الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية الحيوانات في بلد العشوائيات

نبيل محمود والى

2007 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مثلث متساوي الأضلاع نشبت مخالب رؤوسه في جسد المحروسة خلال أيام خلت فالضلع الأول كان كلاب الأمير والثاني مؤتمر الحمير والأخير فندق الكلاب وحريمهم الخمسة نجوم ! فهل تلك اللقطات الإعلامية التي تناقلتها وسائل الإعلام والفضائيات ومواقع النت بكثافة حول الحيوانات السالفة الذكر كان مجرد صدفة عابرة أم عصا موسى التي تلتهم كل الأفاعي فتشغل الرأي العام عما يحاك و يخطط له في الخفاء أو لعلها من طبائع الأمور لإرساء ديمقراطية الحيوانات في بلد العشوائيات !

لقد أنشغل الرأي العام المصري والعربي أولا بكلاب الأمير ثم بمؤتمر الحمير والرتب والدرجات التي تمنحها جمعية الحمير لأعضائها بدءا من الجحش وصولا للحمار الأكبر والتي واكبت حركة نضال المصريين في تاريخ مصر في الثلاثينيات من القرن المنصرم وأخيرا فندق الكلاب الفاخرة النوع والصنف والجودة والسلالة والمال أيضا الذي تكرم أحد رجال الأعمال المصريين وقبل أن يكون الراعي الرسمي والوحيد في مصر لتلك القفزة النوعية الجديدة والفريدة و التي تثرى ثقافة الحوار الديمقراطي بين معشر الكلاب وأولاد عمومتهم الحمير ولا عزاء للقطط المفترى عليهم !

لقد عملت في فترة من حياتي في فنادق الخمسة نجوم للبشر وأستطيع أن أتبين إجمالي تكلفة تأسيس تلك النوعية من الفنادق ومصروفاتها العمومية أما بالنسبة لفنادق الكلاب فذلك ما لا أقوى عليه لأن البشر في بلادي يقيمون في المقابر والعشش والعشوائيات التي يصل عددها في الوطن 1172منطقة عشوائية يقطنها 14 مليون مواطن يخص مدينة القاهرة منها 81 منطقة عشوائية وفقا لمصادر الحكومة المصرية وشاهدنا عن قرب كيف يعيش المصريون بداخلها مثل عزبة رستم في شبرا الخيمة والتي تخرج منها منفذو بعض العمليات الإرهابية !

وإذا أضفنا إلى ذلك أموال المصريين بالخارج التي تستثمر في حل مشاكل البطالة في ايطاليا والجزائر والكويت والأردن وأفغانستان وبنجلاديش وبعض البلاد الإفريقية لاكتشفنا أن مصانع الحكومة ورجال الأعمال أصبحت مناخا مناسبا لكي يتحول الراغبون في الانتحار إلى قنابل بشرية تنفجر في وجه الحكومة احتجاجا عليها وتصبح الأماكن العشوائية التي لا تلتفت إليها عين الحكومة ورجال الأعمال بيئة صالحة لإنتاج وتفريخ الخلايا الإرهابية النائمة التي تفجر نفسها كل يوم تحت مظلة الفقر والبطالة وفتاوى المتأسلمين الجدد وثقافة القتل وتكفير الأخر أيا كانت ملته أو نحلته وصناعة القنابل والمتفجرات المنتشرة على ألنت في رسائل مفتوحة للحكومة ولكن يبدو أن الرسائل لاتصل أبدا على الرغم من بساطتها التي لا تحتاج إلى خبراء لفك شفراتها !

وعندما نضيف إلى ذلك قيام أحد رجال الأعمال بتشييد فندق خمسة نجوم لرعاية الكلاب الغير ضالة تحت سمع وبصر وعلم النظام الحاكم في تحالف مشبوه غير مكتوب بين رجال الأعمال والدولة في ظل وطن هكذا شأنه فإن المرء لا يحتاج إلى كثير من الذكاء أو الفطنة السياسية ليستشعر أن الوطن بأكمله على فوهة بركان سيقذف بكل ما فيه من حمم ملتهبة يوما ما في وجوه النظام الحاكم بأكمله هذا النظام الذي لم يعد يرى أو يسمع غير التمديد والتوريث الذي أفقده الصواب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة