الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على وزير اعلام سوري سابق-

سلطان الرفاعي

2007 / 4 / 15
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لماذا نطالب دائماَ باستقالة الوزارة والوزراء ؟ ليس حسداَ ولا غيرةً ولا حقداً . ولكن حتى يخرجوا من الوزارة ويُصرحوا بما يكتمونه .

وزير الإعلام السابق السيد مهدي دخل الله، وطيلة استلامه لمنصبه في وزارة الإعلام، لم نسمع منه، مع الأسف شيئاً مفيداً. أما اليوم بعد أن خرج من الوزارة، فقد قرأنا له في جريدة تشرين، العدد تاريخ 11-4-2007، مقالاً أكثر من رائع، ولو انه تجرأ على كتابته يوم كان في الوزارة، لكان أصبح للإعلام السوري نكهة أخرى ومصداقية وشفافية، ولكن هيهات أن يحصل ذلك. والعجيب في الموضوع، هو فكرة الرقابة الذاتية الصارمة والتي يتبعها المسئول على نفسه. وعلى مبدأ 100 كلمة وزير ولا كلمة الله يرحمو.

يقول المسئول السابق، السيد وزير الإعلام في حديثه: (( اليوم كلنا نفهم أن نكون بحاجة للعون المعرفي والتقني من الاقتصاديات الصناعية المتطورة بما فيها الصين وروسيا وربما الهند، لكن من المؤلم أن نطلب هذا العون من دول كنا قد سبقناها في مرحلة الإقلاع التنموي لكنها سبقتنا بعد ذلك كماليزيا وتركيا وإيران وفنزويلا وكوبا إضافة إلى عدد كبير من دول أميركا الجنوبية. ))

((لماذا نتخلف عن دول نامية كنا قد سبقناها في مرحلة الإقلاع التنموي؟ )).


وأيضاً سيدي الوزير، لا تعرف السبب بعد أن خرجت من الوزارة ؟

سيدي الوزير السابق: كنت وما زلت تنتمي للحزب الذي يقود المجتمع والدولة على ما تقول الآية الثامنة من سورة الدستور السوري. كنت في وزارة الإعلام، وعُقدت عليك آمال كبيرة، من أجل دفع عجلة الإعلام السوري المهترئة إلى الأمام . وفي عهدكم الميمون ُهزمت سوريا شر هزيمة، وجرى (تلبيسها) جريمة لم تقترفها، وتحميلها وزر العديد من الجرائم وبسبب السياسة الإعلامية البالية، لم يسمع أحد صوتنا، ولا دفاعنا، بل كنت سيادتك شخصياً تضطر لاستعمال بعض وسائل الإعلام اللبنانية من أجل الدفاع عن وجهة نظر الدولة والنظام. وكل ذلك لقناعتك الأكيدة، بأن التلفزيون السوري الذي اؤتمنت عليه، لا يمكن أن يصل صوته المبحوح إلى الزبداني.

الحرية يا سيدي، والتي لم تمارسها في الإعلام، يوم سنحت لك الفرصة. والتي لم يمارسها غيرك في الاقتصاد، والتجارة والتعليم والصحة والرياضة والصناعة والإدارة، هي السبب الأول للجواب على سؤالك.

أذكر يا سيدي الوزير، عندما كان يزورنا وفد صناعي غربي، كنتم تأخذونه إلى معمل الخماسية، وعلى ما أظن، هذا المعمل ليس من إنجازاتكم ! واللبيب من الإشارة يفهمووووو.

لقد تعمدتم إخفاء الحقائق عن الشعب، تعمدتم استحمار الجماهير، تعمدتم تخريب البلد.

في تلك الدول النامية، والتي تتحدث عن تقدمها علينا، لم يكن لديهم اتحاد لطلبة سوريا، وبعد أن تنتهي مهمتهم الأمنية الطلابية، يجري إرسالهم إلى الخارج وبعلامات متدنية، وبأفكار متخلفة، ليعودوا إلى الوطن مهندسين، وأطباء، ومدرسين، يُساهموا في نشر الظلام والغباء، وطمس عقول الطلاب ودفع عجلة التطوير إلى الخلف وبسرعة قصوى.

عميد إحدى الكليات العلمية اليوم، كان مجالاً للتندر طيلة دراسته الجامعية، وإذا به تنفتح في وجهه أبواب السعد ويُسافر ويعود بدرجة دكتور مخبر درجة أولى، ومن ثم إلى كرسي العمادة. وأعتذر منه، لأن مثله الكثيرين، من الذين يحملون شهادات أين منها شهادة محو الأمية.

ولن أتكلم عن الشهادات التي تصل إلى طالبها، وهو لم يغادر وطنه، وطبعاً نحترم فيه وطنيته والتي جعلته يرفض الخروج من سوريا، ويبقى صامداً إلى أن تأتي شهادته، ويجري تعيينه في الجامعة عا عا.

وليت الأمر بقي عند هذه المشكلة، فهناك رئيس لإتحاد مهني كبير، لم يحصل على الابتدائية، ومع ذلك وصل إلى مجلس الشعب، وقاد مسيرة اتحاده إلى (الهاوية ). القمة بما يملكه من فكر نابغ ورؤية مستقبلية للخلف.

الإقلاع التنموي: أجمل ما قرأته في عبارتك سيدي الوزير، برأيك، وأُحلفك بالتلفزيون السوري الغالي على قلبك، شو يعني إقلاع تنموي ؟

عندما نضع هذا الوافد العائد الفاقد للمعرفة والعلم في منصب مدير معمل أو منشأة صناعية؛ وعندما يقودها إلى الخراب والإفلاس والخسائر الكبيرة؛ وعندما نكافئه على كل الخسائر والخراب الذي أحدثه في مؤسسته: بتعيينه في مؤسسة أكبر أو حتى تسليمه وزارة كاملة. أو لا نحاسبه أبداً. عندها لن يكون هناك لا تنمية ولا تطوير ولا تقدم، عندها سيكون: إلى الوراء در والخلود لرسالتنا.

سيدي الوزير: نعم وبصريح العبارة، وطبعاً لا تستطيع سيادتك أن تذكر الحقيقة، فقط دورك اليوم: أن تتساءل، أما الجواب على سؤالك فنقوله لك نحن: حزب البعث، وبعض قيادييه، هم الجواب على سؤالك. فأين كان كل هؤلاء القادة، يوم كانت البلاد تتدهور، يوم لم يكن هناك علبة محارم ولا سمنة ولا زيت ؟ أين كانت قيادة البعث، يوم تم إرسال كل هؤلاء الغير مستحقين إلى الخارج ؟ أين كانت قيادة حزب البعث يوم تم تعيين كل هؤلاء المخربين في مناصب قيادية وصناعية واقتصادية وإدارية.



الآن يا سيدي فقط، بدأنا نسمع عن سحب شهادات مسبقة الصنع، الآن فقط بدأنا نسمع عن محاسبة للمخربين، الآن فقط بدأنا نسمع عن إحالة ضباط شرطة على المعاش، الآن فقط بدأنا نسمع عن إقالة وزراء ومدراء عامين لأسباب تتعلق بالنزاهة.


في روما القياصرة تم سن قانون دُعي ( قانون damnatio memorial) الذي تم بموجبه حذف أسماء المجرمين والخونة من كتب التاريخ، وبهذا القانون تم حذف اسمين لأثنين من الملوك ( كاليجولا ونيرون ). ولكن لدينا للأسف يا سيدي الوزير، أسماء أرعبت الشعب السوري، ولا زلنا نسمع بها وبمغامراتها وبأملاكها وبرحلاتها وطلعاتها ونزلاتها ومشاريعها وقصورها، حتى هناك منها من نراه يستعد لاقتحام مجلس الشعب ؟؟

وكل هذه المهازل يا سيدي الوزير لا تستقيم مع الإقلاع التنموي !

---------------------------------------------------------------------------------------------

برسم الإقلاع التنموي ووزارة الإعلام:

عندما يتعلق الأمر بحجب الفكر ومنع الكتب، فإن المشكلة ليست بوجود سجل للكتب الممنوعة، وإنما المشكلة تكون عندما لا يتوافر مثل هذا السجل، حيث تصبح جميع الكتب-باستثناء الكتب المجازة رسميا والكتب الدينية- مثيرة للشك أو ممنوعة. وهذا يعني أنه بدلاً من سجل الكتب الممنوعة يوجد سجلا للكتب المجازة. مما يعني مزيد من الخنق على الكتب الأخرى، وهذه الوضعية للأسف لا زال معمولا بها في وزارة الإعلام الموقرة.

وبما انك سيدي الوزير بدأت الكلام وأرجو أن تستمر؛ لدينا طلب ترخيص لمجلة ليبرالية منذ أكثر من سنتين، وقد قيل لنا أنها خرجت من فرع الأمن السياسي منذ أكثر من سنة، وحتى ساعته لا نعلم أين وصلت، ولمعلومكم مثل هذه الرؤية تدفع التنمية إلى الأمام، وتمنعنا من استيراد المياه من السعودية والإمارات في عملية تمثل اكبر عار على سوريا وينابيعها الرقراقة. قا قا

دمشق

12-4-2007










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً