الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيمياء المسبحة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 4 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ سقوط نظام البعث المجرم في التاسع من نيسان 2003 وحتى الان طفحت على سطح الساحة العراقية المئات من الشخصيات السياسية والدينية والتي جاءت من خلال عشرات الاحزاب ، منها من كان في صفوف المعارضة العراقية
القادمة من الخارج ومنهم كان داخل العراق ، اصبحوا يطلون علينا في كل يوم من خلال شاشات الفضائيات العربية والتي اخذت اعدادها تتزايد يوما بعد اخر بطريقة غير طبيعية ، وقد سمعنا من هؤلاء آلاف الطروحات السياسية والدينية والافكار والستراتيجيات على المدى القريب والبعيد والتي من شأنها فرض النظام والقانون داخل العاصمة بغداد والمدن العراقية الاخرى ..

وطبعاً كل الطروحات والافكار ذهبت ادراج الرياح ، بينما ازداد القتل والسلب والنهب والاختطاف والمساومة والتفرقة والطائفية وتقسيم بغداد العاصمة الى احياء سنية وشيعية وازدادت السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة ، وهرب من العراق الملايين الى دول الجوار وغيرها الكثير من الامور التي عصفت بالمجتمع العراقي بكل اطيافه الامر الذي جعل من وطننا العراق مضرج بدمائه من الشمال وحتى الجنوب !!..

كل ذلك بسبب ( مسبحة ) رجال السياسة والدين العراقيين ، .
لا اعرف كيف لرئيس جمهورية يطل علينا من شاشات الفضائيات ليلتقي رئيسا اخر اوشخصية سياسية كبيرة جاءت لزيارة العراق وانامله لا تتوقف بحركة المسبحة !

ورئيس الوزراء المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة والسلطة التنفيذية بيمينه والمسبحة ايضاً بيمينه !!

ومستشار الامن القومي العراقي الربيعي !! لا تفارقه المسبحة ، وكانه داخل الى ديوان او مضيف ابن هذال !!!

وثمة الكثير من الشخصيات السياسية سواء كانت داخل الحكومة العراقية او في البرلمان العراقي لا تفارق اياديهم المسبحة ، اما رجال الدين فحدث ولا حرج فالمسبحة بالنسبة لهم التوأم الملتصق !!

وطبعاً يتبارون في اقتنائهم لنوعية المسبحة ، فهذا الذي يمتلك مسبحة من نوع سندلوس اصلي وذاك يمتلك كهرب واخر عقيق والكثير من انواع المسابح ، حتى ان الشعب العراقي وانا واحد من هذا الشعب اصبحت لديّ خبرة جيدة في نوعية المسابح التي تباع وتشترى داخل البرلمان العراقي او داخل رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية !!

اضافة لذلك ، ذات يوم شاهدت برنامجاً على قناة فضائية عراقية حول باعة المسابح وتحدثوا عن انواعها واسعارها ، لكنهم لم يتحدثوا عن وظائفها وفوائدها على الاطلاق .

شخصياً انا اعرف ان الفارغ من كل شيء والذي لا وقت له للتفكير باي شيء تجده يمسك المسبحة ويقلب خرزها ذات اليمين وذات الشمال ليس اكثر من ذلك .

بينما المسبحة لها وظيفة واحدة يقال والعهدة على القائل ان الرسول الكريم ( ص ) لكي يُعلم ابنته فاطمة الزهراء ( ع ) ان تعد ( سبحان الله ) اثناء الصلاة مئة مرة وواحد فاتى لها بحصى حتى لا يختلط عليها العد ، وطورت هذه الحصى على مّر الزمن واصبحت على شكل مسبحة ، هذه وظيفتها لا اكثر ، فلا اعرف لماذا رؤوساء حكومتنا وبرلماننا متمسك بهذه المسبحة ويظهر بها في الفضائيات !

الحق يقال ان رجالا ً لا يعرفون الجلوس والحديث وامور كثيرة اخرى الا ان تكون المسبحة بايديهم ويحكموا العراق ، فتلك لعمري كارثة كبيرة سوف تحيلنا الى مستنقعات وعرة غارقة في الوحل اكثر مما نحن عليه الان .

يبدو لي انها كيمياء المسبحة في هذا الزمن الاغبر !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق