الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


YouTube ثورة الفيديو على شبكة الانترنت

أمياي عبد المجيد

2007 / 4 / 17
الصحافة والاعلام


بمجرد إدخال كلمة Maroc في الجانب المخصص للبحث داخل موقع youtube حتى تظهر عشرات الأفلام، ويتصدرها فيديو يظهر فيه مجموعة من رجال شرطة مكافحة الشغب ينهالون بعصيهم وأحذيتهم الثقيلة بكل قوة على الأجساد النحيلة لمجموعة من الطلبة في أحدى مظاهراتهم ، وفي نفس الفيديو استوقفني مشهد أحد رجال الشرطة وهو يركض قبل أن يدهس طالبا كان طريح الأرض بكل قوته كأنه يدهس كيسا من الذرة أو القمح ؟!
عرض هذا الفيديو في البداية على القناة الاسبانية الأولى قبل أن ينشر على شبكة الانترنت وبالضبط على موقع youtube ، ليتناقله بعد ذلك مباشرة أصحاب المدونات والمواقع الالكترونية الأخرى . وكتب موسى نعيم رئيس تحرير مجلة فورن بوليسي Foreign policy مقالا مؤخرا يشرح فيه تأثير هذا الموقع وذكر في نفس السياق فيديو لقصة أخرى لعملية قتل وقعت على ممر جبلي بعلو 19.000 قدم نفذها جنود صينيون ضد لاجئين تيبيتيين بينهم رهبان، ونساء ، وأطفال التقطه بعض هواة تسلق الجبال قبل أن ينشروها على موقع youtube .
إن الحديث عن هذا الموقع الذي يستقطب 20 مليون زائر شهريا وعدد هائل من الملفات التي تناهز الخمسين ألف ملف يوميا ، هو حديث عن ثورة حقيقية في مجال الفيديو وتسويقه بين مستخدمي شبكة الانترنت وذلك لاعتبارين أساسيين :
- الأول : كون مقاطع الفيديو التي تنشر على هذا الموقع هي في الغالب من صنع أناس عاديين وربما يكونون هواة يكفي أن يمتلكوا كمرا رقمية أو هاتفا خلويا يحتوي على كاميرا رقمية تسع ذاكرته لتخزين ملف فيديو لبضع دقائق .
- الثاني : أن شبكة الانترنت منتشرة في كل القارات وبإمكان أي شخص أن يربط الاتصال بها وينشر ما لديه ، وتشاهد بالتالي مواده من جانب عدد هائل من الناس عبر العالم دون أن يكون مشكل الاستقطاب مطروحا كما يحدث بالنسبة للقنوات التلفزيونية .
ولعل أهم ما يجعل موقع youtube أكثر شعبية هو قدرته على التأثير في القرار السياسي العالمي كما كانت تفعل مجموعة من القنوات الإعلامية المعروفة ، فهذا الموقع تنشر عليه مقاطع فيديو لعمليات ضد الجنود الأمريكيين، ما معناه أن الرأي العام الأمريكي يكون في صورة أكثر وضوحا لما يتعرض له جنوده في العراق، وأفغانستان وأيضا تنشر فيه قاطع لأساليب التعذيب التي تمارسها بعض الأنظمة كما يحدث في مصر ، وحتى عمليات تنظيم القاعدة ...الخ. ونحن ندرك اليوم تأثير الصورة التي من دون شك كانت خلال العقود الأخيرة سلاح فعال ، فكما يقال لعبت الصورة التي ظهرت فيها الطفلة الفيتنامية العارية الهاربة من ويلات الحرب البشعة الأمريكية دورا في انسحاب أمريكا من فيتنام .
بالطبع الحكومات العالمية خصوصا التي لها سجل غير مشرف في مجال حقوق الإنسان تتذمر من تأثير هذا الموقع ووضعت مجموعة من التدابير التكتيكية تمنع مواطنيها من ولوج من هذه المواقع ، فمثلا إيران عمدت إلى خفض الصبيب حتى لا تكون هناك قدرة لتحميل هذه الأفلام، وكذلك فعلت تونس والسعودية والصين ...ولكن هذه الدول بالرغم من اعترافها بالانفجار الإعلامي إلا أنها تعتقد أن هذه التدابير ستغني الناس على البحث عن الحقيقة التي يمكن أن يعثروا عليها في عشرات المواقع التي تقدم وظائف مشابهة لم تستطع هذه الأنظمة أن تمدد يدها إليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي