الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم التنمية في العراق

سعد علي حسين

2007 / 4 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان التنمية ما هي الا عملية تغيير حضاري ، والتغيير الحضاري بالغ الصعوبة والتعقيد ، وعليه فالتنمية تتطلب تبديلا اجتماعيا للواقع التاريخي الدي يعيشه المجتمع بتناول اساليب الانتاج الاقتصادي وانماط السلوك الاجتماعي وتبديلا للتجمعات الفكرية والقيمية التي تعيق التحديث والتقدم ، ويلازمها اساليب محددة ومسالك لتحقيق التغير المنشود ، والواقع ان الانسان هو حجر الزاوية في اية عملية تنمية ، فهو من يدفع بعملية النمو الى حيث يريد المجتمع في ضوء امكانياته وموارده المتاحة ، وعليه فأنه يعتبر اساسا مهما ورأسمال مهم في عملية التنمية ، ولو احيط الانسان بالعناية المكانية والتدريب المثمر واكتملت له مقومات الصحة والعلم امكنه ان يصنع الحضارة والقيام بالتغيير لتحقيق التقدم المنشود.
الا ان الملاحظ في العراق غياب عملية التنمية رغم ان العراق يمتلك من الثروات ما تؤهله لان يحقق تنمية اقتصادية ينجم عنها بالمحصلة تطور وتنمية ، ولعل ابرز سمات غياب التنمية في العراق ضعف مستوى التعليم،ضعف المستوى الصحي للمواطن العراقي فضلا عن نقص كبير في عدد المساكن الملائمة وغيرها من المستلزمات الاساسية للحياة بحيث اصبح المواطن العراقي يعاني بشكل كبير من ابسط مستلزمات الحياة ، ومع الاسف الشديد ان ما يزيد الطين بلة كما يقال الفساد المستشري في العراق خصوصا على المستويات الادارية والوظيفية بحيث اصبح العراق من اوائل الدول ترتيبا في الفساد ، وهو ما يشكل عائقا مهما وتحديا كبيرا امام عملية التنمية في العراق ، والامر يتطلب تظافر الجهود للقضاء على الفساد والنهوض بواقع العراق والمواطن العراقي ، ويستلزم القيام بالأتي:
1-الاهتمام بدرجة الامانة،النزاهة،الالتزام عند اختيار الموظفين الى جانب الكفاءة الفنية والمهنية.
2-تغيير مواقف الموظفين تجاه الفساد من خلال التثقيف والاصلاح والتحصين.
3-تغيير الثواب والعقاب للموظف مقابل اداءه.
4-تضعيف حوافز الفساد في المؤسسات الادارية.
5-جعل التكاليف المادية والمعنوية المترتبة على الفساد باهضة وحاسمة وعادلة.
6-التطبيق الحكيم والحازم للقوانين الخاصة بالتفتيش الاداري والمالي.
7-تنمية الشريحة المهنية ودفعها لرفع مستواها المهني والاخلاقي وزيادة ترابطها.
8-التنمية الاقتصادية الشاملة مع تعزيز تكافؤ الفرص وتكريس العدالة.
9-وضع استراتيجيات تكافح البطالة والتضخم المؤديان الى الفساد بكافة اشكاله.
10-مكافحة البيروقراطية الادارية بتكريس اللامركزية الادارية والمرونة في القوانين والاساليب الادارية في مؤسسات الدولة.
ويجب التأكيد على وجود سعي حقيقي وجاد لتحقيق تنمية حقيقية تعيد التوازن الى حياة المواطن العراقي الذي ظل يعاني الأمرين بسبب الحروب المتواصلة التي كانت محصلتها الأساسية إنهاك ومعاناة المواطن العراقي، ولذلك حان الوقت لكي نعيد الاهتمام بهذا المواطن لكي يكون للحياة معنى، ورب سائل يسأل عن الأسس التي يمكن من خلالها وعن طريقها تحقيق تنمية حقيقية في العراق، ويمكن الإجابة عن هذا التساؤل بالقول بأن التعليم يعد أحد العناصر الأساسية والمهمة لتحقيق تنمية حقيقية في العراق،فلا يخفى على احد دور التعليم في خلق أجيال متعلمة تساهم في بناء العراق وتعمل على تطويره وتحقيق تقدمه، ويمكن تحقيق هذا الأمر عن طريق زيادة حجم التخصيص الممنوح للتعليم والتدريب على صعيد الخطط الاقتصادية فضلا عن الاهتمام بالتعليم الخاص بمرحلة ما قبل المدرسة (أي رياض الأطفال، والتركيز على المدارس الفنية والمهنية الثانوية والتي تعتبر خطوة مبكرة لتدريب التلميذ بمهارت العمل اللازمة بالإضافة إلى إيجاد ومنح اهتمام خاص لتدريب المعلمين وتأهيلهم وذلك من خلال تأسيس معاهد خاصة لتدريب المعلمين والهدف من وراء ذلك هو تزويد قطاع التعليم بالتوجيهات المهمة لأعداد المعلمين والتفتيش والتأهيل التربوي .
أما على المستوى الصحي فيستلزم التركيز على برامج خاصة بتنمية وتطوير القطاع الصحي بالعراق عن طريق تقديم مدى متكامل وواسع وشامل من الخدمات الصحية النوعية ومن تلك البرامج على سبيل المثال برنامج الحياة الصحية النموذجية وبرنامج السلامة الوظيفية والصحية وبرامج خدمات الرعاية الطبية وبرامج القوة البشرية الصحية وأخيرا برامج البحوث والتطوير الطبية فضلا عن زيادة عدد الأطباء والمستشفيات نسبة إلى المواطنين العراقيين.
كما يتطلب الامر تحسين مستوى معيشة المواطن العراقي ويكون الاساس في ذلك إيجاد وخلق مرحلة جديدة تتمثل في تحسين وتطوير هيكلية التوظيف لأنه أساس في تحسين مستوى معيشة المواطن العراقي فضلا من تخفيض مستوى الفقر عن طريق منح إعانات مالية للفقراء خصوصا لمن يعول أسرة وهو معوق أو غير قادر على العمل بسبب الشيخوخة وتأسيس صندوق لدعم الفقراء وانشاء مشروعات اجتماعية موجهة لتطوير الريف والأنشطة الزراعية وتوفير مرافق البنية الأساسية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق النائية الفقيرة بما في ذلك مرافق النقل والاتصالات السلكية واللاسلكية والمدارس والخدمات الصحية والكهرباء والعمل على إيجاد ضمان اجتماعي للعاملين ..الخ ، وحتى يتحقق ذلك كله لا يسعنا الا ان نقول كان الله في عون المواطن العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة