الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في إشكالات قراءة النص

فاديا سعد

2007 / 4 / 15
الادب والفن



كنا ثلاث أدباء، شاركنا، بأمسية قصصية في مركز "المزة" في دمشق. ألقيتُ على مسمع الحضور قصتين من بينهما: "سؤال وجواب"
عندما استلمت زميلتي المنبر، وكانت بوقار سفيرتنا إلى النجوم: "فيروز" وثقة بالنفس لا تقل عن إيزابيل الليندي، ونظرة متعالية لا تقل عن ضابط أمن، وقبل أن تبدأ بإلقاء ما في جعبتها الأدبية، تناولتني بهذه الطريقة:
"قبل أن أبدأ.. لي عتب بسيط على الآنسة فاديا سعد.." ونظرت إلي متابعة: أرجو ألا يصبح ابنك مهرباً.. ولكن لماذا تقولين له: .. أو حتى معلماً؟"

طرافة الأمر أن الملاحظة: صدرت من أديبة.
في الجزء الثاني من الطرفة: أنها تحدثت إلى شخصي بصيغتين ملتبستين، الأولى: على أني آنسة، والثانية: تأكيدها من جانب آخر: تحدُّثي مع ابني في خلط واضح بيني وبين بطلة النص الأدبي.
أما ثالث الطرفة: أن الملاحظة صدرت من أديبة مشارِكة في الأمسية، لا من أحد الحضور، أو النقاد، وهنا يجب الإشارة أنه: ليس من حق مشارك أن يقيّم مشاركاً آخر، ويجعل من نفسه أستاذاً على زميل له. وأن النص استفزها لدرجة أنها لم تستطع أن تكتم انفعالها.
لن أحدثكم عن الأمور الغير طريفة، وحصلت في تلك الأمسية لأنه ليس جوهر ما أتناوله.

أما في الجزء الأول: فالكاتب الحق يُفترض أنه ملمٌّ بأجواء الكتابة، فغالباً يقوم عمل روائي كامل على جملة سمعها الكاتب، أو قصة بسيطة حصلت. وهذا ما يتعلق، وقدرة الخيال على الخلق والإبداع، وتوظيف خصوبتهما في العمل الأدبي، أو أي إنتاج عقلي آخر.

أين تكمن المشكلة؟
إن لم يستوعب متلقي النص هذه المعادلة البسيطة، فقد يقوم بعملية تقييم لشخص الكاتب من خلال بطل القصة، وتعامله في هذه الحالة، وبهذه الطريقة إجحاف لشخصه الحقيقي.


تصورا أن نتعامل مع كاتب مثل "إحسان عبد القدوس" ونحكم عليه على أنه مراهقة، لأنه أجاد التعبير عن حالتها؟! و الطامة أكبر لو كان الذي لم يستوعب الحالة هو أديب آخر.

حين كتب طه حسين روايته الشهيرة "دعاء الكروان" هل كان هو الفتاة البدوية؟! أم أنه استطاع الغور في أعماق الجوهر الإنساني، ليجد أن هذا الجوهر، واحد عند الرجل والمرأة، وأن الأفعال البشرية، وردود أفعالها، تدخل ضمن خانات محدودة، و تأتي هذه الأفعال وردودها، منسجمة مع كتلة الأخلاق والسلوك السائدة، في مجتمع معين؟

وكان دور "طه حسين" هو في رهافة الحس، وفي التقاط الحالة النفسية العميقة، في سلوك الفتاة البدوية، وأتمَّ على الأمر حين امتلك معارف حول قانون الممنوعات والمرغوبات الاجتماعية..

إن إحدى المشكلات، التي تواجه كاتب النص أنه متهم مسبقاً.
الكاتب متهم لأنه يكشف عورات المجتمع، يستوضح ببساطة كتمان سياسي. اجتماعي. ثقافي عام، وما عليكم سوى الاطلاع على عدد الكتّاب، الذين تم اغتيالهم، سواء من قبل السلطات الحاكمة، أو التنظيمات الإرهابية، بحسب الجهة التي يشكل الكاتب خطورة عليها.
هو متهم، لأنه يكشف عورات نفسية، خطيرة، ونتستر عليها نحن بأشكال مختلفة.

لماذا ودائماً في مثل هكذا مقالات، يستحضرني مقتل "ابن المقفع" والسادية المفرطة في إنهاء حياته، حين أشعل جلادوه النار، ثم قطعوا أعضاء جسده، وهو حي: قطعة. قطعة، ورموها في النار حتى مات.

أنا مؤمنة أنه كلما، أتقن الكاتب أدواته النفسية، والتعبيرية وأجاد استخدامهما، كلما ظهرت الآثار جلية في ردة فعل المتلقي وقارئ النص..
أؤمن أن أية قراءة للنص الأدبي، لا تخضع لتحليل الفكرة، التي يتحدث عنها النص، تطرح مشكلة قارئ وليس كاتب.

في المرة القادمة سأحدثكم عن طرفة أخرى، حصلت مع بعض المدونات في موقع مكتوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب