناقل الناس الحديث همسًا من إن عضو الكنيست د.ع معرض للمثول أمام المحاكم الإسرائيلية في حال عودته إلى البلاد.. والحديث يدور حول تهمة خطيرة قد تودعه السجن.. ومن يعرف د.ع يعرف إن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول النجاحات الإعلامية "الخارقة" التي حققها، خلال عشر سنوات ظهوره السياسي المباشر.

إن من عملوا، أو ما زالوا يعملون مع د.ع في حزبه وجمعياته المنتشرة في منطقة الجليل، الناصرة وحيفا خاصة.. يعرف الكثير مما قد يقوم به أو يرتكبه هذا "المفكر العربي" الكبير. وكواحد ممن عاصروه وعملوا إلى جانبه فيما بين 1995-1996.. أي أيام التحالف بين الجبهة وبين حزبه.. إذ وصفه أمامي بأنه "تحالف استراتيجي".. جاء ليصد الهجمة الأصولية للحركة الإسلامية، وليجمع كل الذين تركوا صفوف الحزب الشيوعي.. كي تستعيد القوى الثورية العلمانية قوتها الوحدوية لقيادة الجماهير الفلسطينية في إسرائيل.. على حد قوله! وهكذا أقنعني وجرني للعمل في حزبه. إلا أنني منذ أن اكتشفت اللعبة التي كشف عنها د.ع، بأن حلمه الأهم هو القضاء على الحزب الشيوعي والجبهة.. تركته وكتبت كل ما عرفته عنه وعن أفكاره في صحيفة "الاتحاد" منذ تلك السنوات.

تعالوا أولاً نناقش إمكانية عودته أو عدم عودته إلى البلاد! وما يمكن أن يكمن خلف هذه العودة واللا عودة! فإذا أخذنا تصريحه الأخير من انه يعتزم الاستقالة من الكنيست، لأن العمل البرلماني للأعضاء العرب في الكنيست لن يحدث أي تأثير على السياسة الإسرائيلية.. وانه من خلال الكنيست لن يحقق العرب أي تقدم.. وبموجب ذلك سينسحب من العمل البرلماني نهائياً، خلال الأيام القريبة!! ليس هذا فقط.. فهو فيما ينشره من مقالات وما يصرح به في أروقة الحكام العرب.. يفيد أن فلسطين يجب أن تعود للفلسطينيين، وان على اليهود أن يقبلوا بالعيش في ظل الدولة الفلسطينية، إذا ما أردوا أن يقوم سلام عادل ومستمر في الشرق الأوسط.. وبتقديري أن هذا السبب لا يمنع د. ع من العودة إلى البلاد.. لان مثل هذه المواقف، هنا وهناك أيضًا، لن تفضحه ولن تقلل من شعبية وبريق إعلاميته، المنتشرة على مساحات الفضائيات العربية هناك، وصفحات المنشورات المطبوعة تحت أكثر من أسم هنا! بل بالعكس.. فأن هذه الأمور ستجعله أكثر رغبة في العودة إلى البلاد.. كما إن أي ادعاء إسرائيلي بتعريضه للمسائلة القانونية على خلفية قومية، أو تصريح سياسي أدلى به في إحدى الدول العربية.. سيكون محفز اكبر لعودته، ولمواجهة هذه التهمة.. لان ذلك يساهم بشكل كبير في تحقيق "نرجسيته" القومية، التي يطمح من خلالها للوصول إلى مرتبة الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر".. إذًا لماذا لا يعود؟!!

الاحتمال الآخر لاستقالته من الكنيست وعدم عودته إلى البلاد.. ربما يكون مرتبطًا في تورطه بقضية مالية.. فهو محب للجاه والمال بشكل ملحوظ، ولمن لا زال يذكر، انه حين أصبح عضو في الكنيست، وخلال شهرين من تحمله مسؤولياته.. أبى إلا أن يشتري سيارة مرسيدس من النوع المميز والخاص، وقد كانت تعود ملكية تلك السيارة لأحد رؤساء السلطات المحلية العربية، الذي باع عشرات وعشرات الدونمات من أرضه ليبقى زعيمًا!! واذكر يومها إن ثمن تلك المرسيدس كان يعادل ثمن سيارة فولفو جديدة، إلا انه سألني شخصيًا عن رأي في الموضوع، فأجبته إن المرسيدس أكثر "جخة"! ولا أظنه انه امتثل لرأي بأكثر مما انه هكذا أراد أن يكون.

ما علينا.. لنعود للاحتمال وصلبه.. ما هي القضية المالية التي يمكن أن تعرض د.ع للمسائلة القضائية.. وبلادنا اليوم، ومنذ سنوات.. تمر كل يوم في فضيحة مالية لرجال السياسة فيها. ومن يعرف د.ع، فانه يعرف جدًا انه قام بإحضار الملاين من الدولارات إلى هنا بوسائل مختلفة.. وقد استطاع بواسطتها أن يقيم العديد من الجمعيات وان يصدر أكثر من صحيفة، وان يقيل أكثر من رئيس تحرير ويبدل ويغير على هواه.. بوصفه الآمر الناهي، وصاحب "القرار الفصل" أو "فصل القرار" في كل شيء. ويعلم المقربون الذين سوف ينقضون عليه انقضاض الوحوش، كونهم يعانون من سلطانه منذ سنوات. إن هناك الكثير من الأخطاء الكامنة المستترة في مسيرته، تحت ستار "المخفي أعظم".

لقد حصل د.ع على أول دفعة دعم دولاري من صندوق فورد.. وهو صندوق أمريكي له زبائنه الخصوصيين.. كانت الدفعة الأولى، على ما جاء على لسان مقربيه، بقيمة 4 ملاين دولار.. وقد حدثني احد الأصدقاء المغتربين في أمريكا.. أن صندوق فرد لا يهب ولا يمنح أي دعم مالي، سوى لقوى تتوافق ومفاهيم أجندته الرأسمالية. أين صرفت هذه الأربع ملاين دولار.. وأي من المؤسسات الوطنية القومية تأسست وعملت على تحسين ظروف النضال الجماهيري الفلسطينيين في إسرائيل، من خلالها؟! وما هو المقابل الذي دفعه د.ع للحصول على هذا الدعم السخي، الذي تكرر لأكثر من مرة؟! إن أحدًا لا يعرف لغاية الآن. فلماذا يعود إذًا!؟

من هنا أتصور ربما أن هناك قضية تمرير أموال، أو تبيض أموال.. أو ما يمكنه أن يكون تمرير مبالغ كبيرة من الدولارات لحسابات شخصية هنا وهناك. وحين أعود بالذاكرة إلى تلك الأيام التي عملت بها بالقرب منه، أتذكر انه كان هناك بعض من هذه المحاولات.. على صغر قيمتها في تلك الأيام!

قبل انتخابات الكنيست 95 حصلت الأحزاب العربية.. أو بعضها، على دعم من السلطة الفلسطينية.. وقد قام أبو مازن يومها بتسليم حقائب الدولارات إلى ممثلي هذه الأحزاب! وبعد الانتخابات تبقى في صندوق حزب د.ع ما يقارب أل 30 ألف شاقل، تحولت إلى حساب خاص باسمه واسم واحد آخر من قيادة الحزب.. ولا احد يعلم مصيرها فيما بعد. واذكر انه في الحقبة الممتدة ما بين شتاء 96 وأول ربيعه.. حضر إلى البلاد د.م (لم يكن يومها قد حصل على لقب دكتوراه).. وذهب برفقة د.ع إلى مصر للقاء مع عمر موسى، وكان يومها يشغل منصب وزير الخارجية المصرية، فقد جاءت الدعوة من مكتب محمد حسنين هيكل، وتم اللقاء الأول بين د.ع وموسى عند هيكل في عزبته.. وكم كان مشوقًا أن تستمعون إلى د.ع وهو يتحدث بنشوة وإعجاب مفرط عن استقباله في "عزبة" د. هيكل.. وعن أملاك هيكل وبرجوازيته المتوارثة منذ عهد الملك فاروق، وكيف أهداه هيكل حقيبة تضم مجموعة أغاني السيدة أم كلثوم الكاملة.

إذا كان هذا الاحتمال هو السبب في استقالة د.ع من عضويته في الكنيست.. فأنه قطعًا لن يعود إلى البلاد.. لأنه يعلم أن إسرائيل ليست واحدة من الدول العربية.. وانه إذا ما وجد بحوزة السلطات أي إثباتات مادية على أمور كهذه، فأنه ستعرض للمسائلة القانونية، وقد يجد مكانه في السجن في نهاية المطاف. إلا أن الأمر الأكثر خطورة من هذا.. انه لن يستطيع أن يوظف هذا الأمر في رفع مكانته القيادية والقومية.. وخاصة في الوصول إلى لقب "القائد القومي"!! لأن القائد الخالد جمال عبد الناصر، الذي يعتمده د.ع في طرح مشروعه القومي، كان مفخرة للنزاهة الإنسانية والأخلاقية، وليس من ذرة غبار على تاريخه! وستكون هذه التهمة، إذا ما ثبتت على د.ع، القشة التي ستكسر ظهر البعير.. والتي ستفضح سجلات وسجالات من الصراع الدائر في أروقة حزبه.

هناك إذًا احتمالين.. الاحتمال السياسي والذي لا يمنع د.ع من العودة إلى البلاد، ولا يجبره على الاستقالة من عضويته من الكنيست، ربما يتم تعليق عضويته فيها.. إلا انه بموجب هذا الاحتمال فانه سيملك دفة الشراع التي توصله إلى مرتبة إعلامية فذة، قد يصبح في سياقها النجم الأوحد في سماء الفضائيات العربية التي تحبه جدًا. أما الاحتمال الثاني.. وهو الاحتمال المالي، فانه سيكون السبب القوي الذي يمنع د.ع من العودة إلى البلاد، والذي سيودى به إلى ضياع مجد بناه من خلال نرجسية مفرطة مغرضة.

وما دامت القضية مبهمة إلى الآن.. فان عملاء د.ع سيستلون سيوفهم لملاحقتي، لكنهم في ذات الوقت سيكونون أكثر حظرًا هذه المرة، لأنهم قد يجدون أنفسهم في نهاية المطاف بلا عمل!! بل إنهم سيفقدون مقاعدهم خلف طاولات "رئاسة التحرير".. وسيضطرون للعودة للعمل كسائقين لعضو الكنيست هذا أو ذاك.. هذا إذا ما اكتشفوا، مرة أخرى، أنني أعاني من أزمة ما، كما حدث معهم في مرات سابقة!!

في سياق هذه المراجعة لتاريخ لم يمضي بعد.. قد يتذكر المقربون أن كل ما كتبه د.ع جاء في طرح فلسفتين مختلفتين.. واحدة عملت جاهدة على إثبات القيم الشيوعية والفكر الماركسي، ودور هذه الفلسفة في إعطاء الأجوبة الفلسفية لتطوير بنية المجتمع المدني، في حال أن الفلسفة الأخرى جاءت تتحدث عن إخفاقات الفكر الماركسي في بناء حركة ثورية منظمة للفلسطينيين في إسرائيل.. كما جاء في كتاباته المنشورة هنا، حول موضوع مائة وخمسون عامًا على البيان الشيوعي الأول.. قال أن النظام الاشتراكي كان أسوء نظام حكم على مر التاريخ البشري.. وأتساءل اليوم كما تساءلت يومها.. هل يعني ذلك إن الأنظمة الاشتراكية، بما فيها كوبا والصين اليوم، والاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية بالأمس، هم أسوء من النظام الامبريالي الأمريكي، وأسوء من نظام الحكم الإسرائيلي، ونظام النازية الهتلرية.. ونظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا.. والأنظمة الرجعية التي تدوس رقاب شعوبها، تحت حجة احتكامها إلى المعتقدات والانتماءات والإثنية والقبلية؟!!

وباعتقادي أن "المفكر".. الذي ينتقل بين حالة تنظير متناقضة بهذه الحدة وهذا الشكل، من اجل الوصول إلى أهداف آنية شخصية، فانه قابل لإتباع أساليب مماثلة تساهم في إثراء ثروته وتعظيمها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة