الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برلمان التكتم

احمد حسين

2007 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


انقضى شهر . ومر السبت الذي في مساءه حلقت الطائرات الفخمة وتركت بغداد ومؤتمرها على أرض واقعنا الملبد بالدخان . أزيز الطائرات نسمعه وكذلك دويّ الانفجارات وضجيج الموت ، إلا أننا لا نرى كيف أقلعت وما الذي حملته الحقائب المنتفخة كما لم نرى ضوءً يخترق الضباب الذي يلفّ وزارة الخارجية عَلَه ينبئنا بما سيجود به إعلام شرم الشيخ بعد بخل شحيح عانى منه إعلام مؤتمر بغداد .
انقضى مؤتمر بغداد لكن القلق ما زال يغتال أعصابنا ويرسم علامات استفهام كبيرة تلقي بظلالها على مساراتنا المتوجسة ، فترانا نبحث في زوايا الإعلام عن الأجوبة اللغز ونبعثر الصحف في خبايا وجودنا المهدد بالانقراض عَلَنا نتعلم أبجديات الجفر السياسي ونجد في غيبيات الفردوس الأخضر ما يسكّن أسئلتنا المضطربة .
قيل أن الديمقراطية هي حكم الشعب وما من شعب يحكم ما لم يكن الإعلام مرآته التي يرى بها ما يدور خلفه ، ونقول أن قبة البرلمان شيدتها أضلعنا التي احتضنت صناديق الحكم لكن هذه الصناديق حين استظلت تحت أضلعنا حجبت عنا مرآتنا ونخشى أنها تحطمت تحت وطأتها ؟.
لا أدري لماذا اجتمعوا ومن أجل من وهل للعراق وجودا على طاولة عاصمته ، وهل سيكون له وجود على طاولة الشيخ الأشرم ، وأين نحن من كل ذلك ؟. أليس من حق الأضاحي المنحورة على مذبح الديمقراطية أن تعرف في أي جوف ستنزلق ومتى تطرق زكاة أرواحها أبواب العالم الموعود ؟. ثمن بخس هذا الذي نطالب به فهل من سخي يطلق العنان لقريحته المنفية بالكتمان ؟.
ما زلنا نستجدي الحقوق رغم كل الواجبات المفروضة على هذه الأمة وبذات الوجوه المتعبة نتطلع لنضارة وجوه أولي الأمر ونتصيد كل ما يبدر منها آملين العثور على خيوط نهتدي بها في متاهة الصمت المطبق .
نعلم يا سادتي أن للسياسة أسرارها وللبيوت أسرارها وللغيب ووو ، لكن التكتم لديكم أصبح طقسا مقدسا تمارسونه دون ضوابط بمناسبة وبدون مناسبة حتى أنكم نسيتم أن ما يتعلق بأرواحنا وممتلكاتنا وممارستنا لأبسط أسباب الحياة غير قابل للكتمان ويجب أن نعرفه بوضوح فنحن من يدفع ثمن هذا التكتم والذين عادوا إلى عواصمهم بذخيرة إعلامية ليسوا أحق منا بالاطلاع . الكل في عاصمة المؤتمر معني بما دار فيه ولأن هذا الكل ذخيرة لإعلام وسياسات الآخرين يجب أن يعرف ما هي الحوارات التي دارت وترجمتها تصريحاتكم المتفائلة وما هي الحوارات التي عجزت معاجمكم عن ترجمتها ؟، ربما ينفعنا هذا في فك طلاسم اجتماعاتكم ونقاشاتكم المتواصلة التي لم نفقها منها شيء غير الخطب العصماء والرياء السياسي وربما سيمهد لاستقبال ما يجود به الشيخ من شعارات وهتافات أخرى تنفلت من شرمه المبارك ولا ندري إن كنتم ستعاقرون ذات البغدادي في مصر المحروسة ؟.
رغم أن دومينو المؤتمرات لم تعد تسلينا إلا أننا نمني نفوسنا المتعبة بلحظة استجمام نسترد بها أنفاسنا اللاهثة زاهدين برحلاتكم الاستجمامية المتواصلة حد القرف في المنتجعات المجاورة والعابرة للقارات فهل ستمنحوننا هذه اللحظة وتشفوا صدور قومٍ مؤمنين أو ملحدين بإطلاعنا على ما ستؤول إليه مصائرنا المعلقة في ( شرم ) الشيخ ؟؟؟.
من حقنا أن نعرف ما يعنينا ومن حقكم التكتم على ما يعنيكم . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه