الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجرحى العراقيون : على مسؤوليتهم الخاصة

فضيلة يوسف

2007 / 4 / 13
ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟


Sam Dagher - The Christian Science Monitor
جُرح أكثر من 37 ألف عراقياً في السنة الماضية وحدها ولا يوجد برامج لمساعدتهم والأمل الوحيد لهم أن يدّبروا أمرهم بنفسهم ، عاد الأمل لفؤاد موسى ( الذي فقد ذراعه اليمنى في تفجير في بغداد قبل خمسة أشهر )قبل أسبوعين فقط عندما عاد إلى عمله كطبّاخ في مطعم بنصف راتبه الأصلي .لم أصدّق أنني استعدت عملي "لقد طرقت جميع الأبواب الحكومية وكانت تقدّم لي وعوداً فارغة "، قال فؤاد في غرفة المعيشة في شقته الصغيرة في مدينة الصدر والتي تزيّن جدرانها ثلاث لوحات لرجال دين من الشيعة ،وكان محاطاً بأولاده الثلاثة أحمد ،محمد وليث الذين جلسوا في ثياب أنيقة وبحياء يستمعون لكل كلمة .
وكانت استجابة الحكومة النموذجية لعشرات آلاف العراقيين المصابين بجراح خطيرة أو إعاقات مثل فؤاد " أنت محظوظ لأنك ما زلت على قيد الحياة " في بلد تعاني فيها الحكومة من إرباكات وخلل وظيفي ،ولا يستطيع الجرحى الحصول على مساعدات من المنظمات الأهلية بسبب الأوضاع الأمنية. وقد عاد الأمل للعديد من الجرحى العراقيين بمجهوداتهم الخاصة.
وقد جُرح 36685 عراقياً نتيجة العنف عام 2006 الذي يعتبر أكثر الأعوام دمويّة منذ احتلال العراق عام 2003 حسب تقديرات منظمات الأمم المتحدة العاملة في العراق ولا تُصدر الحكومة بيانات عن عدد القتلى والجرحى لكن مصدراً في وزارة الداخلية قدّر العدد ب 15143.
انقلبت حياة فؤاد رأساً على عقب عندما كان عائداً من عمله في مطعم ( السعد ) في منطقة الكرادة مع أعز صديق وجار له سعد رسول إلى مدينة الصدر في أوائل تشرين أول ، ويقوم الرجلين بهذه الرحلة اليومية منذ 9 سنوات ، يغادرون منازلهم في الفجر ويعودون في المساء بسيارة أجرة ،ويقوم فؤاد بتحضير وجبات خفيفة في الصباح ثم يعدّ أطباق الغداء في المطعم بينما يبيع سعد الجيمر خارج المطعم وهو طبق شعبي من الكريما المغطاة بالعسل أو المربى.
كان فؤاد يحصل على 15 ألف دينار عراقي يومياً ( 12 دولار) ويطبخ للأفراح ومجالس العزاء للحصول على دخل إضافي ، وفي العام الماضي صُرف له راتب تقاعدي ( 77 دولار) عن عمله في وزارة المواصلات كسائق باص عمومي قبل فصله من هذا العمل لأسباب سياسية عام 1997 كما قال.
هذا المال الإضافي مكّنه من الانتقال من بيت عائلته واستئجار شقة في بنايات الحبيبية التي بنيت في الثمانينات لعائلات شهداء الحرب العراقية الإيرانية .وقد اشترى ثلاجة ومدفأة وغرفة معيشة بالتقسيط " أردت أن أحوّل هذا المكان إلى مملكتنا الخاصة " قال بصوت فولاذي .
وبدى فؤاد وهو رجل أربعيني قصير ممتلئ الجسم ذو لحية أنيقة ولباس رياضي رابط الجأش وهو يتحدث عن الانفجار الذي تعرّض له " فتحت عينيّ وشممت رائحة بقايا الحريق في سيارة الأجرة وسمعت سعداً يتلو صلواته الأخيرة لقد قُتل سعد والسائق "وعانى فؤاد كثيراً وهو يتنقل من مستشفى لآخر في بغداد قبل استئصال ذراعه وما زال هناك شظايا في ساقيه وبعد فشل عملية تثبيت فكّه المكسور نصحه الأطباء بالسفر للخارج لمحاولة أخرى.
أعتقد أنه لا يمكنني إجراء هذه العملية إلا بمساعدة الله والجوادين تحت القبة الذهبية مشيراً إلى ضريحين لرجلين مقدسين في منطقة الكاظمية في بغداد .
توّقفت وزارة المواصلات عن الدفع له ولفترة عاشت أسرته على مساعدة يقدّمها إخوته وأصدقاءه وفي ظروف قاسية أخرج فؤاد ابنه الكبير احمد من المدرسة للعمل على مساعدة أسرته.وقد حاول في الماضي التسجيل للحصول على دفعة تقدّم للجرحى والمعاقين نتيجة أحداث العنف مرة واحدة من مليون إلى 2 مليون دينار عراقي ( 787$-1575$) إضافة إلى راتب شهري ( 70 $) من وزارة الشؤون الاجتماعية لكنه فشل في ذلك بسبب الإجراءات المعقدة والحالات المتراكمة من السنوات السابقة.لكن الفرج أتى عندما أخبره مدير المطعم أن بإمكانه العودة للعمل براتب ( 6$) يومياً.
وقد أقرّ موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية بأن معالجة قضايا الضحايا بطيئة فعندنا حالات متراكمة قال رعد قاسم الذي تحدّث عن محاولات لتفعيل العملية .
لكن موفق الخافجي الذي يرأس منظمة المعاقين العراقيين قال إن الحكومة تتجاهل مأساة الجرحى والمعاقين تماماً ،" لسوء الحظ لا ينشغل الموظفون الحكوميون إلّا بالحالات التي يستفيدون منها شخصياً أو تستفيد منها الأحزاب التي ينتمون إليها " ولذلك فهو يركز على مساعدات المنظمات الأهلية الأجنبية بدلاً من ذلك والتي قال إنها تتردد في القيام بمشاريع في العراق بسبب الأوضاع الأمنية وتعمل من كردستان أو الأردن .
وقد قُتل ما يقارب 84 من العاملين في هذه المنظمات في العراق في السنوات الثلاث الأخيرة حسب ما قاله منسق المنظمات في عمان Cedric Turlan. لكن الخافجي قال إنه سيستمر في المحاولات .
وقد قال طبيب عراقي " ما زال في العراق خبراء في الرعاية الصحية وإعادة تأهيل المعاقين لكن المشكلة في نقص العيادات والأنظمة لدعم عمل الخبراء وقد تحدّث دون ذكر اسمه ، فقد كتب سابقاً في مجلة طبية غربية عن مأساة النظام الصحي في العراق بعد الاحتلال وتلّقى فوراً مكالمة هاتفية من أحد ما في وزارة الصحة " أغلق فمك ( إخرس ) وإلّا فإنك ستلحق بالقتلى والجرحى "









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس