الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


9 نيسان يوم تحرير العراق من العبودية

مؤيد عبد الستار

2007 / 4 / 10
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


تمر اليوم الذكرى الرابعة المباركة لتحرير العراق من النظام الصدامي المتخلف ، وكان لدخول القوات الامريكية والبريطانية، والقوات المتحالفة معها الى العراق لتوجيه الضربة القاضية لنظام صدام ، تتويجا لجهود القوى السياسية العراقية التي قارعت النظام وحاربته لثلاثة عقود مريرة ، في الوقت الذي تقاعست فيه دول تدعي الحرص على الديمقراطية وحقوق الانسان مثل فرنسا عن دعم المعارضة العراقية ، ووقفت دولة مثل روسيا حتى النفس الاخير مع صدام .
لقد وافقت قوى واحزاب المعارضة العراقية على التحالف مع امريكا وبريطانيا لاسقاط نظام صدام ، لايمانها بعدم قدرتها وحدها على اسقاطه ، وليقينها باستغلال النظام لقدرات العراق النفطية ، واللعب على حبال القوانين الدولية ، وتسليط المزيد من العنف على الجماهير وافقارها، وجعلها رهينة المكرمات والبطاقة التموينية ، من اجل الاستمرار في احكام قبضته على دست الحكم ، وكاد ان ينجح في التحالف مع فرنسا وروسيا ، في الخلاص من نهايته المحتومة لولا اصرار الادارة الامريكية على التدخل العسكري ، ولاننسى كيف وقفت تركيا موقفا مناهضا لتحرير العراق ولم تسمح للقوات الامريكية باستخدام اراضيها لمرور القوات والمعدات الامريكية ، في الوقت الذي كانت تسمح فيه للقواعد الامريكية بالاقامة في تركيا لحمايتها ، وهنا يبدو لنا حجم النفاق الدولي جليا .
ان مهمة اسقاط النظام كانت بحاجة الى تظافر جهود دولية كبيرة، ومساعدات اقليمية . وقد هيأت الظروف الموضوعية هذه الامكانات ، فقد حسمت كارثة 11سبتمبر موقف امريكا من الانظمة الارهابية في افغانستان والعراق ، وجعلتها تصمم على التخلص من نظامي طالبان و صدام في اسرع وقت ، وكان للدور الاقليمي ، المتمثل في موقف دولة الكويت وتسهيل العملية اللوجستية العسكرية اثره في تسريع تحرير العراق ، اضافة الى الموقف البراغماتي للجارة ايران التي اكتوت بنار صدام ، وكانت تتحين الفرص للتخلص من نظام طالبان الذي كان يقرع ابواب ايران في اقليم بانيان ، فالتزمت اتفاق الجنتلمان في عدم التعرض للقوات الامريكية والبريطانية وفسح المجال امامها كي تطيح بصدام .
ان اسقاط نظام صدام ومحاكمة رموزه محاكمة علنية أسبغت على عملية تحرير العراق بعدا مؤثرا، فقد اظهرت للملأ وخاصة الرأي العام العربي مدى ضحالة قيم وفكر رجال الحكم أمثال صدام وبرزان والجزراوي وعلي كيمياوي ومن لف لفهم ، وتكشف للعالم أجمع حجم جرائم النظام التي يندى لها جبين الانسانية ، كالمقابر الجماعية ، واستخدام الاسلحة الكيمياوية في ضرب الشعب الكردي ، والانفال، وتجفيف الاهوار ، وتهجير الكرد الفيليين ، وصلم الاذان ووشم الجباه ، وما لايعد ولايحصى من الجرائم الشخصية، ونهب المال العام .
لقدتخلص العراق من نظام عشائري متخلف تمتد جذوره الى حقب سحيقة في تاريخ البلاد ، نظام ورث اسوأ ما في استبداد الدولة العثمانية التي تركت بصماتها في تاريخ العراق السياسي الحديث ، بل ويمتد أبعد من ذلك في وراثته لاستبداد السلاطين والغلمان والخلفاء الامويين والعباسيين الظلمة الذين تركوا تاريخا مليئا بالويلات في العراق ، فمن من العراقيين لايذكر جرائم الحجاج ابن يوسف الثقفي و زياد بن ابيه و المتوكل و داود باشا .....
سيبقى يوم التاسع من نيسان علامة ومنعطفا تاريخيا في سجل التاريخ الحديث للعراق والعالم ، ومهما قدمنا من ضحايا وشهداء ودماء زكية واموال، فان ثمن الحرية والخلاص من العبودية يستحق التضحيات ، وليس سهلا ان يقبر نظام دكتاتوري قمعي دون ضحايا ، خاصة وان الانظمة المحيطة في العراق ، ليست غريبة عن شكل النظام المقبور ، ولذلك لاتريد ان يكون هذا المثال نموذجا لشعوب المنطقة في الخلاص من التخلف الذي تحكم من خلاله ، ولكن نستطيع التأكيد على ان المارد انطلق من القمقم ولن تستطيع قوى الظلام والتخلف والاستبداد ايقاف عجلة التقدم والتطور ، وما هي الا سنوات قليلة وستقطف الشعوب ثمار التغيير الذي حصل في العراق ، وستكون الفيدرالية في كردستان والوسط والجنوب مثالا يحتذى لحلول مشاكل المنطقة الاثنية والمذهبية ، والتي تعاني منها شعوب المنطقة جميعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا