الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنديل الليل وحديث الصم في سفر القطيعة

محمد الإحسايني

2007 / 4 / 15
الادب والفن


قنديل الليل وحديث الصم في
سفر القطيعة
نقد
*لاأخفي حاجتي لقراءة رواية إصحاحا ت من سفر القطيعة مرات عدة،تمكن من حصرهذا العمل في إطاراته التقنية والفكرية بلا نظر في نتاج" محمد الإحسايني" :" المعتربون" ،رواية، وعناصر منفصمة،
رواية، والمجموعة:" مذكرات كلب غير عابئ ولامخدوغ "

يقسم الإحسايني فصول روايته إلى اثني عشر إصحاحاً :[ أولها، الممسوس بنار الحقيقة فإذا به كالماء يأخذ لون وحجم الكأس، وآخرها:الغايات.] تقسيماً يخالف إنجيل يوحنا. وباختياره اصطلاح الإصحاحات،
لايحاكي يوحنا في إنجيله بواحد وعشرين إصحاحاً.إنما استعارة المؤلف لـ إصحاحات، هي بغاية فنية وتقنية فقط.أما السفر هو الكتاب المقد س الذي لا يعني هنا كتاباً مقدساً بذاته؛ بل هو الواقع الاجتماعي في تجلياته، والعلاقات البشرية التي تحكم الأشخاص في تحولاتهم القيمية وتصرفاتهم اليومية التي تملي أو يملونها. بلا أقل رغبة من المؤلف في شحن شخوص روايته ووقائعها وتكثيف كتابته رمزياً.
هذه الرواية إصحاحات من سفر القطيعة : عمل فني يرصد جزئيات الواقع العام العربي والواقع الخاص المحلي؛وتداخل هذين الواقعين في تجربة شخوص الرواية حياتياً هي مادة المؤلف ورؤيته للعالم.وهذه
خاصية تبررها لغة الكاتب المطابق بين التقرير المرغوب والتصوير الشعري ؛في صيغ تكافؤ بين اللحظات المعيشة والإحساسات الطارئة والمواقف الثابتة والرؤى المنقبة الجامحة... وإن كان شكري عزيز ماضي يقول:" ولغة الرواية الحديثة بسبب التركيز الشديد أقرب إلى الشعر، الأمر الذي يعيق
تتبع الحركة الروائية في مواضع متعددة..."وفي دراسة لرواية النار والاختيار لخناثة بنونة، يقول:"
أما لغتها؛ فأقرب إلى لغة العلم الجافة، ولعل ذلك سمة من سمات الأسلوب المغربي في الكتابة" لكــن
الإحسايني يزاوج التقرير بالشعر تكثيفاً للصورة بلا أن ترقى إلى الرمز الذي يقطع على القارئ لذة المتابعة متى عمد الكاتب إلى الرمزقسراً وحشاه نصوصه بمجانية ملحوظة.
ويضع الإحسايني إطاره الزمني في أمكنة مألوفة؛تراوح بين الماضي ، والحاضر، والمستقبل- يقول:"
وحتى لاأ تناقض مع مبادئي، لايمكن أن أؤسس من جديد مستقبلاًً أؤمن به أكثر من اللحظة؛فأنا إن فعلت،
سيكون ذلك على قاعدة من أوهام ماضية" ص 13 ، [عفواً للمؤلف فهو يكره هذا الرقم، كما ظهر من خلال روايته].معتمداً تقنية ترجيع الحاصل" فلاش باك"- التذكر -، وتقطيع الصور والمواقف في متتاليات كما هو معمول في التقطيع السينمائي. والتضمين الشعري الذي ليس غاية هنا،كما هو مقصود لذاته عند محمد المويلحي، في حديث عيسى ابن هشام، وألف ليلة وليلة،وتوظيفه عنصر التوثيق:[ الرسالة- ألبوم الصور الخاصة...] بما يخدم السرد الروائي، ويسند خصائص الوصف، والحوار،ويبرز أبعاد الشخوص في صراعهم المستمر مع الناس والواقع .هذه الأدوات، تبرز بجلاء،في كتابات روائية عالمية من مثل مصلح البيان الضرير مارسيل بريفو وقوة العصر سيمون دو بوفوار، وسيرة حياة أسادو دانكان،التي عرف الرقص الباليه[ تحولات كبرى] على يديها في أوروبا حتى أثينا.
تتحرك شخوص محمد الإحسايني في هذا الخضم: كالممسوسة بنار الحقيقة وإذا هي مصبوبة بالماء الذي يأخذ لون وحجم الكأس حيث ينتفي التقسيم المألوف للشخوص الروائية[رئيسية- ثانوية- مكملة]: فالراوي أوقنديل الليل يمتلك ناصية السرد الذي يعتبر فاعلاً فيه وممكناً باقي الشخوص من الفعل بدورها في تنامي الأحداث روائياً.قنديل الليل[أو ما تصح تسميته بـ قزم فرانك ستوكتون في قصة الزمار والعجوز حيث يحاول القزم الإيقاع بالجنية، لكن الراعي العجوز يسجن القزم داخل جذع شجرة ويغلق [ لحاءها] عليه.هكذا تنجو الجنية من مقالب القزم. وتكون هي أيضاً سبباً في إطلاق سراحه مع بواكير الخريف . ] يسلط ضوءه على واقع الشخوص التي يرتبط بها وجدانياً أومهنياً أوفعالياً مبدياً مواقفه منها وطموحه لمساعدتها أو لمشاركتها رغبتها وتعاستها...هو في الحقيقة كل شخوص الرواية.
هل التجارب الروائية المغربية ما فتئت وفية للنماذج الروائية المعروفة في الآداب العالمية؛أم إن روائيينا يعبرون عن رؤاهم وقضاياهم ضمن أشكال أد بية تخالف ما اصطلح عليه بالرواية؟ عند الطبيعيين أو الواقعين أمثال [ زولا- تولستوي- د يكنز- تورجنيف – ماركيز –بول ريكير –فيلرميتوف...] فقد لاحظنا أن المؤلف يسمي فصول روايته إصحاحات من سفر القطيعة باثني عشر اسماً [ إصحاحات ] على غرار رواية سداسية الأيام الستة لـ إميل حبيبي. ورواية بطل العصر لـ فليرمتوف الذي قيل في روايته إنها : "على شكل خمس قصص مستقلة تتناول وصف حلقات مختلفة من حياة البطل الرئيسي بيتشورين الذي يجمع هذه القصص ليخلق منها مؤلفاً واحداً"[ كتاب الرواية الروسية].
إن الرواية المغربية ما تزال في قبضة كثير من العوائق التي حصرشكري عزيز ما ضي بعضاً منها...


عزيز الركراكي- "الميثاق الوطني" الصفحة الأخيرة- 5/ /3 /1991
ملاحظة: بقية القصاصة التي تلخص حكم الناقد الأستاذ عزيز الركراكي. ندرجها في عدد لاحق. م الإحسايني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي