الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة في اصلاح ما خربه الاحتلال 1 2

خالص عزمي

2007 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في مقالنا ( محصلة الحرب المشؤومة ) المنشور بتاريخ 3 /4 /2007 أشرنا الى ما يتوجب على الطبقة الواعية المتخصصة ( المهمشة حاليا )؛ القيام به لاعادة تأهيل العراق ليحتل مكانه المرموق في مجموعة الدول المستقلة ؛ عزيز الجانب ؛ متحد الشعب ؛ موحد الكيان ؛ وذلك باستباق الاحداث القادمة من خلال وضـــع التخطيط الشامل و الدراسات العلمية و العملية وعلى جميع الاصعدة لتكون جاهزة للتنفيذ ( دونما اية اضاعة للوقت ) ولتطبق حال طرد المحتل من جميع انحاء العراق والى الابد .

ولغرض تحديد مجمل تلك الاسس التي تستوجب البحث والاعداد ؛ اوجز وباختصار أهم البنود التي اجد من الضروري التوقف عندها ووضع الخطط التفصيلية لمعالجتها من خلال لجان وهيئات ذات اختصاص وتجربة ؛ تضع على عاتقها طرح الحـــلول الواقعيــــة لتنفيذ جزئيات كل فقرة منها ؛ على الصعـــــيدين الفني والقانوني.
وفيما يلي أهم تلك البنود المكثفةالمقترحة : ــ
اولا ـ انهاء ما خلفه الاحتلال وراءه من سلبيات بكل معانيها و مسمياتها واشكالها مع كثير من الدول وبخاصة المجاورة للعراق ؛ لغرض تكوين علاقة جديدة متوازنة ؛ تعتمد الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع التركيز على تبادل المنافع المشتركة .
ثانيا ــ دعم الجهود الدولية لاعطاء الامم المتحدة ؛ الدور المركزي في تمتين الروابط والوقوف ضد العدوان ؛ وانهاء خطة التهميش لهذه المنظمة الاولى في العالم ؛ ووضع حد لتفرد القطب الاوحد .
ثالثا ـ تمتين العلاقة المصيرية بجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الاقليمية والاسلامية المؤثرة في المجال الدولي على أصعدة شتى ؛ مع تعزيز الروابط العربية بكل الوسائل المتاحة .
ثالثا ـ أ ــ الغاء الدستور وكل ما نتج عنه من استفتاء وانتخاب بارادة المحتل؛ ذلك الدستور الذي أستظلت نصوصه بالعرقية والطائفية والاثنية والمحاصصات و فرضت بالتهديد والوعيد ؛ واعداد دستور وطني جديد نابع من ارادة الشعب ومطامحه ؛ يؤكد على كل ما من شأنه وحدة العراق واستقلاله السياسي والمالي والاقتصادي والثقافي ... الخ وتحت شعار مقدس ( لا ولاء الا للعراق الموحد ) . على ان يجري الاستفتاء عليه وما يتبعه من انتخابات تحت رقابة عربية ودولية وبأشراف مباشر من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات والشخصيات العالمية المعتبرة .
ب ــ الغاء جميع القوانين والقرارات التي صدرت اثناء فترة الاحتلال ؛ وما بعده أي في مرحلة الهيمنة المباشرة من قبل المحتل على مقدرات البلاد او من قبل اعوانه والمنفذين لارادته تلك القوانين والقرارات التي أضرت بالعراق ضرارا بليغا ؛ وذلك لااحلال غيرها بما يؤمن مصلحة الشعب والدولة .
ج ـ النص و بشكل لا لبس فيه ؛ على مبدأ الفصل ما بين السلطات الثلاث( التشريعية ؛ والتنفيذية ؛ والقضائية ) ؛ مع التركيز على مبدأ الرقابة البرلمانية على اعمال السلطة التنفيذية بكل حزم .
د ـ التأكيد على حقوق المواطن وواجباته ؛ بغض النظر عن فوارق الدين واللغة والجنس والعرق ... الخ وطبقا لما نصت عليه المعــــــــاهدات والاتفاقات الدولية وغيرها من المواثيق الموقع عليها .
هـ ـ ابعاد كل النصوص التي من شأنها أضعاف الحكومة المركزية محليا ودوليا ؛ مع االتركيز على الدور الواقعي والحقيقي للتنظيمات الادارية التي تنطلق من صميم قوى الشعب الفاعلة والمؤثرة في وحدة الوطن وتقوية الاواصر على كل الاصعدة .و تنشيط دور المحافظات ومنحها الصلاحيات الواسعة للبت في امورها المحلية بصيغة من الاستقلالية ؛ البعيدة عن التفرد والقريبة من التخطيط والاشراف المركزي
رابعا ـ اعادة الجيش العراقي الى قواعده معززا مكرما مجهزا بارقى الاسلحة الحديثة ؛ مما يمكنه من حماية البلاد وحدودها كافة من اي انتهاك او اعتداء او تفريط بوحدته الوطنية الشاملة .
خامسا ـ اجراء فرز حقيقي وواقعي وقانوني ما بين المقاومة الشريفة المناضلة من اجل الوطن وحريته ومكانته لازاحة المحتل الى الابد ؛ وبين الارهاب الدموي الوحشي الذي نال من الابرياء المدنيين وممتلكاتهم لغرض الاساءة الى المقاومةالعراقية الحقيقية . ان مثل هذا الفرز الضروري ؛ سيؤدي الى معاقبة الارهابيين وسوقهم الى سوح القضاء لينالوا جزاءهم ؛ وتكريم ابطال المقاومة الذين قدموا الغالي والرخيص من اجل حرية الوطن من المحتل الغاشم ؛ بكل الصيغ المادية والمعنوية ؛ اسوة بما قامت به دول عدة ؛ كان للمقاومة فيها دورها الاساس في طرد المحتل واعادة البلادالى عالم الحرية والاستقلال
سلدسا ـ اجراء تحقيقات عاجلة في جميع ملفات المحتجزين والموقوفين والسجناء ؛ واطلاق سراح من لم تثبت عليهم اية تهم حقيقية توجب حجز حريته. لكي يعودجميع المظلومين لخدمة الوطن بكل كرامة مع تعويضهم عما لحقهم من اجحاف وغبن من جراء ذلك الحجز العشوائي .
سابعا ـ انهاء البطالة ؛ وذلك باعادة تشكيل الدوائر والمؤسسات ؛ والهيئات والمصانع والمعامل والشركات ؛ والحد من تشجيع استيراد البضائع التي يمكن انتاجها محليا ؛ ودعم الزراعة وتشجيع الفلاحين على الانغماس بها ومدهم بكل ما يساعدهم على زيادة الانتاج . والعمل الجاد على ايقاف تسرب التلاميذ و الطلبة والشباب عامة الى فخ البطالة .ان الهدف الاساس من وراء كل ذلك هو محاولة استيعاب العدد الهائل من العاطلين وتعويضهم عما فاتهم وعوائلهم من اموال خسروها جراء ذلك التصرف الاحمق الذي ضحى متعمدا بآلاف الكفاءات والاختصاصات والايدي العاملة ذات الخبرة .
ثامنا ـ دعوة العراقيين ؛ من المهجرين والمهاجرين ؛ للعودة الى بيوتهم واعمالهم من اجل الافادة من الكفاءات التي استقامت وارتفعت تحت ظل ما قدمه الوطن لهم على مختلف الاصعدة . وتعويضهم عما خسروه من ذلك التهجير او الهجرة المنظمة القسرية التي كان هدفها أحداث تخلخل في التـــــوازن السكاني؛ واخلاء البلاد من العلماء والمثقفين ؛ لكي يتحول العراق تدريجيا الى صحراء من الجهل .
تاسعا ـ دعوة المرجعيات الدينية ؛ وزعماء العشائر ؛ ورؤساء الاحزاب والتيارات ؛ الى اصدار وثيقة شرف تلزم الجميع عمليا وجديا بعدم القيام بأي عمل غير مشروع قانونا مثل ( القتل ؛ الاختطاف ؛ الايذاء ؛ السرقة ؛ النهب ؛ الاغتصاب ؛ الاختطاف ؛ التهديد ؛ التهجير ... الخ ) ؛ وبعكس ذلك فسوف يعرض كل فرد لم يرعوي الى عقوبة الطرد من الجهة التي ينتمي اليها اضافة الى العقوبات القانونية .
عاشرا ـ التصدي الجدي ؛ لسرقة ونهب المال العام وذلك بدعم الهيئات الرقابية بعناصر نظيفة السمعة ؛ وبعيدة عن المحاصصات ؛ وتقوية انشطتها ( وعلى رأسها ديوان الرقابة المالية )؛ مع وضع الضوابط التي تحول دون الاستهتار باموال الدولة كسرقة او تهريب النفط و الآثار والاسلحة ومصادر التموين.. .... الخ ووضع قواعد قانونية وادارية صارمة للحد من ذلك كله .
حادي عشر ـ النص ( وبشكل قاطع مع تشديد العقوبة ) على اي نوع من الرشوة وكذلك منع اية صيغة من شأنها تسهيل حصول اي فرد او جهة على اموال تتأتى عن طريق الشركات او المؤسسات الخارجية او المحلية كنسب عمولة ؛ لقاء تسهيل عقد مثل الاتفاقات او العقود .
ثااني عشر ـ اعادة النظر بالسياسة التربوية واخراجها من متاهات الطائفية والعرقية وابعادها تماما عن اشكالات الهوية المفتعلة ؛ مع التأكيد على ركائزها الوطنية لكي تعود اليها المناهج العلمية التي تتماشى وروح العصر . على ان تستمر المدارس الدينية ( قبل الفوضى) على مناهجها التعليمية التي تهدف الى تخريج صفوة من رجال الدين والدعاة الذين ينصرفون الى مهنهم والى كل ما من شأنه رفع مستوياتهم وذلك بالاستزادة من العلم والمعرفة .
ثالث عشر ـ دعم التعليم العالي والبحث العلمي ؛ والتشجيع على الدراسات العليا داخليا وخارجيا .مع منح ذوي الكفاءات المتميزة الفرص والتشجيع المالي والمعنوي ؛ مع الحفاظ عليهم كثروة وطنية لا تعوض .
رابع عشر ـ لابد من اصدار قانون متطور وعصري فعال ينظم تكوين الاحزاب بعيدا عن فوضى وعشوائية قيام ذلك الكم الهائل من الكيانات والتيارات والاحزاب التي نشأت في ظل الاحتلال دونما اية ضوابط وموازين ؛ وذلك طبقا للقانون وتكثيفا للاتجاهات السياسية في اطار وحدة الوطن .
خامس عشر ـ اصدار قانون ينظم عملية الاعلام بكل صيغها ( المقروءة ؛ والمسموعة والمرئية ) ؛ بعيدا عن الرقابة الرسمية و قريبا من الحرية الفكرية الملتزمة بمصلحة الوطن العليا ؛ مع العمل على اعادة وزارة الاعلام للتولى التوجيه والاشراف ؛ اذ ثبت ان الالغاء كان هدفه العنوان وليس تطوير العمل .
سادس عشر ـ العناية بصحة المواطنين وذلك بمنح الاختصاصيين المتواجدين داخل الوطن حاليا او العائدين اليه بعد زوال الاحتلال ؛ كل الصلاحيات اللازمة لتطوير وتأهيل الجانب الصحي ؛ من خلال المستشفيات والمستوصفات والعيادات العامة والخاصة وما الى ذلك: ؛ مع رصد المبالغ الاستثنائية العاجلة لتأمين تأهيل هذا القطاع الانساني الحيوي باسرع وقت ممكن .
سابع عشر ـ اعداد برنامج تفصيلي يشجع ا لثقافة والمثقفين على مختلف الاصعدة ؛ كانشطة التأليف والترجمة والنشر والبحث والتحقيق واعادة طبع التراثيات المهمة ؛ ودعم كل مجالات النهوض بالفنون كافة ؛ مع التركيز الاساس على التمسك الايجابي بالمبدعين الذين يعملون في المجالات الادبية ؛ والتشكيلية ؛ والموسيقية ؛والمسرحية ؛ والاذاعية والسينمائية والتلفزيونية وغيرها ليستمروا في رفد المجتمع بعطائهم الملتزم المتجدد ؛ مع اعداد منهج فعال وتنفيذي للشباب تكون مهمته رصد ا لمواهب ـ على مستوى العراق ـ وتشجيعها ودفعها لتتولى مواقعها في الحركة الثقافية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين في البحر الأحمر والمحيط الهن


.. لجنة مكافحة الإرهاب الروسية: انتهاء العملية التي شنت في جمهو




.. مشاهد توثق تبادل إطلاق النار بين الشرطة الروسية ومسلحين بكني


.. مراسل الجزيرة: طائرات الاحتلال تحلق على مسافة قريبة من سواحل




.. الحكومة اللبنانية تنظم جولة لوسائل الإعلام في مطار بيروت