الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاكرة الأصوات

هناء شوقي

2007 / 4 / 17
الادب والفن


حفنة من تراب الأرض وإيقاع يحرك السكون في نبض وانفراط عناقيد الندى من رؤوس أزهار اندثرت قبل الموت لتحيى ،،،صراخ يعبئ الفناء، إيضاحات الطرف الآخر بعينيه الفاجرة تتخطى
حواجز الجنون وضبابيات الأفول.

كأس ٌ طافح ٌ بالهواء وأرجوحة ُ الحديقة تترنح بالأرجاء وثغرٌ بلا معنى يصدر أصوات وأصوات كأنه في وادٍ سحيق.
تلك امرأة تخيط ثوب طفلها المنتظر ،تنظر لتكور بطنها تتمتم وتحدق إلى الأعلى وكأنها تنظر للخالق وتحاوره ،،، تعود إلى أرضها ،،إلى حنين زوجها فتبتلع سـُمّ الرفض وتكتظم الروح احمرارا لتقتل الرفض في القبول ،،،تصحو من مهمتها ترتب أشياءها وكأن شيئا ً لم يكون .

تجيد التلاعب في الماضي ،،ً سَمّدت الأرض وزرعت ما يحرك بها النبض "عريشة الياسمين"
تعاهدت تحت ظلها على حب ٍ يطول للأبد ودفء يملأ المكان والجسد .
تقص حكاياتها لأعماقها تهرب من الآتي للماضي تقوى عليه بذاكرتها وتجتاز حواجزه ببراعة ،،
كلما رغبت بحضن الآن أشاح الآن وجهه عنها وسَمّرها بمكانها مرتديا ً وشاح اللا ممزوجا ً بدمٍ
شرقي يخاف النعم ويدغدغ رجولته امرأة تتنفس في ذاك الوطن .
تصرخ من جديد يلاقيها حضن من حديد ، يداعبها يمسد شعرها ويرقرق الدموع من على خديها وتقول بسرها : صبرك يا أيوب.

تبتلع الآهة وتتراقص حنجرتها من مُر إلى أمراه وتبرق عينيها بطيبة ليتجلى نور جديد . ترتدي الجسد الصبور وتمضي معه بحبور وترسم ابتسامة ذليلة لتفشي سر السرور.

تمضي الساعة والربيع يطرق الأبواب وبراعم العمر تتفجر أعينه بروح الشباب وهيكل يرسم أطراف القيود لتصحو على تلك الحدود.
كلما شَقّ النور ذهنها اشتد وصال القيد لعمرها تعود لتصرخ من جديد كأنها تمارس عادة رغبت تكرارها .
ردمتها الأيام بعد صراخ ٍ دام لأعوام فاصطبغت الذاكرة بالأصوات وتحول جسدها إلى صدى وقررت،،،قررت الصمت .

هناء شوقي
فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هو نجم العراق الأول اليوم؟... هذا ما قاله الفنان علي جاسم


.. موسيقى فرقة جوجوكة الصوفية تعزف من جبال المغرب




.. عوام في بحر الكلام - نبذة عن حياة الشاعر الكبير فؤاد حداد


.. عوام في بحر الكلام - اعقل الشاعر فؤاد حداد أكثر من مرة




.. عوام في بحر الكلام - المعتقل خلق المصرية في الشاعر فؤاد حداد