الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرهان الأخير

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2007 / 4 / 12
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


ونحن على عتبة السنة الخامسة للاحتلال والتغيير وبعد أن فقدنا الأمل والرجاء والثقة في السياسيين أن يعيدوا بناء الوطن على أسس الديموقراطية الحقة كما ادعوا أو وعدوا قبل الاحتلال وتغيير النظام، ليس لنا إلا أنْ نتشبث بدور الاسرة والمدرسة مراهنين على الوطنيته العراقية التي يحاول الساسة طمسها لصالح الطوائفية عرقية كانت أو مذهبية كونها تصب في جدول مصالحهم الآسن، وعلى الرغبة لدى الفرد العراقي في التغيير تطلعا إلى بناء دولة القانون والانعتاق من قيم العشيرة وإرساء أسس مستقبل الأجيال القادمة، وعلى توق المثقف الدائم للنعبير ولفضاء الحرية الذي يتسع لكلماته وافكاره ولخيالاته الخلاقة.
الرهان اذن يجب ان يكون على المجتمع بكافة لبناته وبجميع ألوانه وأطيافه والتي تمنحه شكله النهائي إن كان متحضرا أو متخلفا، عدا الساسة الذين فشلوا في كل ذلك منذ أربع سنوات،فلن نراهن عليهم بعد الحال التي أوصلوا البلاد إليها فهم الفرس الخاسرة .
فبإمكان الأسرة ان تربي أبناءها على أن الأديان ماهي إلا اعتقادات فردية وان المذاهب فيها هي قراءات لتلك العقائد وان الفرد حر فيما يختار من دين أو مذهب وان يقبل من الآخر اختياره فيما اعتقد كما اختار هو ما يعتقد أو نشأ كلاهما على هذا الدين أو ذاك المذهب وان ما يجمعهما هو الانتماء إلى الوطن .
وبإمكان المدرسة أن يكون دورها مكملا لدور الأسرة في تعميق هذه النشأة وهذه الروح لدى الطلبة ولدى التلاميذ، وأن تكون النموذج المصغر للوطن، والهيئة التدريسية فيها هي الحكومة التي تخدم الجميع دون النظر إليهم من زاوية ما يعتقد وزراءها ومسؤولوها، بل على ما هو موضوع من قوانين تسري على الجميع، أن كان هذا فيما عليهم أن يؤدوه من واجبات تجاه وطنهم أو فيما لهم عليه من حقوق.
فان نتائج ما يشهده الوضع السياسي والأمني غير المستقر قد ألقى بظلاله القاتمة لتمتد إلى الأسرة والمدرسة، وان ما نشهده هذه الأيام من توتر وصراع مذهبيين ما هو إلا نتيجة لامتداد تلك الظلال إلى داخل البيت العراقي والى داخل الفصل المدرسي، فتكونت في المناطق تشكيلات من الفتيان أخذت على عاتقها مهمة الثأر والانتقام من الآخر فتشكلت لهذا الغرض محاكم محلية تصدر أحكامها بدون تحقيق ولا تحكم إلا بالموت وفصائل تنفذ تلك الأحكام بسرعة تختزل الزمن ولا تترك فرصة لاستئناف أو تمييز.
فعلى منظمات المجتمع المدني أن تعمل بجد وباخلاص على إعادة الثقة للأسرة العراقية فتمارس دورها في بناء شخصية الفرد العراقي على أساس الانتماء للوطن وليس على أساس الانتماء إلى المذهب. وان تدعم كذلك المدرسة لتكمل دور الأسرة في إرساء أسس المواطنة لدى الطلبة والتلاميذ وبعث الروح الوطنية فيهم بعد أن أماتتها جهالات الجاهلين.
الأمل يحدونا أن يضل المواطن العراقي على مسافة تكفي لأن يكون بعيدا عن صراعات السياسيين كي لا يقع في أحابيلهم فيصبح ضحيتها الرخيصة إلى أمد ابعد مما هو عليه اليوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه