الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللوحة

وجدان عبدالعزيز

2007 / 4 / 14
الادب والفن


خطوط مستقيمة .. متوازية .. متعامدة .. متقاطعة تشكّل ضلالاً من الزرقة المتقرحة على كفّيه .. ذلك الجسد المسجّى المرتكز على سكون بانشداه الضجيج المرتقب قد يخلق في داخله قلقاً يتزايد من تراكم المتناقضات التي هزّت واضطربت المسافة التي تربط بندول الحركة المتصاعدة إلى أفق الخطوط المستقيمة لتتوازن مع خطوط وهمية طليقة ، قد تقف عند حدود لم تلمس بعد سطوحاً ، وهي متحركة باتّجاه الأطراف الأخرى خلقت هي الأخرى الصراع الأزلي ما بين حدود نهاية الخط وبدايته وحرّكتْ في كيانه دفق الألوان ، وهناك في الليل يتحرّى فراشه بأنامل مرتجفة وحلكة الظلام في غرفته العلوية واختلاج أفكاره حينما تتلاطم والساعات الأخيرة من الليل وقبل ذلك .. في السوق المزدحم من قلب المدينة , يبحث الوجوه الغريبة ذوات السّحنة السمراء وخطوط غير بائنة من التعب تميل نحو ألوان البرونز والرصاصي .. ثمّة أثواب رثّة وأرجل شبه حفاة ، تبتلع هذه الأشكال ذهنيّته ليكون الجوع شهيّة لعينة تحترق في مسافاتها رغبات عديدة تتقاطع في كثير منها مع خطوط الرحمة والحب ، لم تظهر صورة الجسد المسجّى بانشداه الضجيج الذي له نقطة انطلاق والقلوب المرتجفة في لجة خطوط الظلمة وزوايا الازدحام المرّ وحتماً ستكون الأحلام سارية الوجود حينما تختلج القلوب في أعالي الهمّة للوصول .. ولا ترسي تلك السفينة أمام الشاطئ مادامت الهمم تتصاعد في شقّ جدار ذلك السكون المرتقب .. في خضمّ هذا وخارج تلك المساحة كان قوله يدور بأسف شديد ابنتي تتلوّى من ألم حاد، وراحة البال جمال يطرّز أياماً خلت ذات سماء زرقاء .. كل هذه الأشياء قد تخلق حالات إضافية عن روحه المعلّقة بين متاهات الظنون وبحر المسافات التي لا تشكّلها أي أنواع من الخطوط المتوازية أو المتعامدة ، لكنّها تتعفّر بألوان الفضّي المزرقّ المعلّق بين خطوط الأرض وخطوط السماء على سلّم متدحرج هو الآخر ، وقد تصاب بالانشداه حينما صعدت ثم ما نزلت فظلّ ينقّب عنها في السماء بعيون كرهت قدرتها على البصر ، ثم أن القلق المتزايد من صعودها والجسد معاً، خلقت هُوّةً سحيقة في علياء فردوسه المنتظر وألهمته عافية الطريق السالك نحو أعالي الوجود المنغّم على عزف ارتجاف القلوب المستمر ... لكنّه ضمن تكويرة الأشياء هذه قد يرتّل : أيها الربّ خذ بيدي ويا يسوع المسيح خذ بيدي نحو الخطوط المستقيمة تلك التي توصلني إلى خدود ألوان الطيف الشمسي لأجعل من الأبيض لباسي المحبب ، وأقبر الظنون السوداء التي تراود الأخر منّي ، بيد أن الخطوط تتوازى وتتعامد وتتقاطع وحينما تكون هكذا تبدأ حدود الرؤيا تضيع منه .. يصرخ .. يصيح ، لكن بصوت محبوس ، اللّعنة على كل ظلامات الأرض ... ينتبه ، يعود أدراجه من مقبرة موحشة يختلج فيها صفير الريح مع أنفاسه المتصاعدة أبداً .. ولا تساوره الشكوك في الوصول إلى حدود نهاية اللوحة ، حتى أن ارتجاف الفرشاة بين أنامله لدليل لا يقبل غير ما شدّ العزم عليه .. من خطّ الشروع الأول إلى نهاية المطاف ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة


.. نجل الفنان الراحل عزت العلايلى يتعرض لوعكة صحية.. وهذا آخر م




.. فيلم تسجيلي عن نجاحات النسخة الأولى من مهرجان العلمين الجديد