الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس منتصف الليل

تكوشت لحسن

2007 / 5 / 3
الادب والفن


الجو ممطر , والسماء ملبدة بالسحب السوداء , البرد القارس يلفح أطراف أصابعي و بين الحين و الاخر تنتاب جسدي قشعريرة تنتفض لها فرائصي انتفاضا , انا الان قابع في أقصى زاوية في قلب الفضاء الداخلي لمقهى "الريف" , أترشف قهوتي السوداء , و بنهم كبيركنت أدخن سجائر رخيصة , كنا أنا و صديقي(م)نزجي لحظات الزمن المنفلتة , بأحاديث شجية , وقد يحدث أن ينقطع فجأة خيط الحديث بيننا , لندخل سوية في لحظات سهو عميقة , و كمن يصارع أمواج اليم الهادرة , كنت أواجه القلق الذي تثيره في روحي المضطربة كل هذا السيل الجارف من الأسئلة , غير أني كنت أحاول التحايل على هذا الاحساس المستحكم بالنظر من النافذة , كانت الرياح قوية جدا , مشهد الأشجارالمصطفة على طول الشارع وقد انحنت هاماتها حتى كادت تلامس الارض بدت مثل طابور من النساك وهم يأدون مراسيم طقوس مهيبة ,أحد العابرين كان يمسك مظلته بكلتا يديه يصارع الرياح العاتية مثل محارب روماني لكن المسكين لم يصمد كثيرا فقد مزقت الرياح قماش مظلته و تلاعبت بأسلاكها , قذف بها بحنق , واصل طريقه , كان يلوح بيديه غاضبا وعلى شفتيه كانت تتدافع كلمات مبهمة . فضاء المقهى من الداخل تؤثثه بضع طاولات مهترئة , على الجدران ثمة صور لمناظر طبيعية , في الزاوية المقابلة جلس شابين يتناولان لفائف محشوة بالحشيش , بين الحين و الاخر كانت قهقهاتهما المجلجلة تكسر سكون المقهى , على الطاولة المحاذية تحلق بضعة أفراد يدخنون و يلعبون الورق , بينما انشغل أغلب رواد المقهى بمتابعة شريط سنيمائي رديء...في مثل ليلة رمضانية كهاته فان السهر يتواصل الى ساعات متأخرة من الليل في انتظار موعد وجبة السحور...الساعة الان تشير الى منتصف الليل , استأذنت صديقي في الرحيل فأومأ لي باشارة من رأسه مشيعا دون أن ينبس بكلمة...في أثناء عودتي بدا الشارع هادئا يلفه سكون رهيب , خاليا الا من بضع كلاب أو قطط لقيطة , كانت الامطار قد هدأت في الوقت الذي كان ضوء المصابيح الباهت يكشف عن الرذاذ المتساقط , وبينما كنت أنتشي بسحر اللحظة الآسر , تناهى الى سمعي وقع خطوات تتعقبني...لم أعر للأمر اهتماما...فكرت ...قد يكون مجرد عابر سبيل...واصلت السير...الخطوات خلفي تتبعني...أسرعت قليلا...الشخص خلفي يسرع أيضا...خفضت ايقاع خطوي...الشخص خلفي يخفض ايقاع خطوه...عرجت على الزقاق الذي يؤدي الى مسكني....الخطوات ذاتها تترصدني...فكرت...ربما تكون نكتة سمجة أو مقلبا مدبرا من صديق...لا..لا من يمنع من ان يكون شخصا شريرا يريد أن يقتلني...أو حتى "جنيا" من يدر؟...لم تعد تفصلني عن مسكني سوى أمتار قليلة أحسست بأن الخطوات خلفي بدأت تقترب مني...اسمع صوت لهاث...أكاد أتحسس أنفاس الشخص الغريب...استجمعت كل قوتي ,و تهيأت لكل أمر طارئ , بحركة خفيفة استدرت ...لم يكن هناك أحد...لقد كنت "انا" الذي يتبعني...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة