كلمة <<الاتحاد>>
 
الثلاثاء 2003-08-19
 إن لجوء حكومة الكوارث اليمينية الشارونية في الأشهر الاخيرة الى تكثيف العملية الاجرامية الهمجية بهدم البيوت العربية، احيانًا يوميًا، واحيانًا اسبوعيًا بالحجة الممجوجة "البناء غير المرخص" يعكس حقيقة ان السياسة الرسمية عاقدة العزم على تنفيذ خطة منهجية مرسومة لدفع عجلة التهويد العنصري على حساب الوجود العربي وبهدف قلع جذور الوجود العربي. وتضع في رأس سلم الاولويات الذي يتضمنه مشروع التهويد العدواني والمعادي لبقاء ووجود المواطنين العرب شحذ الانياب لافتراس الوجود العربي في القرى العربية غير المعترف بها وفي المدن المختلطة، وخاصة في اللد والرملة.
فأمس، الاثنين، قامت جرافات السلطة تحت حراسة مشددة من أذرع القمع السلطوية بهدم منزلين عربيين في اللد، وفي وقت كانت فيه جرافات الاحتلال تهدم بالجملة البيوت العربية في القدس الشرقية المحتلة. وهذه ليست اول ولا ثاني ولا ثالث مرة ترتكب فيها حكومة القهر القومي اليمينية جريمة هدم البيوت العربية في اللد. فقبل حوالي اسبوعين هدمت بشكل تعسفي وهمجي بيتًا في اللد. والحقيقة المرة ان السياسة الرسمية قد حولت وبشكل مخطط الاحياء العربية في اللد والرملة الى ما يشبه معسكرات الاعتقال تحاصرهم اوامر السلطة بمنعهم من التوسع والعمار لمواجهة ازمة الاكتظاظ السكاني الخانقة، هذا اضافة الى التضييقات في مجال العمل والتطور والتمييز الصارخ في مجال الخدمات لعرب الرملة واللد. فتضييق الخناق ومرمرة معيشة وهدم بيوت العرب في اللد والرملة يستهدف في نهاية المطاف دفع عجلة الترانسفير الطوعي بافراغ المدينتين من اهلهما العرب، سد جميع منافذ الحياة في وجه العربي لتيئيسه واجباره على الرحيل والتفتيش عن مكان آمن يستقر فيه.
وبصورة اكثر بشاعة وبعدوانية سافرة تمارس حكومة اليمين واذرعها العدوانية سياسة الهدم وشحذ الانياب ضد عرب النقب والعمل لترحيل سكان واهل القرى العربية غير المعترف بها وحشرهم وتركيزهم في جيتوات مغلقة ومصادرة وتهويد اراضيهم.
ان هذا المخطط العدواني يستدعي رفع مستوى المعركة السياسية - الجماهيرية لمواجهته وافشاله. ونحن نضم صوتنا الى صوت النائب عصام مخّول بدعوته لجنة المتابعة لعقد مؤتمر قطري بمشاركة القوى الدمقراطية اليهودية والهيئات الدولية حول ما يتعرض له عرب النقب، ونضيف الى هذا الاقتراح والطلب العيني ما يتعرض له ايضا عرب المدن المختلطة من مضايقات وجرائم هدم وتنغيص معيشة بشكل عنصري سافر يكشف الهُوية الحقيقية لسياسة التمييز القومي السلطوية المنتهجة ضد المواطنين العرب. وتحضيرًا لهذا المؤتمر فمن الاهمية بمكان تصعيد عمليات التضامن والنشاطات الكفاحية السياسية الجماهيرية ضد سياسة الهدم ومن اجل دفنها.

("الاتحـاد")

نقلا عن موقع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
http://www.aljabha.org/