الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الثقافة البصرية لغاليري اتاسي

متعب أنزو

2007 / 4 / 12
الادب والفن


أحيا التشكيل في معظم مراحله الأولى والآنية... ما خفي من الفضائل الجمالية النائمة في المحسوسات , بذات الدرجة التي تدربت بها الحياكات البصرية في الرسم والتصوير على حيازة جزء من ملكات التعبير إزاء حاكمية اللغة لأن الكلمة في النهاية لاترينا الأشياء والأحاسيس بل تترجمها ....لذلك هي كيان رمزي ولا تمتلك الخصائص الدلالية لسلطة اللون والخط , لأن ليس ثمة مقابل لغوي لإحساس ملون . لكن ثمة كلمة تتصدر لذة اللغة , تقف حاجزا بيننا وبين صورنا وهي الفن . وإن كان من تاريخ ما لحضور لحظة الفن , فلأنها تسجل الزمن الآني . ما يعني أن الخطاب البصري للتشكيل هو جزء من هذه المكاشفة الأثيرية , إلا أن هذا الخطاب إن لم يكن مباشرا مع الأخر المتابع , فهو باطل لأن تشييد المشهد يستلزم أن يكون هذا الآخر متزامن معه . ولأن الأمر كذلك بقيت النخب المشرقية المتابعة تدعي سلوكا اغترابيا عن اكتشافات الحداثة - فنون التجاوز بمعنى ما- ربما لأن الشرق يقول بثقافة المشافهة التي تعّمد الذائقة بالارتياب والتوجس وتمنحها فرصة التشكل لحظة أن ينتهي الخطاب البصري للعمل الفني , نوع من المجازفة غير المكلفة التي شأنها أن تنتج بالضرورة توصيفين:الرؤية وهي حد التجاوز في اللوحة , والمعرفة المتراجعة وهي ذائقة الأخر, الطرف المعنوي المفترض في العمل الفني . لنتخيل من زاوية ما في التصورات , في خط التجاوز لفنون الحداثة البصرية التي تفكك وحدة الفنون التقليدية الموروثة , والتي لا تزال سيدة الساحة الفنية في المدينة وبين معظم مثقفيها . لنتخيل محترف أنفجر عدد فنانيه بزمن قياسي إلى المئات من التشكيليين السوريين .بفعل السلوك الأكاديمي الغير ممنهج . محترف يعاني اليوم - حسب تعبير أحد أمثلته المعرفية القوية وهو أسعد عرابي - من محنة مزدوجة ترتبط بآلية تفريخ الفنانين" كنظام كمي في الأكاديمية وسواها " والية تسويقه,من خلال سيطرة أذواق أصحاب الصالات وهو لذلك يقع بين نارين : النمطية الاجترارية التي تقلد أساليب المعلمين الأوائل - كما تطلب الأذواق المخملية - والمحابه المؤسساتية التي تساوي بين المحترف والهاوي ناهيك عن تهجين أساليب بعض الفنانين المغتربين الذين يصدرون سياحات أعينهم واختلاساتهم إلى الداخل ثم يتحولون بقدرة قادر إلى نماذج ثقافية تتعالى على رموز المحترف, لتحل نموذجها الحداثي المنسق تحت دعوى الشمولية والعولمة والخروج من قدر التخلف بأي ثمن,حتى أصبحت دعوى الحداثة ذريعة من اجل إحصاء أية ذاكرة ترتبط بالامتياز الحضاري الثقافي " غاليري أتاسي , المكان المثير للجدل في أوساط الثقافة البصرية الدمشقية , لناحية السلوك المركز الذي يتبناه الغاليري في تهيئة النخب للتوازي مع أحدث تجارب المعاصرة في الفن وتبنيه لرزمة من النشاطات التي تنزوي تحت مفهوم المشاريع الثقافية المكلفة التي تتراجع عنها مؤسسات وهيئات كبيرة , مثل هذة المشاريع أحدث تباينات وفروقات إلى حد بين المتتبعين لتدخلات الغاليري في الحياة الثقافية السورية , بمعنى تأسيسه لنوع من الشهادات البصرية الأحترافية التي حركت المياه الراكدة في هذه المشهد . أجند ة بدأت مع استضافة فاتح المدرس وأدونيس في بيان ثقافي مشترك مع نهاية عقد التسعينيات وتوالت مع إطلالة توثيقية للمحترف التشكيلي السوري في كتاب أثار ثائرة الكثيرين , واستضافة مشروعين بحثيين مهمين لأحمد معلا " تحية إلى سعد الله ونوس و ميرو بثلاثة أبعاد " واستعادة الكثير من العلامات الرمزية الفارقة في التشكيل السوري من منفاها الاختياري وبميزانيات ضخمة أمثال – مروان قصاب باشي ويوسف عبدلكي وعمر حمدي وغيرهم – وقائمة تكاد لا تنتهي من البرامج المشتركة مع الهيئات الثقافية العربية والأجنبية التي منحت النخب المتابعة في دمشق أمتيازات بصرية مكثفة , ليس أقلها حضورأعمال أصلية لبيكاسو وميرو ودالي وغويا , واستحضار عدد كبير من التجارب التشكيلية العربية لعادل السيوي وجبر علوان ورافع الناصري وآخرين .كذلك بالامكان القول أن الغاليري شكل نافذة حية على نعمة الحداثة في المحترف السوري في معظم عروضه . في أمثلة هذا التوجه كان فاتح المدرس , إلياس زيات,أسعد عرابي,نزار صابور, إدوار شهدا , علي مقوص , سعد يكن , إحسان عنتابي , باسم دحدوح,نذير إسماعيل, مصطفى علي وآخرين.فضلا عن أختيارت ذكية وماهرة من التجارب التشكيلية الشابة . خلف هذا المشهد من الرؤية الشمولية يتحرك مزاج محير- حسب تعبير نُخب دمشق - ومنتج لاستهدافات ثقافية ثابتة , للسيدة منى الاتاسي مديرة الغاليري ,الذي تأسس مع بداية التسعينيات و تصدر بسلوكه خط الإحداثيات البصري في مدينة تنشط لدخول الألف الثالثة برائحة إبداعية مختلفة وثابتة في آن . تقول السيدة منى الأتاسي في معرض تشريحها للإشارات السابقة وشرط الحداثة في سلوك الغاليري الذي يعمل في وسط ثقافي لا تجانبه شروط العافية ,عطفا على أجندة طويلة من المعوقات في مناخ يتعمد تحييد الثقافة من شروطه الحضارية , قديمها وحديثها . تقول : أنظر يبدو وكأن الأمر جزء من حالة انهيار عامة , وحالة مشرقية مقدرة إلى حد , حتى وإن كانت العناوين عريضة وتجهد لأن تكون منتجة لأثارها, إلا أن هذه الخطوط تخفي وراءها الكثير من الرتابة . فيما يتعلق بالغاليري الذي استقر برؤيته أواسط عقد التسعينيات,حاول الاقتراب من رسائل المعاصرة التشكيلية , تحديدا في المشهد التشكيلي السوري , الوعاء الذي تستهدفه ثقافة الغاليري بالدرجة الأولى ويسعى إلى تقديمه بصوره الحقيقية وليس الأدعائية , وتحت هذا المفهوم الأخير كما تعلم هناك الكثير من الأسماء التي تسوق ذاتها كرموز في هذا المشهد , دون أن يرف لها جفن , والحالة الثقافية بحسب هذا التوصيف وأمثلته في زوايا أخرى , هي حالة منقوصة وتفتقد للانسجام منذ الخمسينات وحتى اليوم . في حقيقة الأمر لايمكن القول بوجود محترف سوري بسمات وملامح واضحة ولا حتى فن سوري صرف , هناك عدد مهم من التجارب البحثية الإبداعية الفردية , وهي ذات وزن حتى في المحافل العالمية . والبيانا ت الثقافية التشكيلية الحقيقية بدأت مع تأسيس أكاديمية الفن في ساحة التحرير وفق رؤى مختلفة للمحدثين أمثال فاتح المدرس ومحمود حماد ولؤي كيالي وإلياس زيات ونذير نبعة ومع تشكل جماعة العشرة فيما بعد . بعد ذلك وبفعل تراجع منهجيات البحث قي كلية الفنون الجميلة أصبح المنافيست الثقافي البصري يصدر من مرسم فاتح المدرس إلى حد . ثم كانت هناك مبادرة توثيقية من الغاليري.الكتاب الذي شكل في حقيقية الأمر إطلالة بانو رامية على الفن السوري و تجهد لأن تكون شاملة , ومثله مثل الكثير من الكتب التوثيقية سجلت عليه ملاحضات وأثار جدلا غير مبرر في كثيرمن جوانبه ويتم التحضير الآن لجزء ثاني منه . الأمر الذي يخفى على الكثيرين هو أن الكتاب حاز جهدا مضنيا امتد لسنوات بفضل جهود لجنة متخصصة من أهم التشكيلين السوريين وبتمويل أساسي من الغاليري كذلك أصدر الغاليري كتابا مهما عن تجربة فاتح المدرس , والعديد من الكتب الموازية لغالبية المعارض الذي استضافها .
- قلت للسيد ة منى الاتاسي : استطاع الغاليري استعادة مروان قصاب باشي في تضاهرة ضخمة في دمشق بعد غياب , أيضا حرص الغاليري على استضافة أعمال يوسف عبدلكي في الفترة الذي كان فيها مبعد سياسي وبشكل دوري إلى أن انتهى الأمر مؤخرا إلى عودة يوسف في تظاهرة ضخمة أيضا في خان اسعد باشا . عرضين بميزانية كبيرة وافتتاح حاز طابعا سياسيا إلى حد , لناحية يوسف عبدلكي .
-- الفنانين كما تعلم هما من رموز المشهد التشكيلي السوري . مروان من الأسماء العالمية الآن وتجربة لها تأصيلها في ذاكرة المكان الأول وحضور في الوسط التشكيلي الأوربي , ومن حق دمشق أن تكون على موعد معه , مع العلم أن الأمر كان صعبا وما كان ليتم لولا تبنيه بمنحة من الاتحاد الأوربي , كذلك الأمر بالنسبة ليوسف مع خلاف الطابع السياسي الذي ذكرته , ربما لأن مواكبة الحضور ليوسف أفسحت المجال لتسلل تصورات وأحاسيس من هذا النوع , لكن الأمر لم يكن كذلك ,المعرض كان امتيازا بصريا كبيرا للعام 2005 وهو إضافة لمعرض مروان من أهم النشاطات التي تبناها الغاليري . - يروج أن مزاجية الغاليري تسببت في حرف اثنتين من التجارب البحثية التشكيلية المهمة عن التواصل مع برامج عروضه , أحمد معلا الذي عرض له الغاليري " تحية إلى سعد ونوس " ونزار صابور في الأبواب والمقرنصات المشرقية وبحثه التجريدي حياة في الرماد . مالذي حدث بعد ذلك , أحمد معلا عرض ميرو بثلاثة أبعاد في الثقافي الفرنسي , ودليل المواطنة بالتعاون مع إحسان عباس في معهد غوتيه وصالة بلاد الشام في حلب ونزار صابور عرض بحثه على عنترة وعبلة في خان اسعد باشا بالتعاون مع أتيلييه لم تعرف له نشاطات بعد هذا العرض . -- بصرف النظر عما يروج . علاقة الغاليري ممتازة مع الجميع وأقصد التجارب الحقيقية وعرض " دليل المواطنة " الذي نفذه أحمد معلا بالتعاون مع إحسان عباس يبدو أن له شكل وظروف معينة , وتم بالتعاون مع بعثة المفوضية الأوربية ومؤسسة فريدريش ناومان ومعهد غوتيه ومن الطبيعي أن يعرض في غوتيه , العلاقة مع أحمد ممتازة . نزار أيضا مصور كبير ومن التجارب البحثية المهمة وسبق للغاليري أن تعاون معه في أكثر من عرض , لكن في تجربته الأخيرة هو من أختار التعاون مع غاليري آخر . ما أريد قوله , ليس للغاليري مزاج قسري في عروضه وهو كما ذكرت أنفا يتبنى مشروع ثقافي بالدرجة الأولى ويتمنى نوع من العلاقة الدائمة والتقليدية مع الأسماء التي ساهم في إطلاق أبحاثها , دون التشتت في أماكن مختلفة , وهذا سلوك غير صحي . - استطاع الغاليري إحضار أعمال أصلية لبيكاسو وميرو ودالي وغويا وآخرين من التشكيلين الأوربيين المهمين , استضاف الغاليري أيضا جبر علوان ورافع الناصري . هل هناك ارتباط مع مؤسسات ثقافية خارجية لها طابع دولي " فورد فونديشن " مثلا . كيف يتم تنظيم مثل هذه العروض التي تحتاج في الغالب إلى تأمينات مالية ضخمة . -- بالفعل , لكن في البداية لا يوجد ارتباط بمعنى الارتباط , هناك تعاون مع هيئات ثقافية لها علاقة مع ثقافة وتاريخ المنطقة كمعهد العالم العربي والمراكز الثقافية الأجنبية في دمشق , أما فورد فونديشن فلا يوجد علاقة معها , وأعمال بيكاسو وميرو ودالي وغويا حضرت بتعاون مع المركز الثقافي الأسباني في دمشق الذي تكفل بموضوع التأمينات , الأمر بمجمله يقع ضمن مفهوم التفاعل للوصول إلى صيغ بصرية منتجة لأثر ثقافي , وذائقة عالية , أيضا الغاليري يحرص على تعريف الآخرين بالمحتوى الإبداعي للتشكيل السوري , كان هناك عرض مميز للفن السوري في الاونيسكو في بيروت ضمن عرض شامل تحت عنوان " محترفات عربية "ومشاركة كبيرة للغاليري في المعرض التكريمي لفاتح المدرس في معهد العالم العربي , أيضا كان هناك مشروع لمعرض ضخم للتشكيل السوري في مجلس الشيوخ الفرنسي وتم إنفاق ما يقارب 15000 يورو , لكن المشروع توقف بعد تأزم العلاقات مع فرنسا . كذلك كان من المفروض أن ينظم الغاليري معرضا سوريا في معهد العالم العربي في باريس , لكن تدخلا من الدكتور إلياس نجمة السفير السوري في باريس يومها منع ذلك وتم إحالة تنظيم المعرض لوزارة الثقافة السورية .
الزائر لغاليري أتاسي يدرك أن ثمة رائحة لأعمال تؤشر في مسيرة اللون السوري , ثمة كلمات كثيرة لفاتح المدرس وإلياس الزيات ونذير نبعة وجنون صاخب لحرفية أحمد معلا , أيضا ثمة علامات فاصلة تشد الثقافة السورية بشيء من التوازن , وتغني عما هو مضاف ويحيد عن
التأصيل , ومع الدخول إلى العمق يداهمك أثاث بسيط وعملان لمحمود حماد وآخر للؤي كيالي ,وعلى الطاولة أجندة طويلة من المشاريع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي