الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا أربع سنوات من الاحتلال يكفي !

ثامر قلو

2007 / 4 / 9
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


في التاسع من نيسان عام الفين وثلاثة كانت دبابات الجنرال جورج بوش تقتحم أسوار أعتى دكتاتورية في التاريخ خلافا للقاعدة والمنطق الذي قاد الادارة الامبريالية لاميركا المناصر للانظمة الدكتاتورية والمستبدة على امتداد قرون من الزمان ، مما فسر من قبل كثيرون تحت أشكال ومسميات مختلفة من بينها أن عهدا جديدا من التقدمية الامبريالية انطلق ، وقد يصاحبه انطلاقات اخرى كبيرة في كل الاتجاهات الاجتماعية والسياسية والقطرية لصالح الجماهير والشعوب المكتوية بنار الانظمة ، فيما بقي آخرون يتوجسون من الانطلاقة الامريكية ، مستخفين بالمصالح والاهداف المشتركة الناتجة من الخطوة الامريكية لادارتهم الرأسمالية والاحتكارية وللجماهير العراقية التواقة للتغيير والخلاص من نظام دكتاتوري بغيض انطلاقا من أن الامبريالية التي تمثلها خير تمثيل الادارة الامريكية الحالية يستحيل أن تقدم على فعل مهما يكون صغيرا أو كبيرا بهدف النية لخدمة الشعوب وتطورهم الايجابي .

في التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة كان عهدا جديدا يبزغ للجماهير العراقية على أنقاض عهد دكتاتوري عقيم على الرغم من أن أدوات التغيير التي كان العراقي يحلم أن تكون عراقية خالصة لتعطي للحالة ابقها ، كانت أجنبية وامبريالية واحتلالية ، ورغمها صفق كثيرون للقوات الامريكية المحتلة احتراما للجميل ، وكان يساريون كثيرون ينظرون لوجه الرئيس الامريكي بوش كما لو صار وجها حنونا، ينظرون للوجه الكريه خجلين ، وهم الذين آلفوا الوجوه القبيحة للرؤساء الامريكيين على امتداد التاريخ .
ليس العتب كله ينصب على الادارة الامريكية ، فقد يتحمل الساسة العراقيون الوزر الاكبر مما تئول اليه الاوضاع في العراق في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وهم يثبتون للعالم كل يوم انهم صغار ، ولا يستحقون قيادة شعب عريق كشعب العراق ، وجل ما يقدموه للشعب العراقي لا يتجاوز الخطط الامنية والمزيد منها واقامة المؤتمرات الوطنية والقومية والاسلامية ، وفي شأن المؤتمرات اكتسبوا من الخبرة ما يجعلهم يستقبلون أعداء العراق على أرض بغداد ويوفرون لهم الاجواء ليتصارحوا مع بعضهم البعض على الكعكة العراقية وتقاسيمها .

مأساة الشعب العراقي بدأت يوم أسس المكون الاكبر وهو المكون ( الشيعي ) كتلته الانتخابية بمباركة السيستاني ، للدفاع عن مصالح الطائفة الشيعية المقهورة ، كما قالوا يوم التأسيس وما يزالون يقولون ، فشرعوا بذلك لدق الاسفين بين مكونات الشعب العراقي ، ومما زاد الطين بلة دخول الطائفة الاخرى من خلال بعض الرموز الذين تسلقوا بين ليلة وضحاها قمة الهرم في المكون ( السني ) الانتخابات الاخيرة ، فخرجوا خاسرين كطائفة ورابحين كعناصر ، فصار الدليمي والزوبعي والمشهداني عناوين كبيرة في الساحة العراقية ، اما الطائفة فصار ينظر لوجودها وكينونتها باستصغار لمحدودية التأثير في السياسة العراقية .

السنوات الاربعة الماضية ، وضعت جميع القوى المتصارعة في مأزق حقيقي ، فأميركا التي راهنت ولا تزال تراهن على حدوث الحرب الاهلية بين أبناء الشعب العراقي فشلت وعجزت عن تسويق مثل هذه الحرب ، والقوى الاخرى الطائفية بكل اتجاهاتها عجزت هي الاخرى عن تسويق مشاريعها الطائفية جماهيريا فبقي التسويق مقفهرا في أروقة الحكومة ومجلس النواب، فما صار ينجح به هؤلاء جميعهم هي الامتيازات الشخصية التي باتوا يتفننون في جنيها ولن يكون آخرها حتما جواز السفر الدبلوماسي .
والسنوات الاربعة الماضية من الاحتلال ، أبرزت بما لا يدع مجالا للشك ، بان اميركا لا تكترث للحالة العراقية المأساوية ، فهم تعمدوا بلوغ هذه الاوضاع منذ يوم الاحتلال الاول ، حينما تركوا الناس يعبثون بمؤسسات الدولة ، باستثناء وزارة النفط ولكم أن تسألوا نائب الرئيس الامريكي، صاحب الشركات الاحتكارية النفطية ديك تشيني ، لماذا أبقوا على وزارة النفط دون غيرها ؟ ويبقى كل حلمهم هو ادامة الحالة العراقية تحت ظل حكومات ضعيفة وعاجزة كحكومة المالكي ، لا تقوى على فرض الامن في الشارع ولا تقوى على فرض القانون ، بل انها تحتاج الى القوات الامريكية ليس لفرض الامن والقانون فهذا لا تكترث له هذه القوات وانما لحماية هذه الحكومة الهزيلة .
أربع سنوات عجاف من التحرير أو من الاحتلال كابد خلالها العراقي شتى صنوف الاذلال والخوف والقهر يكفي ، فعلى هذه القوات الرحيل من العراق بالسرعة الممكنة ، فما عاد لهم شي مفيد يقدمونه للشعب العراقي ، لذلك فان خروج هذه القوات قد يفتح الافاق لولادة حالة عراقية جديدة ، فقد تكون الفوضى الخلاقة التي يهلل لها مفكروا السياسة الامريكية فمن يدري ؟

ثامر قلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت