الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورود ملونة على ضريح ابو نبيل

فراس عبد المجيد

2007 / 4 / 11
الصحافة والاعلام


لم يكن فرج عريبي " أبو نبيل " اعلاميا محترفا فحسب ، بل كان انسانا يعرف كيف يرسم البسمة على وجوه الأطفال والكبارعلى حد سواء. وكان فنانا في توظيف المهارات التي كان يمتلكها من أجل ايجاد المتعة التي تخلق حالة من التوازن النفسي لدى الجميع
في سبعينات القرن الماضي عرفت فرج عريبي معدا لعدد من برامج الطفال في تلفزيون بغداد . كنا نلتقي في مدخل ستوديو 2 ، وكان اكبر ستوديو في تلك الفترة. كان " أبو نبيل " محاطا دائما بزهرات وبراعم جميلة ترتدي أجمل الثياب ، وتزين ضفائرها بالأشرطة الملونة . ومن وسط هذا الجو البهيج يطل وجه " أبو نبيل " بشاربه الألشيب المصفر من جراء دخان سجارته العالقة أبدا بين شفتيه .وغالبا ما كان يحمل معه المكعبات والأطواق الخشبية الملونة ، مدربا الأطفال في غرفة انتظار الممثلين ( المواجهة لغرفة المكياج .. حيث كنا نعمل ) على ألعاب التسلية المنتظر تسجيلها في الستوديو . كنا نتبادل السلام ، والحديث والابتسامات ، الا أنها لم تكن ابتسامات مجاملة ، ولا سلاما وحديثا عابرا بقدر ما كانت اشارات تحمل عمقا انسانيا استثنائيا ، كان يدرك ، بالتأكيد ، ان الكثيرين من العاملين في ذلك المجال حينئذ لم يدركوا مغزاها
وفي مجلة " ألف باء " الأسبوعية ، وكانت مجلة العراق الأولى في تلك الفترة ، كلن فرج عريبي يحرر ركن التسلية . ومع أنع اختار الجانب الأسلم ، والأكثر بعدا عن " المشاكل " التي كان النظام الدكاتوري السابق يضعها أمام المشتغلين في الحقل الاعلامي ، الا أن ذلك لم يجعله في مأمن من تلك الألغام التي برع الفاشيون في زراعتها تحت أقدام من لم ينخرط في مشاريعهم الاجرامية . وسرعان ما لفقوا له تهمة بائسة تتمثل في أنه روج لدولة اسرائيل ، لأنه وضع النجمة الداسية في احدى التشكيلات الزخرفية ذات الطلبع الهندسي ، التي تنشرها المجلة في ركن التسلية ، في الوقت الذي كانت فيه القطعات العسكرية العراقية المرابطة في الأردن تغمض عينيها عن جرائم الابادة التي تعرضت لها المقاومة الفلسطينية في ما عرف بأحداث أيلول الأسود وقتها
واليوم ، يرحل عن هذه الدنيا فرج عريبي" أبو نبيل " هذا الاعلامي العراقي الأصيل ، بعيدا عن وطنه العراق . فليتقبل أهله وذووه ، وكل أبناء الطائفة المندائية تعازينا . ولنضع باقة ورد ملونة على ضريحه











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة