الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى الغربة في ايران يوميات حالم 16

علي الحسيني

2007 / 4 / 12
سيرة ذاتية


عند حلول الامتحانات العامة والنهائية اشتركت في امتحانات المرحلة الرابعة وبعض دروس الخامسة بموافقة ادارة المدرسة وهكذا حققت جزء من خطة طموحي في الاجتياز . وعند مجيء العام الدراسي الجديد كانت لي علاقة جيدة نسبيا مع ادارة المدرسة فتم التوافق بيننا على ان احضر درسا واحدا من المرحلة الخامسة وهو الدرس الذي لم اقدم فيه امتحانا على ان احضر بقية الساعات في المرحلة السادسة ...
لكن مشكلة الملل لازمتني عند الحضور ففاتحت الادارة بخصوص حضور درسيين فقط على ان اقدم امتحانات الدروس المطلوبة في نهاية العام .. تجاوبت الادارة معي كثيرا ومنحتي ما اريد . إلا اني ذات يوم كنت اتواجد في درس الفقه حصلت مشادة كلامية بيني وبين استاذ المادة الذي بقي يدرّس مادتي من مواد باب النجاسات في كتاب المكاسب المحرمة وتوابعا على مدار اكثر من اربعة اشهر والمادتين هما (الزيت المتنجس والابار) وهل ان الاخيرة تتنجس في حال وقوع بعض النجاسات فيها او ما يشك انها من النجاسات؟! معترضا على استاذ المادة ان ما تقوم به هو استهجان للعقل واستخفاف بالوقت وإلا ماذا تفسر درسك للمادة الاولى وانت تجلس تحت انارة كهربائية !! وهل ان الزيت المتنجس يمثل تحديا للمسلم في عصر القرى الكونية ؟! أليس من الواجب الشرعي واحتراما لنعمة العقل ان تتصدى للمشاكل الحقيقية التي يواجها الانسان المسلم في عالم تغير كليا لا يمت بأي صلة لما تدرسه ، بل انا على يقين ان الرسول الكريم لو كان حيا لاستهجن ما تقوم به ولأدان هذا الاستحمار للعقل والاستهتار بالوقت ... وحول المادة الثانية قلت: هل ان الابار تحد عولمي يواجه المسلم المعاصر حتى تعطيها كل هذا الاهتمام ؟!. صاح بي مدرس المادة ان اخرج من الصف ورماني بالهرطقة والارتداد .. بعد هذه الحادثة قررت عدم الحضور نهائيا الى قاعات الدرس وابلغت الادارة بقراري ... ترددت الادارة بمديرها في البداية لكن في النهاية نزلت عند ما اريد وحصل التوافق بيننا على مشاركتي فقط في الامتحانات وهكذا تم لي ما اردت بفضل مدير هذه المدرسة الذي تعاطف معي الى حد كبير مع انه رجل دين تقليدي جدا لكنه على خلق عال وسلوك رفيع برغم الاختلاف الكبير بيننا وهو على دراية بذلك لكنه فضل النأي عن مساحة الاختلاف والتركيز على المشتركات ... وهكذا تمكنت من اكمال بقيت الدروس وقبل تادية امتحانات اخر مرحلة دراسية تم تعييني في نفس المدرسة استاذا لمادتي المنطق الكلاسيكي واصول الفقه .؟
والحديث حول تدريسي لهذه المادتين في الحوزة قصة تبدأ مع احتفاظي بزيي المدني (غير الحوزوي) ورفضي لرتداء العمة الخاصة برجال الدين ويضاف الى ذلك اني كنت حليق اللحية والشارب ( على الطريقة الايرانية ) وهو ما لم يكن معروفا داخل الحوزة خصوصا عند مدرسيها واساتذتها .. واذكر اني عندما حضرت الدرس الاول لم يتعرف علي الطلاب وعندما عرفوا اني المدرس الجديد لمادة المنطق الكلاسيكي تعجبوا جميعا وصادف ان بعضهم كان من المعممين ..
وبعد مرور ايام وانا امارس التدريس بدأ بعض المشايخ من المدرسين بنفس المدرسة يتحركون على الادارة لوضع حد لهذا المارق ومخرب عقول الطلاب كما كان يصفني بعضهم .. الا انهم واجهوا مديرا كان يدافع عني بالرغم من تقليديته الكبيرة لكنه كان مهنيا جدا .. قلما تجد نظيرا له داخل الحوزة العلمية ..
في عام 1999 العام الذي تم فيه تعيني كمدرس داخل الحوزة عملت ايضا في ادارة تحرير مجلة محكمة معنية بالعلاقات الثقافية العربية الايرانية .. وبمضي عام وتحديدا في عام 2000 وبعد ان اشتدت الحملة علي من قبل مشايخ كثر من الحوزة العلمية قررت الابتعاد عن التدريس وبالتالي تقديم استقالتي من العمل داخل الحوزة العلمية وبشكل نهائي... وبالرغم من انقطاعي من التدريس بقي راتبي مستمرا حتى عام 2002 .. العام الذي قررت فيه مغادرة قم (بلا عودة) الى مدينة الاهواز هروبا من أجوائها الخانقة التي كانت تشن علي حربا نفسية اثرت علي كثيرا .. في منتصف عام 2002 انتقلت الى الاهواز وهناك بقيت لمدة عام ونصف وحتى منتصف عام 2004 قررت العودة الى العراق ومغادرة ايران نهائيا ... وفي العراق بدأت قصة اخرى لا استطيع البوح عنها في الوقت الحاضر ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام