الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكرى الرابعة

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2007 / 4 / 11
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


إحتفل الشعب العراقي يوم التاسع من نيسان 2007 بالذكرى الرابعة لسقوط الصنم . لقد كانت التظاهرات حاشدة يرفع فيها أبناء الشعب الأبرار العلم العراقي والأفراح عامة على وجوه المتظاهرين . كانت والله علاماتٌ تُبشّر بمستقبل زاهر مقبل ودلائل أن الشعب رفض ولا يزال يرفض الدكتاتورية المقيتة والظلم من أي شكل ومن أية جهة .

رُفعت في التظاهرات لافتات تحمل شعارين ( كلاّ ، كلاّ للإحتلال ) و ( نطالب بمغادرة قوات الإحتلال ) . لا شكّ أن الشعارين يمثلان قمة ما يطلبه الشعب ، فهما أمنية كلّ عراقيّ وطنيّ شريف ، ولأنهما يأتيان في سياقين متناغمين ولو ظاهريّاً . ولكن قد لا تكون الظواهردالّة على حقيقة النوايا والقصد لدى الجهات التي كانت وراء تنظيم هذه التظاهرات ورفع تلك الشعارات .

إن العراقي يشعر بالذلّة والهوان من إحتلال أرضه وتدنيس ترابه الطاهر ببساطيل الجنود الأجانب ويناضل من أجل تقريب يوم الخلاص ، فنحن ، كل العراقيين مع المقاومة ، ضد الإحتلال وإنهائه بأسرع وقت ممكن . ولكن ماهو الوقت الممكن لإنهائه فذلك يعتمد على ما يُتوقّع أن تصيرإليه الأمور بعد رحيل قوات الإحتلال .

الشعب عانى الأمرّين من الظلم والقهر لخمس وثلاثين عاماً في عهد الطاغية ولعقود سابقة قبله ، ورحّب مستبشراً بدخول قوات الإحتلال قبل أربعة سنوات لإزاحة الطاغية ونظامه الدكتاتوري الدموي ولن يكون هذا الشعب مستعدّاً لقبول نظام دكتاتوري بديل مهما كانت الواجهات التي تتخفى خلفها .

لقد تمّ إشعال فتيلة ( المقاومة المسلحة ) من قبل شراذم نظام الطاغية المُزال بدعوى كاذبة كونها مقاومة وطنية ولكنها في الحقيقة ليست كذلك بل أنها تفعل كل ذلك لإستعادة النظام الذي فقدته وفقدت معه كل مقوّمات إستمراريتها كشريحة حاكمة ومستبدّة ترعى مصالحها الذاتية لا غير ، وما الأموال الطائلة التي صُرفت وتُصرف لحد الآن لشراء الذمم سواء من العراقيين أو العرب والمسلمين من دول الجوار من التكفيريين والمجرمين إلاّ دلائل واضحة على القصد غير الشريف من أعمالهم . وفي الجانب المقابل فقد تمّ تأجيج النعرة الطائفية والمذهبية وبناء المليشيات المسلحة المموّلة من دول الجوار بحجّة الحفاظ على النظام الجديد . كل ذلك فرض حالة من القلق والخوف على مستقبل العراق من نشوب حرب أهلية لا يدفع ثمنها غير الشعب من أرواح أبنائه البررة والتدمير الذي يلحق كافة النواحي الإقتصادية والإجتماعية والنفسية .

إن وجود المليشيات المسلحة في الساحة العراقية وقبالتها قوات ( المقاومة المسلّحة ) ، وعدم وجود أي أمل في المصالحة الوطنية للوصول إلى الحد الأدنى من لغة التفاهم بين الأطراف المختلفة ينذر بشَر مستطير فيما إذا لم تعالج بالحكمة اللازمة .

إنّ شعار المطالبة بمغادرة قوات الإحتلال فوراً رُفعت من قبل الجهات التي ترى في وجود قوات الإحتلال قوة ردع لها للسيطرة على الوضع السياسي سيما أنّها لا تزال تملك من القوات المسلحة القادرة على فرض نفسها على الشارع . ورغم كون شعار المطالبة برحيل قوات الإحتلال مطلب جماهيري إلاّ أنّ رفعه وبدفع من تلك الجهات إنّما هو طلبُ حق ولكن يُرادُ به باطل .

إنّ الشعب سيطالب بمغادرة قوات الإحتلال بعد إستتباب الأمن ، والوصول إلى إستقرار فيه من الضمانات الكافية لمنع عودة الدكتاتورية والظلم والقهربشكل جديد .

فالرضى بوجود الإحتلال مَنعاً لعودة الدكتاتورية شبيهً بحال من يقبل دخول قفص وحبس نفسه فيه للخلاص من الذئاب التي تحيط بالقفص . وإنّ غداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت