الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران وسياسة حافة الهاوية

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


يرى بعض المحللين أن إيران استطاعت تحقيق كل أهدافها خلال أزمة البحارة البريطانيين الذين احتجزتهم البحرية الإيرانية لمدة أسبوعين بدعوى انتهاك المياه الإقليمية لإيران وأشاد بعض الكتاب بالدبلوماسية الإيرانية التى أدارت الأزمة الأخيرة بكفاءة بالغة بعد أن احتفظت بخيوط اللعبة فى يدها ولم تقدم الفرصة لأعدائها لاستثمار الموقف. فبالرغم من أن إيران دفعت دفة الأمور لحافة الهاوية عندما أعلنت أن البحارة البريطانيين سيقدمون لمحاكمة عاجلة وهى ذات السياسة التى ابتدعها وانتهجها جون فوستر دالاس وزير خارجية حكومة ايزانهاور فى الخمسينيات خلال الحرب الباردة بين القوتين العظمتين إلا أنها تراجعت فى الوقت المناسب وقررت إطلاق سراح الجنود المحتجزين وبذلك استطاعت أن تتجنب الدخول فى نفق مظلم وصراع لا نحمد عقباه، صراع قد يعرض المنطقة بأثرها لخطر محقق. ومن الملاحظ أن أمريكا أطلقت على الجنود البريطانيين لفظة "رهائن" وأخذت تلقى المزيد من الوقود بغية إشعال فتيل الحرب بيد أن السياسة البريطانية التى تتمتع بسعة الأفق والخبرة والمعرفة الجيدة ببواطن الأمور فى المنطقة استطاعت أن تصل بالأزمة إلى بر الأمان من خلال اتباع سياسة ضبط النفس.

لا ننكر أن إيران هى التى افتعلت الأزمة وهى التى سارعت بتقديم الحلول. وقد نشيد بتصرف إيران ومبادرتها التى أدت إلى إطلاق سراح البحارة دون شروط. وفى رأى فإن الإيرانيين يتمتعون بذاكرة قوية ولا ينسون الأحداث التاريخية التى قد تتكرر فى صور وأشكال مختلفة. ففى ذهنهم الأزمة التى حدثت فى جزر فوكلاند التى تعرضت لهجوم أرجنتينى مباغت فى 19 مارس 1982 حيث قامت بعض القوات الأرجنتينية باحتلال هذه الجزر وأسر الحامية البريطانية التى تتولى شئونها وعندئذ أصدرت الحكومة البريطانية برئاسة المرأة الفولاذية مارجريت تاتشر إنذارا بضرورة إخلاء الجزر وانسحاب القوات الغازية وإلا سوف ينتهى الأمر بالتصعيد العسكرى وربما اعتقد الأرجنتينيون ورئيس حكومتهم الدكتاتور الجنرال ليوبولدو جالتيرى أن هذه المرأة لا تعنى ما تقول وفور انتهاء المهلة المقررة أرسلت بريطانيا أساطيلها وبوارجها التى هزمت الجيش الأرجنتينى واستعادت الجزر فى 14 يونيو أى بعد قرابة ثلاثة شهور من الأزمة. ويتذكر الإيرانيون أيضا أن صدام الذى احتل الكويت فى الثانى من أغسطس 1990م أبى إن يستمع لأصوات العقل ومبادرات حل الأزمة التى وصلت إلى ستة قرارات من الأمم المتحدة ولم تنتهى هذه الأزمة إلا بعد التدخل العسكرى الذى استغرق 42 يوما لإخراج العراقيين من الكويت فى 26 فبراير 1991م.

ونستخلص مما سبق أن سياسة حافة الهاوية التى لا تلجأ إليها سوى الدول التى تتمتع بالقوة النووية الهائلة تعنى دفع المواقف إلى حافة الحرب والتهديد باللجوء إلى البديل العسكرى بغية تحقيق مكاسب سياسية وهذه السياسة قد لا تؤتى أكلها ولا تعتبر مجدية إذا كان الطرف الذى يلجأ إليها لا يملك القوة التى فى حوزة الطرف الآخر. ومن ثم لا بد أن يسارع الطرف الضعيف بالتراجع فى أسرع وقت ممكن وإلا حلت الكوارث بأمنها وشعبها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه