الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل المغربي لنزاع الصحراء في مجلس الأمن

فاطمة الغالية الركيبي

2007 / 4 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


2007-04-10
تعلم الأمم المتحدة جيدا والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أنها على موعد آخر مع الفشل في حل نزاع الصحراء الغربية في حال لم يكن هناك مقترح عملي تقدم به المغرب، وهو طرف أساسي في النزاع، يجعل إمكانية التفكير سياسيا وسلميا وتفاوضيا واقعا ممكنا يوسع باب الأمل في إنهاء أطول نزاع عالق في الأجندة الأممية.

وهناك اعتقاد واسع بأن مجلس الأمن سوف يعمل على الدفع بآليات المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، آخذا بعين الاعتبار المقترح المغربي كأرضية إيجابية مطروحة من أحد الأطراف المعنية، تدعيما لمسار إيجاد تسوية نهائية، وفقا لما ألح عليه في آخر تقاريره في أكتوبر من العام المنصرم.

وينظم المجلس بداية من الأسبوع الثالث لشهر أبريل الجاري جلسات مشاورة خاصة للتباحث حول ملف الصحراء على ضوء التقرير الذي سيعرضه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بناء على نتائج مشاورات موفده الخاص جوليان هارستون إلى المنطقة في سادس عشر أبريل، وكذلك على ضوء المقترح المغربي الذي يعرضه المغرب على أنظار مجلس الأمن قبيل هذا التاريخ.

وتؤكد مختلف ردود الفعل الدولية حول المقترح المغربي، في أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا التي استقبلت في الفترة الأخيرة الجولات الدبلوماسية المغربية للتعريف بالحل المقترح أن الحل النهائي والعادل لنزاع الصحراء سيكون ممكنا باعتماد الحكم الذاتي الموسع في إطار السيادة المغربية، وذلك إثر فشل التسويات السابقة، وضمنها مسألة استفتاء تقرير المصير المستحيلة من الجانبين التقني والسياسي باعتراف الأمم المتحدة نفسها والتي تصر عليها البوليساريو والجزائر.


من جانب آخر، تبدو جبهة البوليساريو والجزائر معزولتين تماما عن الإسهام في التطورات الإيجابية الممكنة في قضية الصحراء، بسبب تشبثهما السلبي بالرفض القاطع للمقترح المغربي، على حساب تعليق مصير بضعة آلاف من الصحراويين المحاصرين في مخيمات تندوف في الجزائر، عكس الاتجاه الدولي الداعم للحوار، وتقديم التنازلات في إطار ما هو معروف وقائم من تجارب حق تقرير المصير في الدول الديمقراطية، والمناهض لمشاريع البلقنة والتجزيء.

كما تبدو البوليساريو التي يواصل قياديوها التلويح ب العودة إلى وضع ما قبل 1991 إذا ما تم تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء، أي استئناف الحرب محاولة للفت الانتباه إليها وإلى مطالبها المستحيلة في المنطقة، ضدا على القرارات الأممية الداعية لاعتماد حل سياسي سلمي لإرساء الأمن والسلم والاستقرار في القارة الإفريقية.

في المقابل، استطاع المغرب بفضل توجهه الديمقراطي والسلمي أن يثير اهتمام العالم بحل عملي وذكي، مهد له بمسلسل الدمقرطة الذي يخوضه بشجاعة وثقة في كافة الميادين، بتوافق مع مبادئ العالم الديمقراطي المتقدم الداعمة لقيم الحرية والعدالة والسلام، وبتوافق تام مع نداءات مجلس الأمن المتكررة إلى أطراف النزاع للمساهمة البناءة في تسريع إرساء حل دائم وعادل ومتفق حوله في الصحراء التي استرجعها المغرب في 1975 بنفس الأسلوب التفاوضي والسلمي الذي يدفع به اليوم.

وليس على البوليساريو إلا أن تلوم نفسها إذا قررت ألا تكون في الموعد التاريخي لحسم صراع غير جدي وقف طيلة اثنتي وثلاثين عاما في طريق وحدة الصحراويين المغاربة الذين لن يتساهلوا في التفريط في وحدتهم الترابية، ومعهم الأقلية التي تحرمها البوليساريو والجزائر من الالتحاق بوطنها، بعدما فقدت الثقة في وعود السراب التي زجت بهم في المجهول والمعاناة والاستغلال في مخيمات تندوف في الجزائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف