الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسعاف.. في انتظار التشريفه

ايمان كمال

2007 / 4 / 15
الادب والفن


يا ساتر يارب"
هذه أول كلمه تخطر على بالنا حين نسمع سارينة سيارة الإسعاف.. حين نسمع صوتها نشعر بأن خطرا ما قادم.. نتوتر منها مما يجعلنا نكره هذا الصوت متمنيين ألا يحدث سوء لأي أحد سواء قريبا لنا أو بعيد.. فسيارة الإسعاف مرتبطة في أذهاننا بالحوادث والمرضى الذين هم بين الحياة والموت..

سائق هذه السيارة إنسان بسيط عادى.. بطبيعة عمله يتعرض للكثير من المواقف على مدار اليوم وحين ذهبت لأتحدث معهم كانوا في غاية الذوق وهو شيء لم نعتده في مؤسسة حكومية روتينيه فكانوا أكثرا تعاونا وأكثر تبسطا بداية من المدير إلى السائقين فالسائق الواحد ممكن أن يذهب في اليوم الواحد لأكثر من مكان به مصابين، كما أنهم لا يحصلون على أجازات في الأعياد ولا المناسبات مثل باقي الأفراد العاديين.. فهم دائما في حالة طوارئ.
التشريفه تعدى
محمد السيد أحد سائقي سيارات الإسعاف حكى لنا عن المشكلات التي يواجهها في طريقه للمريض قائلا: نادرا ما أجد ناس محترمه توسع للسيارة.. الأغلبية لا تهتم.. الكل عارف أن سيارة الإسعاف سيتم فتح الطريق لها فلا يحاول أن يفسح الطريق لها.. ولو حاولت تنبيهم من الممكن يقولولك "معاك مريض؟".. طب مانا لو مش معايا مريض وفاضي هكون رايح لإحضار مريض..

وهذا يؤخرنا في الذهاب للناس التي تلوم علينا وأحيانا تشتمنا.. فنحن لا نجد كلمه شكر إلا قليلا.. في حين أن التعطيل سببه الأول المرور، فقد نذهب لنجد المريض قد توفى أو يموت في الطريق لأنه وصل متأخرا للمستشفى ولم يتم عمل اللازم لهن فالسيارة مجهزة بالأكسجين ونقل الدم فقط، وليست حجرة عمليات مثلا، فمهمتنا هي نقل المريض لأقرب مستشفى مجاني قريب من مكان إصابته.

وأحيانا ينزل أقارب المريض للشجار من كثره الانتظار ظنا منهم أن السبب من السائق ولكن السبب هو الاختناق المروري خصوصا في القاهرة، وعن أكثر الأماكن ازدحاما يقول: منطقه وسط البلد والتحرير وجاردن سيتى.. لا أحد يفسح الطريق أبدا هناك، مضيفا أنه في معظم الدول الأوروبية وحتى العربية هناك عقوبة على من لا يفسح الطريق لسيارة الإسعاف.. ولكن هنا لا توجد أي عقوبة بالعكس لو في تشريفه هتعدى الإسعاف أيضا ينتظر مهما بلغت إصابة المريض، وقد ننتظر ساعة أو ساعتين أو أكثر أو أقل حسب التساهيل للمسئول الذي سيمر هو ومزاجه طبعا ونحن في انتظاره.
سحب رخص.. للإسعاف,/h1>سائق آخر هو أحمد يسرى.. شاب في مقتبل العمر يحكى أن سيارة الإسعاف من حقها مخالفة الطريق في بعض الأوقات.. فمثلا في حاله الكباري لابد أن يمشى عكس الاتجاه إذا اضطره الأمر.. ولكنه مرة كان معه مريض أستوقفه رجل المرور وأصر على أخذ رخصه، رغم أنه كان هذا الطريق الوحيد الذي أمامه.. وفى النهاية اضطر أحمد أن يترك له رخصه حتى يلحق أن يذهب بالمريض لأقرب مستشفى.. وموضوع الرخص أثر عليه في عمله بالسلب طبعا، وتم إيذائه.. وفي النهاية حصل على رخصته بعد توسلات شديدة.
مغص أو صداع
وهنا دخل المدير معنا في الحوار قائلا أنه يصله في اليوم 12 ألف بلاغ.. 400 بلاغ بس هما اللي بيكونوا صح، ومفيش قوانين تحكم الموضوع.. يعنى ببساطة ممكن أي حد يطلب 123 ويهزر دون وجود رقيب رغم وجود إظهار رقم الطالب.. ولكن هيشتكوا مين ولا مين، وخصوصا أنه لا يوجد قانون يعاقبهم.

ويكمل المدير كلامه قائلا أنهم قدموا شكاوى كثيري بسبب هذا الموضوع دون فائدة، مضيفا أنه لديه تسجيلات لناس يتصلوا ويشتموا رجال الإسعاف بأقذر الشتائم، ولو دخلتي الآن غرفة الاتصال هتسمعى بنفسك.

وبعد أن خرج أكمل أحمد حواره قائلا: أوقات كثيرة نطلع بالعربية وبعد أن نذهب للمكان يقولوا لنا خلاص مش عاوزين الإسعاف.. ولا نملك فعل أي شيء لأن ده شغلنا وإحنا منقدرش نتعدى على أحد بالسب ولا أن نأخذ منه موقف لأنها خدمة مجانية وهذا حقه، ولكنه نسى أنه يعطل حق إنسان في أشد الحاجة للسيارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا


.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس




.. وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبد المحسن عن عمر ناهز الـ 75 عام