الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ويسألونك عن السجن : فقل لست بيوسف الصديق

محمود الزهيري

2007 / 4 / 11
حقوق الانسان


ماذا يريد مبارك الأب لمصر والمصريين ؟ ولماذا يريد لهم العذابات المتعددة التي قد أنوا منها ولم يستطيعوا علي تحملها , وكأنهم ليسوا ببشر , وكأنه ليس بمصري , وكأن المصريين من سكان تل أبيب الذين بينهم وبين نظام حكمنا المصري إتفاقيات سلام وتعاون دولي ؟!!
هل مبارك الأب يعاقب الشعب المصري لرفضه المطلق لحكمه وسياساته التي أدت بالشعب المصري إلي موارد الهلاك في الصحة والتعليم والتنمية والإقتصاد والسياسة والزراعة والصناعة , والطب والصيدلة والهندسة , وكانت حياتنا كلها فشل يساند ويعاضد فشل ويليها فشل متصاعد حتي في الرياضة التي كان حصيلتها الصفر الكبير بحجم السياسة المصرية في جميع المجالات وعلي كافة الأصعدة الداخلية والخارجية ؟!!
إذا كان الشعب المصري رافض لنظام مبارك الأب ورافض للإتيان بمبارك الإبن زعيماً لمصر بتزوير دستوري لإرادة الشعب المصري المطحون بفسادات السياسة المصرية , فلماذا يتم سجن المصريين وتعذيبهم في السجون والمعتقلات ؟!!
ولماذا التعذيب ؟ولمصلحة من أن يتم تعذيب سجين أو معتقل لايملك نفسه السجينة المأسورة بفسادات الحاكم والسجان ؟!!
ألهذه الدرجة بلغت كرامة الإنسان المصري أن يطلب حق اللجؤ السياسي لإسرائيل , هروباً من جحيم سجون ومعتقلات مبارك الأب الذي تتم بعلمه كافة الأمور في مصر من تدابير خاصة ببقائه في الحكم والسلطة , وتدابير أخري يمكن لمبارك الإبن الولوج لكرسي المملكة المصرية المحكومة بأسرة آل مبارك إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً بالخلاص من أسرة آل مبارك بالموت , أو بالكارثة , أو بعصيان مدني جامع , أو بإنفجار سياسي مروع , أو بحريق مصر التي لم تصبح ملكاً للمصريين , وإنما أصبحت مملوكة للصوص الحكم والسلطة , وتجار الأوطان وراهني كرامتها لدرجة أن يستغيث المواطنين المصرين بمركز حقوقي طالبين اللجؤ السياسي لإسرائيل التي هي في وجهة نظرهم أرحم من إهانات سلطة مبارك الأب التي تعذب , وتشرد , وتسجن , وتعتقل !!
ألهذه الدرجة وصل الحال بالمصريين , من الكراهية لمصر وللحكم في مصر ؟!!
ألهذه الدرجة إنحدر مستوي مقياس الشعور الوطني ليصل إلي درجة الصفر حتي يطالب المصريين باللجؤ لإسرائيل هرباً من نار مبارك , وتعذيبه للمصريين , بل ويطالبون بإسقاط الجنسية المصرية عنهم , فهذا ما طالب به معتقلي أحداث تفجيرات الأزهر في رسالة لمركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية جاء بها : معتقلي الأزهر يطالبون باللجوء السياسي لإسرائيل وإسقاط الجنسية المصرية



تلقى مركز ماعت للدراسات الحقوقية و الدستورية رسالة استغاثة من 46 من معتقلي حادثة الأزهر بسجون دمنهور و الوادي الجديد و الغربانيات و الاستقبال و أبو زعبل يطلبون فيها حق اللجوء السياسي لإسرائيل و إسقاط الجنسية المصرية عنهم ، ويأتي مطلبهم هذا على أثر ما ذاقه هؤلاء المعتقلين وذويهم من ويلات التعذيب اليومي على يد ضباط امن الدولة مرة ، وإدارة السجن مرة أخرى .

ونقلاٌ عن لسان هؤلاء المعتقلين :

" أننا نطالب باللجوء السياسي لإسرائيل ، بسبب ما أصابنا في مصر وسجونها من تعذيب وإهانة و تضيقا عليتا داخل السجون وخارجها ، فالطعام منتهى الصلاحية و الماء ملوث لا يصلح للشرب ، مما أصاب أكثر المعتقلين بأمراض الكبد وغيرها من الأمراض المزمنة ".

كما أعرب المعتقلين عن يأسهم إزاء سياسة الاعتقالات المتكررة التي ينتهجها الأمن في مصر ، بالإضافة إلى التجاهل التام لاحترام ألأحكام القضائية الصادرة بالإفراج عنهم .

" لذلك يطالب معتقلي تفجيرات الأزهر باللجوء السياسي لإسرائيل ، على الرغم من التاريخ الأسرائيلى العريق في قتل الأسرى ، لان الموت على يد المحتل الأسرائيلى داخل معتقلاته صار أهون عليهم بكثير مما يلقوه داخل أسوار المعتقلات وذويهم ، خارجها - من تعذيب وإهانة للكرامة الإنسانية في وطنهم ".

أن السياسات الأمنية المنحرفة التي يتبعها جهاز أمن الدولة و من وراءه وزارة الداخلية ، هي التي أدت بهؤلاء المعتقلين وغيرهم من أصحاب الرأي إلى الشعور بالاغتراب داخل الوطن ، ألا تعلم وزارة الداخلية أن استمرارها في التعامل مع أبناء هذا الشعب وفقا لترسانة النظريات الأمنية التي تكرسها بكل ما فيها من انتهاك للحقوق الطبيعية للإنسان ، لن يكون نتاجها سوى فقدان هذا الوطن لخيرة شبابه الذين لن يكون أمامهم سوى الاختيار الذي بات حتميا وهو الهجرة إلى الخارج؟؟؟!!!

حالة هؤلاء المعتقلين الذين فشلوا حتى الآن في إنهاء حياتهم انتحارا ، خلاصا من الممارسات الأمنية التي لا تعنى بأدنى احترام لآدمية الإنسان ، تعد تقريرا فعليا عن أوضاع المعتقلين داخل مصر، الأمر الذي يخالف كليا ما ورد بتصريحات الجهات الأمنية بشأن إغلاق ملف اعتقال الجماعة الإسلامية ، لاسيما بعد الإفراج عن آخر أربعين معتقل من أل 15 ألفا معتقل ممن ينتمون لهذه الجماعة ، الأمر الذي يفضح حقيقة تلك التصريحات ، و يطرح تساؤلا هاما :

إذا كان من تم الإفراج عنهم من جماعة واحدة فحسب بلغ 15 ألف معتقل ، فما هي الإحصائيات الفعلية بالنسبة لمن تبقى من المعتقلين داخل أسوار السجون ؟؟؟؟؟

الإجابة الحقيقية لهذا التساؤل وحالة معتقلي تفجيرات الأزهر ، رسالة موجهة إلى كل من يهمه الأمر :

" ملف الاعتقال و المعتقلين تضخم و صار قنبلة موقوتة .. مؤشراته تقييم حقيقي للأوضاع السياسية في مصر ، لن تجدي معه سوى الحلول التي تتبنى خططا قومية تعنى بترسيخ المبادئ الديمقراطية واحترام المؤسسة القضائية و أحكامها وقبلها احترام سيادة القانون واحترام الحقوق و الحريات العامة " . إنتهت الرسالة !!
ولكن لنا حق التساؤل !!
ماذا يريد مبارك الأب من المصريين ؟!!
هل يريد لهم الكفر بالوطن , والكفر بالنشيد والكفر بالعلم المصري ؟!!
هل يريد من الشعب المصري أن يرحل من مصر إلي دولة أخري كالرحيل إلي إسرائيل علي سبيل المثال أو الرحيل حتي إلي الجحيم ؟!!
هل يريد من المصريين التخلي عن الجنسية المصرية والبحث عن جنسية وهوية أخري ؟!!
أعتقد أن المصريين لم تعد مصر وطناُ أو حتي مجرد سكناً لهم في ظل حكم مبارك الأب !!
وأعتقد أن الجنسية المصرية لم تعد تعني الكثير من أبناء الشعب المصري في ظل حكم وتسلط مبارك الأب !!
وأعتقد ان مصر بالجملة أصبحت جحيم لايطاق والهروب منه حتي ولو كان إسرائيل عند اليائسين من إحداث التغيير بإزاحة نظام مبارك الأب والإبن والآل , تعتبر أرحم من العيش في مصر مادام مبارك يحكم مصر , وفي الإنتظار إذا كان الشعب المصري علي موعد مع السؤ بتولي مقاليد الحكم والمملكة المصري , لأن الشعب المصري لايقدر أن يقوم بدور يوسف الصديق , ولايستطيع في ذات الوقت أن يقدر علي السجن والتعذيب حينما يتم سؤاله عن السجن والمعتقل ,وسوف يأتي اليوم الذي لايقدر فيه مبارك الأب علي القيام بدور الفرعون , ولايرضي الشعب أن يقوم بدور يوسف الصديق , ولكن سيبقي السجن , ولكنه سيكون بلامساجين حينما يكون الشعب علي موعد مع الحرية برحيل مبارك الأب والإبن والآل !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م