الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب ...يستهدف من ؟

عبد الزهرة العيفاري

2007 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بالامس تهدم جسر الصرافية بواسطة انفجار شاحنة تحمل اطنانا من العبوات الناسفة وغيرها من المتفجرات وتعددت الضحايا من جراء ذلك . وكالعادة توالت الاستنكارات والبرامج التلفزيونية المتباينة .
وحصل كما كان متوقعا انفجار ( و بنفس اليوم ) في مجلس النواب . مما يعنى ان الاجراءات الامنية كانت متدنية الى درجة ملفتة للنظر . اي انها كانت على المستوى الذي يلائم مخططات الارهابيين !!!. وليس كما تريده خطة امن بغداد .
و لقد طبل وزمر ورقص سياسيون معينون ثم استنكر ،من جهة اخرى ، هذه الجرائم قائمة طويلة من الرموز الرسمية . وبكت النساء على الضحايا وتأسف الاصدقاء ايضا ورقص نفر ضال على مقربة من حدود نا .......وهكذا اضيفت مأساة اخرى لمآسينا . وتدل الدلائل انها ليست المأساة الاخيرة . ونبقى نعيش حالة من التناقضات بين انصار النشاطات الارهابية والمستنكرين من رموز السلطة .
وكالعادة نجد وزير الداخلية لا يزال يصرح بتصريحاته الباهتة والتي تدل على عدم آهليته الى هذا المنصب و عدم مقدرته على ادارة عملية حفظ الامن لا في بغداد ولا في البلاد .
وفي اجواء التفجيرات والارتباك في الدوائر الامنية واذا بصوت مقتدى الصدر من مخبأه الذي توارى فيه عن الانظار منذ عدة اسابيع ، يهدد الحكومة ويسدد لها الكلمات المهينة وهو نفسه على مدى الاسبوع الماضي اشعل فتنة دموية اخرى في الديوانية هذه المرة حيث راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى . والمـفارقه الغريبة انه يقوم بالجرائم الواحدة بعد الاخرى . ولكنه كالطفل المدلل لاتطاله عقوبة من الحكومة والجهاز القضائي المستقل ولا تردعه المرجعية بالرغم من علمها بالاضطرابات التي يخلقها للحكومة واشاعة القتل بين المواطنين . واكثر من هذا ان الناس يتكلمون في كل مناسبة ان الميليشيا المسلحة التي سماها بجيش المهدي (رغما على انف الجميع) وخلافا للدين والشرع وهي تظم عصابات من ايتام صــدام ومن التكفيريين القتلة نرى مقتدى وزمرته لا يتركون مناسبة الا ويرفعون فيها اصواتهم مطالبين برحيل قوات التحالف . وهم يرمون من هذه المطالبة كما يعرف الجميع وحتى الحكومة ذاتها ، اضعاف القدرة العسكرية للحكومة وتأليب الارهابيين اكثر فأكثر ثم تكوين مركز ايديولوجي لتياره المشبوه بحيث يزيح به المرجعية ولو بقدر ما لكي يخلق مجالا لشعوذته وخداع الكثير من البسطاء اضافة الى تقديم خدمة لحلفائه الإرهابيين عن طريق اخلاء الجو لهم للقيام بقتل اكثر وتخريب اوسع .
وبالرغم من جسامة الحدث المتمثل ليس فقط بتدمير جسر الصرافية بل الاعظم من ذلك الانفجار في البرلمان . والملاحظ اننا نسمع تحليلات بعض المسؤولين في الفضائية العراقية وهي على جانب كبير من الضحالة اذ يكتفي احدهم بوصف الحدث بانه يرمي الى "تعطيل" الحياة السياسية ثم ينثر البديهيات يمنة ويسرة ويبدأ بوصف الارهاب بأنه (لا دين له ولا اخلاق له) في حين هذا الشخص عضو في البرلمان ومسؤول احدى الميليشيات الكبيرة .
ولكن هل ان ذلك المسؤول ومعه بعض السياسيين ان تنفيذ الاعمال الارهابية بهذه السعة والتشديد والاستمرارية ليس الا تنفيذا ً لتهديد المجرم صدام بانه اذا خسر كرسيه فانه سيترك العراق ارضا بلا شعب ويخرب كل ما صنعه ابناء البلاد بأيديهم في كل تاريخهم . ولنتذكر تهديدات المجرم محمد سعيد الصحاف الذي توعد بان "المقاومة " جاهزة . مما يشير الى تكوين العصابات وتعيين امرائهم من العناصر البعثية الموغلة في الاجرام وقد وزعت الاسلحة في القرى والمدن صغيرها وكبيرها . ولا بد ان حصلت اتفاقات مع جهات عربية كذلك ، وربما مع مسؤولين في الجامعة العربية !! ....اذن المستهدف هو العراق بما فيه تاريخه وثروته ومستقبله كما نرى كل اليوم شاهد على ذلك .
اذن يتهدد بلادنا ليس مجرد تعطيل الحياة السياسية , وانما نواجه خطة جهنمية للقوى الارهابية بمساندة فعلية من بعض دول الجوار ومن الاوكار البعثية المنتشرة قريبا من حدودنا . والغرض بالنسبة للعصابات البعثية ،على الاغلب ، ليس الرجوع الى السلطة . فهذا امر غير ممكن لرفض الشعب لهم . بل ان هدف الارهاب البعثي ــ التكفيري كما يبد و لنا هو تنفيذ رغبة سيدهم المقبور ــ اي انهاء العراق وطنا وشعبا ــ . وعليه ينبغي على الحكومة ومجلس النواب والجهات القانونية تدبر الامــر وتشديد مكافحة عصابات القتلةوالميليشيات وقطع الايادي الايرانية من العبث بشؤون بلادنا . وان الحكومة ملزمة بالتشدد كذلك ازاء الاجراءات الرادعة لمجموعات ضالة وعناصر مشبوهة لا تزال تعبث في صفوف الشعب بلباس ديني اوقومي . اي لابد من الغاء الميليشيات الصدرية والصرخية وغيرهما ثم الالتفات الى تخريبات الفضائيات العراقية ( كالشرقية وغيرها )التي تثير الناس مستخدمة بصفاقة الحريات المتوفرة للجميع . ولا يجوز الصمت تجاه بعض هفوات تصدر في الفضائية العراقية وكأنها احيانا تنشر دعاية للتيار الصدري وتطلق على مقتدى ، المتهم بخروقات مخلة بالقانون وبالتنسيق مع اعداء العراق ، لقب "" سماحة مقتدى "" !!! .
واخيرا ، في الوقت الذي فيه ينبغي تأييد حكومة نوري المالكي وبرامجه التي اعلنها لتحقيق الوفاق الوطني وسياساته الرامية الى البناء والاعمار ، نعتقد ان على حكومته ايضا واجب ابداء الحزم تجاه من يخلق المشاكل لاحباط جهود ها الوطنية .
ان الشعب ينتظر التغيير الوزاري الفعال واعطاء وزارة الداخلية خاصة دفعة الى امام فالعدو لا يفهم النيات الطيبة . والشعب من حقه ان يطالب بالقصاص من اعدائه وحمايته من بطشهم الذي اصبح لا حدود له .
اننا اليوم كما كنا بالامس امام واجب وطني من الدرجة الاولى الا وهو الوفاق الوطني والوحدة الشعبية وقبل كل شيء وحدة الخطاب السياسي والارادة الموحدة . ونزعم اننا ابناء العراق الذين لانزال في غياهب المنافي وبعيدين عن رياض الوطن امام مسؤولية حياتية ان نساند عراقنا بالكلمة الموحدة بيننا وبتنشيط النشر في الصحافة وفي الانترنيت وفي اللقاءات مع الجاليات الاخرى .

موسكو 13/ 4 / 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة