الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراق ما بعد سقوط الطغاة

طارق الحارس

2007 / 4 / 14
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


بعد مرور أربعة أعوام على سقوط الطغاة والجبابرة والدكتاتورية بالعراق يقف أمامنا هذا السؤال :
هل هذا هو العراق الذي كنا نحلم به ؟
من المؤكد أن العراقيين كانوا يحلمون بعراق آخر فبعد ظلم واضطهاد وجوع عانوه لسنوات طويلة ، وبعد موت ، وحروب ، ودمار لم يمر على غيرهم من شعوب الأرض كانوا يحلمون بعراق آمن ، مستقر تنزع فيه الأمهات الثياب السود التي لصقت على أجسادهن سنوات طويلة .
من المؤكد أن العراق شهد العديد من المتغيرات بعد التاسع من نيسان من العام 2003 يقف في مقدمتها سقوط صنم صدام في ساحة الفردوس ، ذلك السقوط الذي كان خارج أحلام العراقيين ، وأعقبه القاء القبض على العصابة ، المجرمة التي كانت تحكم العراق الواحد تلو الآخر ، وبعدها القاء القبض على المجرم صدام ومن ثم محاكمتهم لينالوا الجزاء العادل الذي كان الشعب العراقي ينتظره بفارغ الصبر .
شهد العراق الجديد تحولا سياسيا كبيرا ، إذ لم يعد هناك الحزب الأوحد الذي يدير الحياة على مزاج صاحبه وعائلته وأزلامه فقد تأسست أحزاب عديدة ، فضلا عن عودة أحزاب المعارضة التي ناضلت طويلا ضد النظام الصدامي المقبور .
في العراق الجديد تمكنت هذه الأحزاب من التنافس مع بعضها ، في ظل الديمقراطية التي شهدتها الساحة السياسية ، للحصول على مقاعد في البرلمان العراقي الجديد من خلال انتخابات حرة لم يشهد العراق مثيلا لها خلال مدة حكم النظام السابق . انبثق من هذا البرلمان تشكيل حكومة وحدة وطنية تألفت من جميع طوائف الشعب العراقي .
لابد من الوقوف طويلا على المنجز الكبير الذي شهده عراق ما بعد سقوط الطاغية والمتمثل بكتابة دستور دائم للعراق بعدما كان العراق يعيش في ظل دستور مؤقت يلغي حاكم بغداد السابق أية فقرة منه ، أو يضيف عليه حسب أهوائه ورغباته الشخصية . لم يكن سهلا كتابة مثل هذا الدستور فلقد أخذ وقتا طويلا من المناقشات ، والاختلافات ، والاتفاقات ، ولم ير النور بسهولة أيضا فقد تمت الموافقة عليه بعد استفتاء شعبي شمل جميع مدن العراق .
تعد حرية التعبير من خلال الصحف العديدة التي تأسست بعد سقوط النقاط الصدامي ، فضلا عن القنوات الفضائية من أهم القضايا التي شهدها العراق الجديد ، إذ جميعنا يتذكر أن الاعلام العراقي في العهد السابق كان مقتصرا على اعلام السلطة ( وزارة الثقافة والاعلام ) التي كان عملها يقتصر على تمجيد " القائد الضرورة " .
لم تقتصر قضية حرية التعبير عن الرأي على الصحف والفضائيات ، بل أصبح من حق المواطن التظاهر ضد الحكومة ، بل وحتى شتمها بعد أن كان هذا المواطن لا يجرأ على انتقاد مدير عام في وزارة من وزارات النظام السابق .
من المؤكد أن العراق الجديد قد ساهم في رفع المستوى المعيشي للفرد العراقي ، إذ أصبح بامكان العامل أو الموظف بدوائر الدولة أن يشتري ما يحتاجه من متطلبات الحياة الضرورية من راتبه الشهري بعد أن عانى طويلا في ظل النظام السابق ، إذ كان يتقاضى راتبا شهريا لا يتجاوز الثلاثة دولارات .
أيضا لابد لنا من أن نشير الى أن العهد الجديد قد شهد دخول التكنلوجيا الى العراق مثل الانترنت والموبايل والستلايت بعد أن كان النظام السابق قد حرمه من هذه التكنلوجيا المهمة التي وصلت الى أفقر بلدان العالم منذ سنوات عديدة ، لكنها لم تصل الى بلد النفط في ظل حكومة الطغاة .
ربما أن العراقي كان بحاجة ماسة الى هذه التغييرات ، أو الأصح أنه جنى ثمار نضاله الطويل ، لكنه ظل بحاجة ماسة الى قضية تعد أهم من كل التغييرات التي حصلت خلال الأعوام الأربعة الماضية ألا وهي قضية الأمن والأمان .
من المؤكد أن العراقيين كانوا ينتظرون تغييرات أخرى تلامس حياتهم مثل اعادة التيار الكهرباء الذي انقطع عنهم سنوات طويلة ، وأيضا معالجة قضية البطالة ، والقضاء على الرشوة التي تفشت في دوائر الدولة والاختلاسات ، والتوزيع العادل لثروات البلد ، وبناء مشاريع جديدة وغيرها من القضايا المهمة والجوهرية في حياتهم ، لكن العيش بأمان كان من أوليات تطلعات هذا الشعب ، إذ أن قطرة دم واحدة تعد أكثر قيمة من مشروع اعادة التيار الكهربائي ، أوالقضاء على البطالة ، أو حتى كتابة الدستور الدائم فكيف والأمر قد وصل الى أن جثامين الأبرياء تملأ الشوارع والأسواق والجامعات كل يوم .
ربما أن العراقي كان بحاجة ماسة الى هذه التغييرات ، أو الأصح أنه جنى ثمار نضاله الطويل ، لكنه ظل بحاجة ماسة الى قضية الأمن والأمان التي تعد أهم من كل التغييرات التي حصلت خلال الأعوام الأربعة الماضية .
لقد مرت أربعة أعوام لم يتحقق خلالها حلمنا الكبير . ربما كانت مدة طويلة ، لكننا ما زلنا نمتلك الأمل . الأمل في أن يأتي اليوم الذي نعيش بعراقنا الآمن ، المستقر ، عراقنا الذي حلمنا به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من