الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصرافيه والهارثه والبرلمان

رياض الكفائي

2007 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



خلال العدوان الغاشم على العراق عام 1991 إثر السياسات الطائشه للنظام السابق. قامت طائرات التحالف بتدمير كامل للبنيه التحتيه لبلد الحضارات.
وكان من بين المشاريع الستراتيجيه المستهدفه بالقصف الجوي, محطة توليد كهرباء الهارثه الحراريه في البصره فقد قصفت بشكل مكثف و شامل, وطبقا لتقرير اغا خان مبعوث الأمين العام للأمم المتحده حينئذ كانت نسبة الدمار في المحطه 100% .
بيد أن كوادر المحطه بالاشتراك مع الجهات السانده من المنشأت الاخرى تمكنت من إعادة 50% من الطاقه التصميميه لها التي كانت 800 ميكاواط‘ وبنقلة نوعيه في الاداء الهندسي والفني لم يعهده العاملون في هذا الوسط من قبل, وكان من أهم الانجازات التي تحققت في اعمار قطاع الكهرباء .ولكن معظم ابناء الرافدين لايعلمون أن هذا الاعمار ما كان ليتم لولا جسر الصرافيه . فلقد كان العمل بحاجه الى دعامات حديديه بقياسات محدده غير متوفره في الداخل ولايمكن استيرادها من الخارج بسبب ظروف الحصار الجائر على الشعب العراقي . فما كان من جسر الصرافيه الا أن لبى استغاثة الكهرباء وأعطى جزءا من بنيته الحديديه ليسهم في اعمار المحطه وبالتالي إعادة النور الى العراقيين.
فليس مستغربا أن تطال يد الحقد هذا الصرح الجميل لما له من وقع يسمو بالشموخ في نفوس أحفاد ابراهيم, لينال ما ناله البرلمان العراقي الذي يحاول أن يعيد النور الى عراق المحبة والتسامح والسلام.
أنا لا أميل الى الرأي القائل أن قطع أوصال هذا المعلم البارز في بغدادعقب تفجيره من قبل قوى الظلام والجهل هو تأسيس لمرحله قادمه تعنى بتقسيم بغداد . فالبغداديون بما عرف عنهم من قلوب مفعمة بالحب وروح طافحة بالود لا يقطع أوصالهم جسر مهما كانت قدسيتة والذي سيتم إعادة بنائه بسواعد أحفاد بابل بناة الجنائن المعلقه كما أعادوا أعمار جميع المعابر التي حطمت في تلك الحرب الشؤوم بل أضافوا اليها عددا من المعابر كان ابرزها جسر الحسين ذا الطابقين والذي كان الصرافية حاضرا في تشييده وأحد روافده المهمه.
ولكن الذين ذهبوا ضحية الجسر والضحايا الاخرون في مختلف انحاء العراق من أهلنا وإخواننا لا يمكن اعادتهم. هؤلاء الشهداء السعداء هم الثروه الحقيقيه التي نخسرها كل يوم. إننا بحاجه الى جسور عديده وذات دعامات اقوى وأمتن من دعامات جسر الصرافيه كي تكون عصية على كل اعداء الوطن من محتلين وتكفيريين وبعثيين ومفسدين, نحن بحاجه الى جسر للمحبه وآخر للاخاء والوئام وجسرا للتسامح والتلاقي... وأيضا جسرا للقصاص من الخونه الذين يريدون تمزيق الوطن. ولكن هذه الجسور سوف لن تبنى على ضفاف دجلة والفرات بل بين أروقة البرلمان العراقي وبين كتله وأفراده بعد أن يتم تطهيره من كل دنس وعفن ورديء.
أيها الاخوه في البرلمان أنتم وحدكم قادرون على إنتشال العراق من هذا المستنقع الذي أتسعت رقعته وفاحت رائحته وكثر بعوضه وأنتشر داؤه, فكل قطرة دم تسفك في أرض الرافدين هي في أعناقكم.
إن ماحدث من تفجير في دار استراحتكم هو أعتداء سافر على كل الشعب العراقي وهو مدان بكل المقايس لكنه من صنع أيديكم فكفى تمزقا وكفى تشرذما " فمن يزرع الأشواك يحصد اللسعات " كما يقول المثل الأنكليزي.
لازال العراقيون يتطلعون اليكم رغم أن جميع ما يحدث في الساحه العراقيه من عنف هو إنعكاس لخلافاتكم وتوجهاتكم التي ربما تحرك بعضها عوامل جاهليه أو مصالح أجنبيه .
الكاتب الفرنسي مولير قد قال يوما " المصالحة السيئه أفضل من دعوى رابحه" ومصالحتكم ايها الساده" ممثلي الشعب" ليست سيئه بل دعوتكم خاسره لتكن دعوتكم لوحدة الوطن والعيش المشترك والذود عن أمنه وسيادته, ومصالحتكم على التسامح ونبذ الطائفية وإعادة البسمة لاطفال العراق والشروع بإصلاحات أقتصاديه كفيلة بأزدهار البلد الذي ينشد الرخاء ولننسَ آلامنا ونترك جراحاتنا يطببها الزمن ولكن التعرض للوطن هومساس بالعرض والشرف ولنتأسَ بقول شاعرنا عدنان مردك بك
إن الجراحَ وإن شجتْ لاتخلدُ
تُشفى لواعجها ويصقلها الغدُ
والجرحُ بالاعراض ِ ليس بمنقض ٍ
تُفنى العصور وعارُه يتجددُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نزوح 300 ألف من رفح.. واشتباكات ضارية بين القوات الإسرائيلية


.. لا تنسيق مع إسرائيل بمعبر رفح.. القاهرة تعتبر اتفاقية السلام




.. السير نحو المجهول.. مأساة تهجير جديدة تنتظر نازحي رفح الفلسط


.. الخلافات تشعل إسرائيل..غضب داخل الجيش الإسرائيلي من نتنياهو




.. موكب أمني لحماية المغنية الإسرائيلية -إيدن جولان-.. والسبب -