الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصا الملك

نبيل محمود والى

2007 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


من جاء إلى السلطة على رأس دبابة و بالقوة العسكرية ليحكم الوطن يظل دائما وهكذا متمسكا بمظاهر تلك القوة العسكرية لأنه يعلم ويعى أنه بدون تلك المظاهر العسكرية التي يصبغها على الوطن ليظل جاثما على عرش مصر لا يمكنه الاستمرارية ! وكأن المؤسسة العسكرية أصبحت العصا التي يؤدب بها الحاكم رعايا الوطن هكذا فعل ناصر والسادات والرئيس مبارك !

الدولة المصرية أخطأت خطأ فادحا وسقطت في المحظور وأقحمت الجيش في السياسة صراحة وخرجت علينا المؤسسة العسكرية وأعلنت مبايعتها لأحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية الماضية وأقحمت جنود وضباط الجيش في حملة الدعاية للرئيس بينما الجيش هو أهم وأخطر مؤسسة في البلد يحظى باحترام وتوافق الجميع على ولاؤه للوطن وليس لأي شخص ولا أحد يشك في ذلك! هذا هو جيش مصر!

لقد اعتادت الدولة المصرية على دفن المشاكل لاحلها بحجة حساسيتها وهذا المنطق يشعل الفتنه ويفتح أبواب الجحيم وهو منطق الإخفاء وقاعدة التعميم حتى لا نقترب من القضايا والمشاكل والمناطق المحظورة والتي تكشف مصائب وعورات النظام وكوارث الحكومة وتفضح عقلية المسؤلين تحت مسمى القضية أمن قومي لإرهابنا ومنعنا من مجرد التطرق إليها فلا الوقت والأوضاع السياسية والاقتصادية ولا أحوال المعيشة الاجتماعية والنفسية أصبحت تسمح بتأجيل مناقشة أي قضية أو فتح أي ملف في هذا الوطن.

توسيع اختصاصات القضاء العسكري في ثوب قانونه الجديد فضلا عن أنه يقلص من صلاحية القضاء المدني ومن ثم توسيع دائرة خضوع المدنيين أمام محاكم الثورة ( فاكرينها) أقصد القضاء العسكري أعاد إلى الأذهان المشهد ذاته عندما قام الرئيس جمال عبد الناصر بانقلاب العسكر فجر 23 يوليو 1952 كانت قولته المشهورة أن الجيش هو عصا الملك ويجب انتزاعها من بين يديه... وقد كان وخضعنا لحكم العسكر إلى اليوم وأصبحنا أنموذجا في المنطقة العربية يحتذي به لتكريس الجيوش لحماية العروش والكروش! ولكن سيظل السؤال الأهم والأخطر مطروحا على الساحة في ظل إقحام الجيوش في اللعبة السياسية هل كان نزع عصا الملك أخر المطاف ؟ أم أن التاريخ سيعيد نفسه ومن الممكن أن تتعرض مصر لانقلاب عسكري طالما قواعد اللعبة في عسكرة المجتمع على حالها ولم يصبها الدور في التغير والإصلاح وعدم إقحام الجيش في السياسة ؟

الجيش المصري هو جيش مصر وليس جيش آل مبارك والنظام يلعب بالنار بإقحام الجيش في السياسة وإذا كانت القوات المسلحة والحرس الجمهوري ومعهم البوليس وكل أجهزة التخابر والتصنت والتجسس على المصريين لم يتمكنوا من إنقاذ رقبة الرئيس السادات من الاغتيال في حادث المنصة وعلى الهواء مباشرة فهل قانون القضاء العسكري الجديد وتوسيع اختصاصاته حتى يؤدب المدنيين المعارضين سيفلح في إنقاذ مصر المحروسة من كل ما ألم بها أو يساهم في تركيع المعارضة المصرية ! أشك في ذلك كثيرا !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025