الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير....أين الحدود؟

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2007 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هناك فرق بين حرية التعبير وحرية السب والقذف. إن الدساتير فى العالم الحر تحمى حرية التعبير بالوسائل المختلفة وعلى رأسها الآراء المنطوقة والمقروءة. وهذه الحرية هى التى دفعت هذه الدول نحو التقدم وساهمت فى اجتثاث الفساد والمفسدين فى الأرض ، وهؤلاء المفسدون يعملون فى الظلام ويكرهون الأضواء حتى لا ينكشف أمرهم، لذلك فهم دائما يسعون إلى إطفاء الأنوار وتكميم الأفواه وخنق حرية التعبير تحت دعاوى السب والقذف حتى يستمروا فى السرقة والفساد. ومن المعروف أن قوانين الدول المحترمة تعمل على حماية حاملى الشموع والمصابيح طالما يسعون لكشف الحقائق. فلولا هذه الحماية لما تمكن بوب وودوارد وبرنشتاين الصحفيان بجريدة الواشنطن بوست من كشف فضيحة ووتر جيت فى عام 1972م والتى تورط فيها الرئيس ريتشارد نيكسون عندما أمر بالتجسس على مبنى ووتر جيت (مقر الحزب المنافس، أى الحزب الديمقراطى). ومن هذا المنطلق فإن الدول المتقدمة التى تدرك أهمية الإعلام الحر تصر على وضع فاصل بين حرية التعبير وحرية السب والقذف وتعمل على عدم الخلط بين هذه المفاهيم.

ورغم تقديس حرية التعبير فى العالم المتقدم إلا أن هذه الحرية غير مطلقة ولا يسمح لها بالتعدى على حرية الآخرين ولا يسمح لها بالنيل من كرامتهم. يوم الأربعاء 4 إبريل وأثناء مباراة لكرة السلة النسائية فى أمريكا بين فريقى روتجرز وتنيسى قام المذيع دون ايماس الذى يعد أحد المع المذيعين فى شبكة راديو وتلفزيون سى بى أس وعضو جمعية مشاهير الإذاعة بتعليقات عنصرية ساخرة ضد فتيات فريق جامعة روتجرز مثل " الفتيات العاهرات ذات الشعر الأكرت" وعلى الفور قامت الدنيا ولم تقعد وهبت جمعيات الحقوق المدنية للدفاع عن الفتيات وازداد غضب زعماء المجتمع المدنى من أمثال القس جسى جاكسون وال شابرتون وبتى دوبسون وطالبوا بإقالة المذيع الشهير وأعرب ايماس عن أسفه واعتذاره المتكرر واضطر مسئولو شبكة سى بى اس إلى إيقاف بث برنامجه لمدة أسبوعين إلا أن المطالبة بإقالته لم تتوقف مما دفع المسئولين إلى اتخاذ قرار الإقالة الذى صدر يوم الخميس 12 إبريل. هذا رغم أن البرنامج (ايماس فى الصباح) الذى يقدمه كان من انجح البرامج الرياضية، إذ يدر دخلا لشبكة السى بى أس يقدر ب15 مليون دولار سنويا ولم يكن ايماس هو الضحية الأولى لإساءة حرية التعبير، فقد سبقه جيمى سنايدر وهو مذيع فى السى بى أس الذى قال فى عام 1988 إن السود متفوقون فى الرياضات لأن البيض قاموا بتربيتهم على هذا النحو ورغم اعتذاره إلا أنه فقد وظيفته وكذلك ال كامبينيس، مدير عام نادى دوجرز بلوس أنجلوس فى الثمانينات، الذى أقيل من منصبه عندما أعلن فى برنامج النايت لاين فى شبكة ايه بى سى فى عام 1987م أن السود لا يملكون القدرات الذهنية الخاصة التى تجعلهم مديرين ناجحين فى مجال الرياضة.

وخلاصة القول فإن حرية التعبير غير مطلقة ولا توجد حرية إعلامية مطلقة فى العالم الحر، فهناك فاصل بين البحث عن الحقيقة وكشفها للرأى العام وبين توجيه الإهانات للآخرين بهدف النيل من كرامتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سنوات من القطيعة.. اجتماع سوري تركي مرتقب في بغداد| #غرف


.. إيران تهدد بتدمير إسرائيل.. وتل أبيب تتوعد طهران بسلاح -يوم




.. وفاة طفل متأثرا بسوء التغذية ووصوله إلى مستشفى شهداء الأقصى


.. مدرسة متنقلة في غزة.. مبادرة لمقاومة الاحتلال عبر التعلم




.. شهداء وجرحى بينهم أطفال في استهداف الاحتلال مجموعة من المواط