الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرلمان العراقي( منتخب ) ولكن ضد الناس..!

محسن صابط الجيلاوي

2007 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نحن نعرف جميعا كيف مرت الانتخابات ونعرف أكثر من ذلك الماضي الأسود لهذه الطبقة السياسية التي رهنت بلدا بهذا الحجم وبهذا الإرث الحضاري لسائر مخططات الاحتلال ولمصالح الدول الإقليمية والأبغض تفتيت البلد عبر تقسيمات وتصنيفات لا وطنية مثل أمراض الطائفية والقومية ومعها تقزيم هوية الناس تبعا لذلك وبالتالي إدخال العراق في نفق مظلم حقا يبدو أن الشفاء منه قد يأخذ وقتا طويلا من جهد وتضحيات وطاقات ودماء العراقيين..!
واخر فرمان لهذا البرلمان الهزيل هو مشروع امتيازات أعضاءه والذي بقراءة أوليه لمحتوياته وبلا تحليل عميق لان القانون بسيط في غاياته ( المادية، الفلوس، الدراهم، الدولار ) سنجد أن ذلك لا نظير له من حيث الغرابة والتطاول على عقول الناس وتجاوز أي حدود لمعايير العيب وسائر الأعراف في أن تبقى اليد نظيفة ولا اعتقد أن بلدا في العالم يجيز للصوصية وسرقة أموال وطن بطريقة منظمة وقانونية وعلنية كالذي يحدث عندنا..وقد أثبتت الأيام ان نفس الوجوه ومراكز القوى التي أعطت البرلمان السابق حقوق رهيبة هي نفسها لازالت تمارس تنظيم عمليات السرقة..إنها قرصنة حقيقة وفلتان غير مسبوق لوضع لا أخلاقي وشاذ يمارسه من ما يسمى( المتصدون للعملية السياسية )..فهؤلاء قد يختلفون مع بعضهم على التفاصيل لكن الجوهري الذي جاءوا من اجله ( المال ) فهو العنصر الوحيد والأهم في أجندتهم الذي يوحدهم حقا ولهذا نرى اشتراكهم في التعاضد بمحاولة تسويق أنفسهم جماهيريا للناس وبهذا أصبح الاسلاموي قلبه على الشيوعي وأصبح الشيوعي آية الله والمتعصب قوميا وقاتل الناس على الهوية عروبيا ومنظمي اطروحات النظام السابق أكثر قومجية من الكردي ومعها ذلك الحضور المتبادل في أعراس وأفراح بعضهم البعض فيما ملايين من العراقيين يعيشون مرارة الخوف والفقر والتشرد والهزيمة بل الأتعس ان المهرجانات التي يتكاثر فيها كم هائل من صور الشهداء كمغانم للتسويق ولجميع هذه الأحزاب أقول أن اغلب هذه العوائل لازالت حتى اليوم تعيش بلا حقوق تقاعدية أو إعادة اعتبار لضحاياهم ولشهدائهم ففي مدينة الكوت وفي دائرة واحدة لازالت أكثر من 15 ألف عائلة لا تعرف أي شيء عن أبنائها أو عن الحقوق الواجبة لعوائلهم التي اغلبها فقيرة ولازالت تعاني مرارة الحرمان والفقر والضياع..فعلى أجساد هؤلاء الأبطال جاءت هذه المجاميع السياسية للتنكر لأي شيء إنساني وأخلاقي، فلا وطن حقيقي ولا مستقبل لأي أمّة بدون أكرام شهدائها وتضحياتهم الغالية كمقدمة توضح ملامح البديل المفترض... ، انه زمن اختلاط العجب وضياع المعايير وحشوا عقلية الناس بمفاهيم من الضبابية وزرع الخوف وبالتالي محاولة قيادة بسطاء الناس نحو حتفهم ليبقى لهم الباب مفتوحا نحو سرقة آخر قلم ممكن أن يكتب شيئا يوصف وضعية المأساة التي يعيشها الناس تحت رحمتهم..هم يستهترون ويتنكرون بشكل لا يقبل الجدل والبحث العصي لكل معايير الشرف والضمير والانتماء لهذا الوطن العظيم ولم يقدموا حد اللحظة شيئا حتى ولو بسيطا للعراقي حين يتذكره قد يغفر فيه عن هفواتهم الكثيرة أو لنقل بعضها فقد نقلوه من التعس والأتعس إلى الأكثر تعاسة وبدهاء مشهود له حقا..!
على القوى الحية وجماهير الشعب فضح هذا المشروع وأي محاولة لتمريره ففيه غايات أكبر تتيح لهذه المجاميع من تمرير مشاريع أخطر وأكبر وكمثال على ذلك مشروع النفط والغاز وبالتالي هي ملامح رشوة متبادلة وصفقات بين المحتل وأعوانه من تلاميذ بريمير والذين فازوا باختباراته في دعم المشروع الأمريكي الحقيقي في العراق والذي يتلخص اليوم في تاطير المصالح الأمريكية بقوانين تبدو عراقية ومن ناس ينتمون للعراق اسما فقط..!
لم نسمع حد اللحظة موقفا رسميا لأي حزب أو عضو في البرلمان من هذا المشروع الفضيحة فهم يتحدون دوما في مشاريع تفتيت وسرقة العراقيين طوال هذه السنوات التي تقاسموا فيها مع المحتل الكثير من الأدوار الشريرة..لهذا أعتقد جازما ان وضعهم في سلة واحدة هو التقدير الأنسب والأصوب من اجل اختزال معاناة العراقيين عبر كنس هذا البرلمان العار..فلم يعد كافيا الصراخ بل الأهم الفعل...، صحيح أن العراقي قد تعب من هذه المرارات والحياة الشاقة ولكن ذلك يبدو قدرا لابد منه في أجواء قد تحرم العراقي يوما حتى من نعمة الهواء لهذا يبدو أن شد العزيمة والصبر على مواضع الألم والتقدم بثقة هي الخيار الوحيد المطروح لكي تختصر هذه المعاناة لان إطالتها سيعني تقديم ثمن باهظ..فهؤلاء الحكام الجدد عندما يشتد عودهم أكثر سيفعلون بالعراق العجائب لن تكون مهزلة البرلمان الأخيرة سوى فاتورة بسيطة جدا في بروفة حكمهم القرقوشي...!
ولكن رغم كل شيء هناك ثقة وهناك أمل من ( شرارة ) تعيد للعراقي الذي لا يصبر على ضيم توهجه عندها سيندلع اللهيب حقا..ومعها يعود العراق موحدا معافى وبقيادة أبناءه الذين عانوا مرارة تلك العقود التعسة من الحرمان والظلم والتسلط..إن العراق قادم ولكن بالروح الجماعية لمن مستهم روح المعاناة الطويلة..انهم قادمون أيها الوطن البهي عندها لن ينفع البعض حفنة من دولارات السحت الحرام..فساعة العدالة القادمة بلا ريب هي التي ستحدد أي بشر أنتم وإلى أي طينة تنتمون ..!؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة