الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقر الأمم هذه المرة!

نوري المرادي

2003 / 8 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


(( هذا هو العراق الذي تريدون يا عملاء أمريكا! دماء وموت وخراب ودمار!!))

 

تناقلت الأنباء تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد مخلفا عشرات القتلى والجرحى.

فمن الفاعل؟!

وقبل أيام تم تفجير السفارة الأردنية الذي كتب عنه الزميل علاء اللامي، فلم أوافقه رأيه، وإفترضت أن العمل من تدبير المقاومة. لكن الأحداث حملت ما ترجح رأي الأستاذ علاء، من أن تفجير السفارة الأردنية هو تصفية حسابات، خوف المحاكمة القادمة التي ستلقي حتما بظلالها على رئيس الشهر القادم من رؤساء أبجدية عراق الماكدونالد.

واليوم يأتي حادث مقر الأمم المتحدة المروع، وهو يحمل البصمات ذاتها التي حملها حادث السفارة الأردنية. ويأتي متزامنا مع مع تفجير قصر شقيق كرزاي وتعرض مركز شرطة كرزاي لهجوم كبير نتجت عنه خسائر فادحة كما تعرضت قاعدة أمريكية جنوب أفغانستان لهجمات صاروخية، وكلها كما يدعي الناطق الأمريكي من تنفيذ طالبان والقاعدة.

ومعلوم أن إثنين من معارضة أمريكا ومجلس الإمعات وألسنتهم، لن يختلفا في إنساب العملية لفلول النظام. وفلول النظام عندهم هي المقاومة الوطنية بشتى مساربها، والسياسيون الذين يعادون الوجود الأمريكي بالقول الصريح أو الإيماء.

كما سارعت المقاومة الوطنية بشجب الحادث والبراءة منه، بإعتباره إرهابا غير مبرر.

وحقيقة، نحن في غنى عن سماع ما قاله مجلس الإمعات وكل الجانب الأمريكي من القضية، وأيضا في غنى عن سماع ما قالته المقاومة الوطنية.

في غنى، على اعتبار إن للشارع السياسي العراقي القدرة الكافية على التحليل واستخلاص العبر. وهذا الشارع لا ولن ينتظر من الجانب الأمريكي بإمعاته وقادته، غير الذي قال، من إسطوانة مملة يكررها مع كل ضربة.

وهذا الشارع، لا ولن يتهم المقاومة الوطنية التي تجل يدها وتسمو عن أن تمس غير مصالح الإحتلال وجنوده. وهي بديهة قالها المقاومون في كل أنحاء العالم وفي كل فترات التاريخ ولا من مبرر ليستثني المقاومون العراقيون أنفسهم عن نبل وكرامة المحاربين الشجعان الذين لا يستهدفون غير عدوهم المباشر – جنوده ومصالحه.

ومقاومون عفاريت لهم هذه القدرة على المناورة والتنوع في الأسلوب القتالي، ولهم هذه الكفاءة الميدانية العالية والزخم العظيم كمقاومي العراق، هؤلاء المقاومون لا ولن يحتاجوا لعملية قذرة النتائج، كأن يضربوا أنبوب ماء أو يفجروا سجنا يعلمون علم اليقين أن من فيه من المعتقلين هم أما رفاق سلاح لهم أو إخوة رأي بحكم أن هذا السجن يديره المحتلون وحدهم. أو كما حدث اليوم أن يضربوا مقرا أمميا، ليس له من الحل والربط شيء.

نعم!

للأمم المتحدة، بشخص إدارتها، دور سلبي في الحرب والحصار. ولو وقف سكرتيرها ضد القرار الأمريكي منذ البدء لما تجرأت أمريكا وإنغمست في مشروعها المقيت ذاك. بل على العكس كان هو عينه أكثر من مهد للحرب الأخيرة حين سحب ممثليه وسكت على تصرف آل الصباح العدواني حين سحبوا المراقبين الدوليين من الحدود العراقية الكويتية، وكوفي عنان، بهذه التصرفات أعطى إشارة البدء بالغزو. وحاليا فالأمم المتحدة ليست غير تابع للمحتل، أغلب دورها تنفيذ ما يريده أو تشريعه أو إنقاذ ماء وجهه وتحمل الخطأ عنه.

لكن هذه التصرفات العدائية من الأمم المتحدة وسكرتيرها، لن تدفع لعملية من القبيل الذي حدث لممثليتها في بغداد اليوم. بدليل أن مقرات الأمم المتحدة ولجان التفتيش التي تسبب بحصار 13 عاما راح ضحيته ما لا يقل عن مليون طفل عراقي وتدمرت البنية التحتية كليا، وخسر الشعب العراقي ما قيمته 400 مليارد دولار، ومع ذلك لم يضرب أحد هذه المقرات ولم يعتد على موظفي التفتيش أو موظفي الأمم المتحدة عموما، سوى حادث عابر لمواطن ناقم، إعتقلته سلطات النظام السابق وحاكمته.

الملفت أن موقع مقر بعثة الأمم هذا محاط بأربع خطوط حراسة، وحتى المبنى ذاته محاط بحراسة مشددة تأفف منها حتى موظفوه. والحراس أمريكيون مدججون بما لذ وطاب من الأسلحة، ومع ذلك تخطت السيارة المفخخة كل الحواجز ودخلت المبني وتوقفت تحت شباك غرفة المسؤول الأممي ذاته. الأمر الذي لا يتم إلا عبر إحتمالين:

-         أن السيارة لبست طاقية إخفاء فلم يرها أحد

-         أن الحراسة سمحت لها بالدخول والتحرك لتقف حيث وقفت

والحر تكفيه الإشارة!

والإشارة أن دم العراقيين وموظفي العالم صار مادة يستخدمها المحتلون بفذلكات ولعب قذرة عسى ولعل زمن رحيلهم سيتأخر.

أما دعوة الأمريكيين ومن معهم بأن القاعدة هي التي ضربت اليوم، فهي دعاية تنقلب على قائلها. فإذا كانت للقاعدة بعد كل هذه الحروب التي شنتها أمريكا والعالم كله ضدها، إمكانية لعملية من هذا النوع، فمن الذي انتصر يا ترى؟ أمريكا بحربها على القاعدة أم القاعدة بحربها على أمريكا؟ وهل يعتقد العملاء بعد اليوم أن أمريكا قادرة حقا على حمايتهم؟!

مختصرا أن هذه العملية وعملية أنبوب الماء وسجن أبوغريب، هذه عمليات قام بها المحتلون، أملا بأن تشوه صورة المقاومة الوطنية.

وهيهات!

فلا الشارع العراقي قليل فطنة لتعبر عليه هكذا خدع، ولا المقاومون الأبطال سيكفون أيديهم عن الغزاة خوف القيل والقال! والشاعر يقول:

إذا إعتاد الفتى خوض المنايا          فأهون ما يمر به الوحول

أما إذا كان من عبرة تستخلص من عملية اليوم، فحري بالأمركيان قبل غيرهم أن يدركوها وهي: (( إرحلوا عن العراق! لن تنقذ جلودكم الفذلكات! ))

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو