الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين مظاهرات مقتدى وضرب البرلمان!

عزيز الحاج

2007 / 4 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا شك في أن التفجيرات في البرلمان العراقي نفسه، حدث في منتهى الخطورة ودليل على أن جرائم أعداء العراق قد بلغت أقصى مداها.
الوضع العراقي بالغ الحرج وما يجري على أرضنا من عنف دموي يومي وقتل الجملة، وتخبط الزعماء وتناقضاتهم، وكبر المشاكل، تشير كلها إلى أنه نادرا ما يوجد اليوم بلد في العالم يعاني يمر بوضع أسوأ من الوضع العراقي.
لاشك أن السيد رئيس الوزراء شخصية سياسية نزيهة ومتجرد من انفلات الاعتبارات الشخصية، كما لا شك في صدق وطنيته ووفائه للعراق. وإذ نسجل له هذا فيجب أن نشير أيضا لضخامة المهمات الملقاة على عاتق حكومته، والوضع الحرج الذي يعانيه، حيث أن بلوغ الخطر أقصاه لا يمكن أن يواجه بحزم وبصيرة بحكومة قامت أساسا على المحاصصة ولبعض أحزابها مليشيات مسلحة.
حكومة المالكي تواجه اتحاد كل القوى المعادية من صدامية وقاعدية وصدرية. إنها تواجه تدخلا إيرانيا واسع النطاق دون أن تجرؤ على إعلان ذلك إن لم يكن تكذيبه مرة بعد مرة.
قوى القاعدة تزداد نشاطا تدميريا، وهي تتلقى رفدا جديدا كل يوم من إرهابيين متسللين ومن أموال بعض الدوائر العربية. وشبكات أعوان صدام تحتفظ بأسلحة وأموال كافية؛ أما جيش المهدي الإرهابي فالبركة في عمائم طهران! وكل يوم تم اكتشاف بينات جديدة على أن إيران تساعد كل أطراف العنف والإرهاب، من سنية ومن شيعية لكونها لا تريد غير استمرار الفوضى الأمنية وتواصل الفتن الدموية. ويعلم الجميع أن نظام القفيه الأعظم يلعب ورقتي العراق ولبنان في مواجهة الإدانة الدولية لخططها النووية، مستغلة السياسة الروسية ذات الوجهين في التعامل مع المشروع النووي الإيراني. لقد أقام خامنئي وأحمدي نجاد مظاهرات التحدي في مواجهة المجتمع الدولي، بالقدرة على إنتاج اليورانيوم المخصّب، وردد مقتدى الصدر صدى سادته في مظاهرات النجف!
مشاكل التصدي لأخطار اليوم وتحدياته المتشابكة، تستدعي سياسة أكثر حزما وحكومة أكثر تماسكا واتحاد الأهداف، كما يستدعي تغييرا في التحالفات، وعدم دفع الأمور للأسوأ بإثارة قضايا مزمنة شديدة الحساسية، والحديث مجددا عن فيدراليات جديدة.
لقد برهنت تجاربنا خلال أربع سنوات، كما تبرهن اليوم تفجيرات الجزائر، على أن كل تساهل مع قوى العنف والإرهاب،، باسم كسبها أو باسم المصالحة أو بحجة أن الإرهابيين قد "تابوا " في السجن نهج خطر وعواقبه كارثية.
الحكومة العراقية والقوات الأمريكية سبق أن أطلقوا سراح المئات من العناصر التي اعتقلت بتهمة الإرهاب أو مساعدة الإرهابيين. ربما كان بين هؤلاء فريق قد ندموا فعلا أو تبينت براءتهم، ولكن هذا لا ينطبق على الجميع. لنتذكر حالة الإرهابي الرشماوي، الذي كان معتقلا في أبو غريب وأطلق سراحه، فإذا به يفجر نفسه في فندق بعمان ومعه متواطئة إرهابية هي شقيقته، واليوم تشعر الحكومة الجزائرية أنها أخطأت خطأ بالغا بإطلاق سراح الإرهابيين، الذين لا يمكن أن "يتوبوا" مثلما لا يتوب القاتل المحترف في جرائم الحق العام. لقد وقعت حالات كثيرة في الدول الغربية حيث يطلق أحيانا سراح قاتل محترف، أو مغتصب سادي للأعراض قبل إنهائه أحكامه بحجة "حسن السلوك"، ولكن معظم هؤلاء وأمثالهم يستغلون الحرية لمزيد من الإجرام وربما إجرام أبشع.
إذا لم يكن ممكنا اليوم تشكيل حكومة مصغرة ومستقلة تماما لمواجهة أخطار الإرهاب والعنف الطائفي، فإننا نرى أن حكومة المالكي يجب أن تضع خططا أكثر وضوحا وحزما في مواجهة التدخل الإقليمي، وأن تطهر الحكومة من الصدريين، حلفاء أمس.
في هذا المنعطف، بإمكان التحالف الكردستاني أن يلعب دورا حاسما لإنقاذ العراق، مما يتطلب منه إعادة النظر في تحالفاته ومواقف أكثر هدوءا وبعد نظر في المطالبة بإقرار حقوق كردية مشروعة.
إن وجود القوات المتعددة الجنسيات يجب استغلاله بوعي كامل وبجرأة لتحقيق خطوات تحلحل الكارثة الأمنية. وقد أحسنت الحكومة جدا في رفض الضغوط الداخلية والإيرانية للمطالبة بخروج هذه القوات بأسرع وقت، حيث أن الوضع يستدعي بقاءها فترة أخرى ولحين يقوى العراق على تصفية قوى العنف والإرهاب وإفشال المخططات الإقليمية.
13 نيسان 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -