الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الكوردي يستذكر فاجعة العصر.. الأنفال

بدرخان السندي

2007 / 4 / 17
حقوق الانسان


استذكرت كوردستان ولم تزل خلال اليومين الماضيين بكل شرائح شعبها ومؤسساتها الشعبية والرسمية فاجعة العصر الكارثة سيئة الصيت التي اطلق عليها الطاغية صدام اسم (الانفال).
مئات من القرى دكت واحرقت وعشرات الآلاف من ابناء شعبنا الكوردي اغتالتهم يد الموت باشنع اشكال الاغتيال الجمعي دون ذنب اقترفوه ودون محكمة حاكمتهم.
لقد حاول الاعلام الرسمي في عهد الدكتاتور اخفاء معالم الجريمة بشتى الطرق بيد ان مثل هذه الجريمة لم يكن بالامكان اخفاؤها رغم كل اشكال التكتم واساليب القهر، ولكن لا يمكن ان ننكر حقيقة اساسية هي ان هذه الجريمة لم تكن لتظهر على ما ظهرت عليه لولا عملية تحرير العراق واسقاط النظام الدكتاتوري وكشف الاقنعة عن وجوه المجرمين بمحاكمات علنية وشهادات وتقارير وكشوفات واثباتات شاهدها المجتمع الانساني بأسره وأثرت في الرأي العام العالمي بإدانة النظام السابق ولصالح الشعب الكوردي.
اننا نعتقد أن الاعلام المرتبط بالقضية الكوردية ومنذ بداية ثورة ايلول 1961 لم يدخر جهدا لاظهار معاناة الشعب الكوردي وقضيته العادلة وكذلك الجهود الاعلامية التي عملت جهدها بعد انتفاضة الشعب الكوردي للتعريف بالظلم الذي احاق بهذا الشعب، ولكن ما فعلته هذه المحاكمات العلنية وما كشفت عنه من حقائق سيبقى دورها موضع تقدير ووفاء للشعب الكوردي وكل وسائله الاعلامية وسيبقى ايضا عاملا من عوامل تعريف العالم بما احاط بالشعب الكوردي من ظلم ما بعده ظلم بتاريخ الانسانية ورد حاسم على كل من حاول للأسف الشديد من العالمين العربي والاسلامي تسويف هذه القضية او التكتم عليها رغم هول الكارثة وعظمة الجرم فاننا نعتقد بان هذه الكارثة اصبحت عاملا من عوامل دفع القضية الكوردية الى امام من اجل تحقيق اهدافها الانسانية المشروعة لحياة حرة كريمة من جهة ومن جهة اخرى فاننا نرى ان مسألة التفكير بابادة الشعب الكوردي اصبحت غير ممكنة من اية جهة شوفينية تفكر في يوم ما ان تسلك ذات المسلك الذي سلكه نظام صدام وفي أي جزء من اجزاء كوردستان.
اننا اذ ننعم اليوم في كوردستان بالامن والاستقرار فاننا لا بد ان نتذكر ان الشعب الكوردي سيبقى مدينا الى شهدائه المؤنفلين الذين غيبوا عن الحياة وتحول كل واحد منهم الى علم كوردي يرفرف على شرفات ومباني كوردستان وتحولت كل امرأة انفلها النظام الى مدرسة جديدة او مستشفى جديد في كوردستان وتحول كل طفل اغتيل او دفن حيا الى روضة اطفال او حضانة في مرابع كوردستان ومدنها وقراها وهذا هو انتصار شعبنا الكوردي بعد ان انقلب السحر على الساحر وبعد ان اصبح الرأي العام العالمي مع الشعب الكوردي وقضيته العادلة.
وحسناً تفعل القيادة الكوردستانية في الاهتمام بأبناء وذوي الشهداء الكورد وتأمين سبل الحياة والرعاية لهم.
اننا اذ نستذكر هذه المناسبة الأليمة والموجعة في تاريخ شعبنا الكوردي فأننا نجدد في ذواتنا وضمائرنا العقيدة الراسخة ان امة قررت ان تعيش حريتها وتدافع عن كرامتها وتحاسب من اراد او يريد ان يقف في طريق تحقيق هويتها لا بد ان تنتصر فهي لا تطلب المستحيل بل تطلب (الممكن) الذي جعلته المصالح الدولية في يوم ما مستحيلا.
-ستبقى ذكرى فاجعة الانفال جرحاً بليغا في ضمير الانسانية جمعاء.
-المجد والخلود لشهداء كوردستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية